دلالات وتوقيت مبادرة بايدن لإنهاء الحرب على غزة.. سياسيان يجيبان
اتفق محللان سياسيان أردنيان، السبت، على أن "المبادرة التي أطلقها الرئيس الأميركي جو بايدن، المتمثلة بوضع حد للحرب الدائرة في قطاع غزة، تأتي بعد استنفاد الجانب الإسرائيلي خياراته العسكرية كافة، بعد دخوله الأخير إلى مدينة رفح دون تحقيق نتائج".
وقال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات، إن "المقترح الذي قدمه الرئيس الأميركي جو بايدن بخصوص إنجاز صفقة تبادل بين (الإسرائيليين) والمقاومة الفلسطينية، تأتي في سياق نهاية دخول الجانب الإسرائيلي لمدينة رفح، وكذلك سيطرته على محور فيلادلفيا، وإطباق الاحتلال سيطرته الكاملة على قطاع غزة، وبالتالي جاءت المبادرة الأمريكية وكأن الجميع كان ينتظر أن تفعل إسرائيل ما فعلته في رفح ليتم إطلاق هذه المبادرة بلسان الرئيس الأميركي".
وأضاف الحوارات لـ"قدس برس"، أن "ما يميز المبادرة الأميركية أنها أطلقت على لسان الرئيس الأميركي، وفيما يتعلق بالتوقيت فإن التأخر في الإعلان جاء لجهة إعطاء الإسرائيليين الفسحة من الوقت لتحقيق أجندتهم في غزة".
وأشار إلى أنه "لم يتم رفع الغطاء عن الجانب الإسرائيلي، وواشنطن تؤكد أنها ملتزمة بأمن إسرائيل واستقرارها واستمرارها قوة في المنطقة".
وتابع الحوارات: "إلا أن المبادرة الأميركية تأتي أيضا محاولة من بايدن لـ(حشر) نتنياهو في الزاوية للموافقة على هذه الصفقة التي أرفقفها بإغراءات قبولها، بصفقة تهدف لإدماج إسرائيل في المنطقة من خلال عمليات تطبيع مع السعودية على وجه التحديد".
ورأى الحوارات أن "نتنياهو لن يوقف الحرب، علما أن مسألة وقف الحرب على غزة أزفت، أما تل أبيب فترى أنه طالما أن حماس تمتلك القوة لإطلاق الصواريخ فالحرب بالنسبة لها لن تتوقف، وبالتالي قد تكون هناك خلافات حقيقية أميركية إسرائيلية، لأن واشنطن ترى أن هناك استحقاقات داخلية يجب أن يتم التعامل بعد وقف الحرب على غزة".
وقال الكاتب والمحلل السياسي حازم عياد من جهته، إن "توقيت مبادرة بايدن جاءت مع تحركات وليام بيرنز لإعطاء دفعة للمفاوضات التي يجريها بيرنز في المنطقة، والتي واجهت رفضا إسرائيليا".
وأضاف عياد لـ"قدس برس"، أن "بايدن يريد أن يعطي زخما لمبادرة إنهاء الحرب على غزة، ويقطع الطريق على أي محاولة من قبل نتنياهو للتحايل على المبادرة أو القفز عنها".
وتابع أن "أميركا وصلت لقناعة ما بعد رفح بأنه لا يوجد ما يمكن تحقيقه على الصعيد العسكري سوى الحاق الضرر بالمدنيين ومزيد من العزلة لإسرائيل، وبالتالي ترى واشنطن أن استمرار الحرب قد يتسبب في زيادة عزلة الاحتلال، وفتح باب ملاحقتها في المحاكم الدولية، دون تحقيق أي هدف أو مكسب عسكري".
وأشار عياد، إلى أن "هناك ضغوطا داخلية في الولايات المتحدة الأميركية تذهب باتجاه وقف الحرب، ونتيجة وجود خلاف في القضاء فيما يتعلق بقضية ترامب، والحرب الداخلية، وبالتالي هناك شروخ سياسية تزداد حدة داخل أميركا، وهي تذهب باتجاهات خطرة وحساسة ويتطلب من إدارة بايدن رص الصفوف عبر وقف الحرب القائمة في غزة".
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، قال في وقت سابق الجمعة، إن "إسرائيل عرضت مقترحا شاملا بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح جميع المحتجزين، مكونا من ثلاث مراحل".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 36 ألفا و379 شهيدا، وإصابة 82 ألفا و407 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.