على أعتاب العيد.. عزوف عن شراء الأضاحي بالضفة الغربية بسبب الأوضاع الاقتصادية
ألقت الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني عموما، بظلالها السلبية على مقدار الإقبال على شراء الأضاحي، بل ووصل الحال إلى العزوف عن الشراء في ظل قلة المال وغلاء المواشي.
وأسهمت الأزمة المالية التي تعيشها السلطة في الضفة والتي اثرت على مقدار الرواتب التي تعطى للموظفين، بالإضافة الى تعطل عشرات الالاف من عمال الداخل الفلسطيني عن العمل منذ بداية الحرب على غزة، وقلة فرص العمل في الضفة، في تعميق الازمة الاقتصادية وبالتالي انعكاس ذلك على كافة مناحي الحياة بما فيها شراء الاضاحي.
ويشير التاجر فادي أبو صالحة من مدينة نابلس بان الاقبال على شراء الاضاحي هو الأضعف منذ سنوات كثيرة وتابع :" لا ابالغ اذا قلت بان نسبة شراء الاضاحي لا تتعدى 10% مقارنة مع الأعوام الماضية ، فالأوضاع الاقتصادية صعبة للغاية وهو أصلا ما لمسناه ليس فقط في موسم الاضاحي حتى في حجم الاقبال على شراء اللحوم بشكل عام ولا سميا خلال الأشهر 8 الأخيرة .
وتابع أبو صالحة والذي يملك مزرعة للعجول والاغنام:"بالعادة وفي مثل هذا الوقت يكون شراء الاضاحي من عندنا بناء على الحجز المسبق ولكن الان العجول والاغنام مكدسة بالمزرعة دون وجود طلب حقيقي عليها".
ويعزي التاجر فريد أبو زنط من مدينة طولكرم هو الاخر تراجع الاقبال على شراء الاضاحي الى تضخم البطالة في الأراضي الفلسطينية بعد ان تحول أكثر من مئتي ألف عامل كانوا يعملون بالداخل ، لعاطلين عن العمل، ونتيجة استمرار الازمة الاقتصادية لدى موظفي القطاع الحكومي، وتزامنا مع الارتفاع اللافت في أسعار الأضاحي ".
وذكر أبو زنط ان تحول عشرات الالاف من العمال لعاطلين عن العمل، أثر بشكل كبير على حجم الاقبال على الاضاحي وشرائها، مشيرا الى ان تحول هؤلاء العمال وانضمامهم الى جيش العاطلين عن العمل ساهم في تراجع الاهتمام بشراء الاضاحي.
وعلاوة عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها الأراضي الفلسطينية فان الاضاحي تشهد ارتفاعا كبيرا في أسعارها؛ بسبب قلة الطلب عليها أولا ومن ثم بسبب ظروف أخرى تتعلق بالاستيراد نتيجة الحرب على غزة وما رافق ذلك من متغيرات على طرق الشحن والاستيراد، ثم نتيجة استمرار الحرب على أوكرانيا والتي كانت تعتبر احد البلدان المهمة التي يتم الاستيراد منها .
وبحسب الاحصائيات الصادرة عن جمعية حماية المستهلك فان أسعار الاضاحي في الأراضي الفلسطينية لعام 2024 مرتفعة للأسباب التي تتعلق بالاستيراد وارتفاع أسعار الاعلاف حيث يتراوح سعر كيلو لحم الأضحية في فلسطين بين خمسة دنانير وخمسة دنانير وسبعة قروش وذلك حسب نوع الحيوان ووزنه ومكان الشراء.
وذكرت حماية المستهلك فان متوسط سعر أضحية الخروف يبلغ حوالي (1700) "شيقل" وفي بعض الأحيان يكون أكبر من ذلك.