عائلة الصحفي عبد الغني الشامي تنجو من مجزرة مروعة بعد تعرض منزلها لقصف مدفعي
وحدها عناية الله حالت دون وقوع مجزرة مروعة في منزل الصحفي عبد الغني الشامي بحي الصبرة بمدينة غزة ؛ وذلك بعدما سقطت عليه منتصف الليلة الماضية قذيفة مدفعية من العيار الثقيل ودمرته بشكل جزئي.
أنس الابن الثالث للشامي (24 عاما) تواجد في الغرفة التي سقطت عليها القذيفة بعدما اخترقت سقفها ونفذت إلى جدار صالة المعيشة المجاورة.
حالة من الرعب والفزع أصابت هذه العائلة المكلومة التي تتكون من ثمانية أفراد تواجدوا جميعا في البيت.
ويروي أنس لـ"قدس برس" تفاصيل هذه الليلة المرعبة بالقول: "كنت أجهز نفسي للنوم حينما سقطت القذيفة بجواري على السرير وأصابت شظاياها قدمي اليسرى ورأسي والدم يتدفق من تلك الجروح السطحية التي تم علاجها ميدانيا."
وأضاف :"لا أعرف كيف خرجت من تحت الركام والدم يملأ كل جسمي والغبار والدخان والعتمة تغطي البيت".
وتابع:" بعد الاطمئنان على والدي وأشقائي لا سيما أصغرهم الطفل محمد (12 عاما ) -والذي يعاني من طيف التوحد وفرط الحركة (دائم الحركة) حتى في الليل-؛ أمنا خروجنا من البيت إلى بيت الجيران والاقارب خشية أن يكون ذلك صاروخ تحذيري وتمهيدا لنسف البيت".
وأوضح أن والده في العادة ينام في صالة المعيشة المجاورة للغرفة التي سقطت عليها القذيفة ونفذت إليها ولكن هذه الليلة وبسبب الحر الشديد غير مكان نومه الذي سقط عليه الركام والحجارة الكبيرة وكانت على بعد مترين فقط منه.
وقال الصحفي الشامي: "لم استيقظ على صوت أي انفجار أو قصف، ولكن استيقظت بسبب الغبار والدخان الكثيف الذي انبعث من القصف والذي ملأ المكان بجانب العتمة ورائحة البارود".
وأضاف متسائلا: " أي أخلاق لهذا الجيش الإسرائيلي الذي يدعيها نتنياهو حينما يقول إنه الأكثر أخلاقية في العالم، وهو يقصف البيوت الآمنة وأماكن النزوح والشوارع والطرقات والمؤسسات ويقتل قرابة أربعين الف فلسطيني، ويجرح مئة وخمسين ألفا آخرين خلال ثمانية أشهر من العدوان".
وتابع :"الكتابة عن العدوان كمراسل ميداني، يختلف أن تكون أنت الضحية والقصف على بيتك، وأن تخرج من تحت الركام لتكون أنت الحكاية وأنت الخبر".
وأردف قائلا: "عناية الله فقط حالت دون وقوع مجزرة، فيما لو انفجرت هذه القذيفة المدمرة، وذلك على الرغم من أنها اخترقت سقف البيت الذي تزيد سماكته عن 30 (سم) وسقطت على السرير ".
وأضاف: استضاف الجيران والأقارب عائلة الصحفي الشامي طوال الليل في حين لم تتوقف القذائف عن السقوط في معظم أرجاء قطاع غزة يضاف إليها القصف الجوي والبحري والتقدم البري من منطقة جنوب مدينة غزة.
ومع بزوغ الفجر انتظرت عائلة الشامي حتى شروق الشمس للعودة لتفقد منزلهم الذي دمّر جزئيا للاطلاع على حجم الأضرار وإصلاح ما يمكن إصلاحه، من أجل العودة والسكن فيه، حتى لا يتحولوا إلى نازحين يبحثون عن خيمة تؤويهم وفرصة تعرضهم للقصف مرة أخرى واردة جدا، لكن ضرر أخف من ضرر، وهذا حال كافة أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 36 ألفا و731 شهيدا، وإصابة 83 ألفا و530 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.