اغتيال قادة الأجهزة الأمنية والعاملين بلجان الطوارئ.. سياسة "إسرائيل" لنشر الفوضى بغزة

منذ أسابيع يشهد قطاع غزة تصعيدا إسرائيليا يستهدف بالأساس، ضرب الحالة الأمنية، عبر استهداف أفراد وضباط الأجهزة الأمنية ومظاهر السيادة وفرض القانون.
فخلال الأسبوع الأخير، وتحديدا في الرابع من حزيران/يونيو 2024، قصف الاحتلال الإسرائيلي مركبة تابعة لوزارة الداخلية، ارتقى على إثرها 8 من أفراد جهاز الشرطة، كانوا على رأس عملهم في ضبط الحالة الأمنية داخل إحدى مراكز الإيواء في دير البلح وسط غزة.
سبق ذلك بأيام اغتيال مماثل لثلاثة من أفراد جهاز الشرطة بمخيم النصيرات (وسط)، بعد ساعات قليلة على اغتيال مدير مباحث شرطة المحافظة الوسطى العقيد زاهر الحولي.
ومنذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية في الـ7 من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، قدمت وزارة الداخلية وتحديدا جهاز الشرطة المئات من كوادرها شهداء أثناء أداء مهامهم في ضبط الحالة الأمنية وحفظ القانون.
ولم تقتصر حوادث الاغتيالات على الأفراد والضباط العاملين بالميدان، بل شملت قيادات الصف الأول العاملين في وزارة الداخلية.
وأبرز هذه الاغتيالات، وفق رصد لـ"قدس برس"، "كانت حادثة اغتيال اللواء فائق المبحوح، المدير العام للعمليات المركزية في وزارة الداخلية والأمن الوطني، الذي كتب على يديه النجاح في إدخال أول قافلة لمساعدات إغاثية لأهالي شمال القطاع وكسر الحصار عنهم، بعد أن فرض الجيش حصارا على 400 ألف فلسطيني في شمال القطاع بسبب تمسكهم بالبقاء في الشمال رفضهم لمخططات التهجير".
كما اغتال الاحتلال كلا من المقدم محمود البيومي مدير مركز شرطة النصيرات، والمقدم رائد البناء مدير المباحث في شمال القطاع.
كما وسعت دولة الاحتلال من دائرة الاغتيالات لتطال رؤساء لجان الطوارئ العاملة بالقطاع منهم اغتيال مدير لجنة الطوارئ في غرب غزة أمجد هتهت، ورئيس لجنة الطوارئ في المحافظات الوسطى حاتم الغمري، وأربعة ممن تولوا رئاسة لجان الطوارئ في مدينة رفح.
كما شملت قائمة الاغتيالات الإسرائيلية رؤساء البلديات والمحافظات العاملة بالقطاع، والتي كان أخرهم رئيس بلدية النصيرات إياد المغاري، والذي سبقه كلا من رئيسا بلدية المغازي صالح الغمري، ومروان حمد رئيس بلدية مدينة الزهراء.
ويشير مصدر أمني بغزة لــ"قدس برس" أن "المقاومة في غزة على يقظة تامة بالمخططات الإسرائيلية، وهي تتابع الحالة الأمنية عن كثب وتضرب بيد من حديد كل من يحاول الانسياق وراء المخططات الشيطانية التي تسعى دولة الاحتلال لفرضها في القطاع".
وأضاف المصدر الأمني "تهدف إسرائيل من وراء هذه الاغتيالات لخلق حالة من الفراغ بما يسمح لأشخاص مشبوهين لملئه، إلا أن هذا المخططات فشلت حتى قبل أن تبدأ، بسبب تماسك الجبهة الداخلية ووعي الشارع بخطورة ما تهدف إليه إسرائيل".
كما تهدف وفق المصدر الأمني، إلى "ضرب وتدمير القدرات العسكرية والسلطوية لحكومة غزة، ومحاولة خلق حالة من الفوضى بهدف إضعاف المقاومة وزج القطاع في أتون من الصراعات الجانبية".
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدعومة من الولايات المتحدة وأوروبا، ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 249 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95 بالمئة من السكان.