حزب الله يشنّ "أوسع" هجوم له على مواقع جيش الاحتلال.. التوقيت والدلالات؟
شنّ "حزب الله" اللبناني، اليوم الخميس، "أوسع" هجوم له على مواقع لجيش الاحتلال الإسرائيلي منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الماضي حين بدأ عملياته المساندة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وقال الحزب إنه "نفّذ هجوماً مركّباً بالصواريخ و المسيرات، رداً على الاغتيال الذي نفّذه العدو الصهيوني في بلدة جويّا جنوب لبنان".
وفي هذا السياق، قال الأكاديمي والخبير الاستراتيجي اللبناني، علي دربج، إن "توسيع المقاومة في لبنان لنطاق هجماتها كمّاً ونوعاً اليوم على مواقع لجيش الإحتلال الإسرائيلي تأتي في إطار الردّ الطبيعي والحاسم والحازم على جريمة اغتيال القائد طالب عبدالله، الذي ارتقى برفقة ثلاثة من رفاقه في بلدة جويّا جنوب لبنان".
وأضاف دربج، في تصريح خاص لـ"قدس برس"، اليوم الخميس، أن "هذا الرد سيُسجّل وفق القراءة العسكرية للمقاومة في لبنان كـ"عامل ردع"، ردّاً على توسيع جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته على الأراضي اللبنانية".
وأشار إلى أن "توسيع المقاومة في لبنان هجماتها أتى كذلك في وقتٍ وسّع فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته على القرى والمناطق اللبنانية واستهداف المدنيين والأطقم الطبية".
وجدّد الخبير الإستراتيجي، رؤيته باستبعاد الوصول إلى حرب شاملة في الوقت الحالي، بقوله إن "هذا أيضاً يترجمه تصريحات قادة الكيان الصهيوني بأن جيش الاحتلال لا يريد الدخول في حرب شاملة على صعيد الجبهة الشمالية وليس هناك استعداد لخوض حرب جديدة واسعة على جبهة ثانية".
وشدّد على "عدم جاهزيّة جيش الاحتلال الإسرائيلي لخوض معركة مع المقاومة في لبنان نظراً لعدة معطيات تشهدها المنطقة".
واعتبر أن "تصريحات بعض قادة الكيان الصهيوني التي تحمل في طياتها تهديدات للبنان ما هي إلا محاولة لرسم صورة من الإنجاز أو الردع، وخاصّةً أن جمهور الإحتلال في شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة يتعَطّشون لإنجازٍ واحد يحققه لهم جيشهم المهزوم، وخاصة في ظل ما يعانونه من أوضاع صعبة وحالة الخوف والهلع من ردود فعل المقاومة في لبنان".
ورأى أن "الأوضاع ستبقى على ما هي عليه، أي أنها ستبقى في إطار ردود الفعل، الردّ مقابل الردّ، وأشبه بالكرّ والفرّ، إلى حين أن تنضج الظروف السياسية وتجلب صفقة تبادل وتصل الأمور إلى الحلحلة".
هذا وأعلن "حزب الله" أنه هاجم 15 موقعا عسكريا للاحتلال دفعة واحدة في الجليل والجولان المحتل شمالي فلسطين المحتلة.
وقال الحزب في بيان له، تلقته "قدس برس"، اليوم الخميس، "دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، وفي إطار الرد على الاغتيال الذي نفذه العدو الصهيوني في بلدة جويا، شنت المقاومة هجوماً مشتركاً بالصواريخ والمسيّرات حيث استهدفت بصواريخ الكاتيوشا والفلق 6 ثكنات ومواقع عسكرية هي: مرابض الزاعورة، ثكنة كيلع، ثكنة يوأف، قاعدة كاتسافيا، قاعدة نفح وكتيبة السهل في بيت هلل".
ويشهد جنوب لبنان منذ الـ8 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تبادلا شبه يومي لإطلاق النيران، بين "حزب الله" اللبناني، بالتعاون مع "كتائب القسام - لبنان" الجناح العسكري لحركة "حماس"، و"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، و"قوات الفجر" الجناح العسكري لـ "الجماعة الإسلامية" في لبنان (الإخوان المسلمين)، ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ردا على عدوان الأخير على قطاع غزة.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 37 ألفا و232 شهيدا، وإصابة 85 ألفا و37 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.