المجاعة تطل برأسها مجددا شمالي قطاع غزة
عاد شبح المجاعة يطل برأسه مجددا شمالي قطاع غزة، الذي لم يدخله أي شاحنة مساعدات منذ ثلاثة أسابيع باستثناء شاحنات الدقيق.
سكان محافظتي غزة والشمال والذي يقدر عددهم ب 700 الف نسمة لا يجدون في منازلهم سوى الدقيق الذي أدخل في الآونة الأخيرة لا سيما مع تشغيل المخابز، ولكن دون أن يجدوا أي مادة غذائية بجانبه سواء الخضار أو اللحوم أو حليب الأطفال.
المواطنة الفلسطينية سعاد شمالي قالت لـ"قدس برس" عدنا لما كنا عليه قبل ثلاثة أشهر حينما ضربت المجاعة قطاع غزة بشكل كبير".
وأضافت" الخبز وحده لا يكفي فنحن لا نجد ما نطعم اطفالنا ونرى أجسامهم النحيلة تنهار."
وأشارت إلى أن "الخضار واللحوم وبعض حليب الأطفال دخل لمدة اقل من شهر ثم اوقف الاحتلال ادخال اي شيء واعادنا إلى نقطة الصفر" .
أما حمدان أبو أحمد فأكد أن "استمرار الحال هكذا ممكن يؤدي إلى زيادة عدد الوفيات لا سيما لدى المرضى والأطفال".
وقال أبو أحمد لـ"قدس برس" هناك نسبة كبيرة من المرضى يعيشون على نظام غذائي قائم على تناول الخضار، والاكثار من أكل الخبز، يضرهم كثيرا ولكن غير متوفر أي نوع من الخضار.
وأضاف:" خلال فصل الشتاء كنا نعتمد على نبتة "الخبيزة" ولكن الان غابت هذه النبتة في فصل الصيف."
وقال سلامة معروف رئيس مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن المجاعة عادت إلى محافظتي غزة والشمال بشكل واضح لا لبس فيه.
وأضاف: لـ (قدس برس): "منذ أكثر من 3 أسابيع وسكان شمال قطاع غزة يستنزفون ما تبقى لديهم من مواد غذائية في ظل شح المساعدات التي تصل إليهم."
وشدد على أن "معضلة دخول المساعدات لن تحل إلا بالضغط على الاحتلال لفتح جميع المعابر" .
وحمل معروف الاحتلال الإسرائيلي المسؤلية الكاملة عن حالة المجاعة التي قد تؤدي إلى حالات الوفاة لا سيما لدى المرضى والأطفال والحالات الضعيفة.
وحذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من عودة المجاعة إلى وسط وشمال قطاع غزة.
وقالت أونروا في بيان لها: ان "إغلاق المعابر والعملية البرية في رفح يقفان عائقا أمام وصول المساعدات إلى قطاع غزة".
وأضافت:" الأمم المتحدة تنتقد وتضغط على الدول الكبرى للعب دور بشأن فتح المعابر في قطاع غزة".
وتابعت "رغم الضغوطات الدولية والأممية لتسهيل عودة المساعدات غير أن القرار النهائي يبقى بيد إسرائيل".
ولليوم 237 على التوالي يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 36 ألفا و171 شهيدا، وإصابة 81 ألفا و420 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.