إسرائيل ليست سوى حوض أسماك! (مقال رأي)
عبد العزيز العنجري، المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز "ريكونسنس" للبحوث والدراسات

الكويت - قدس برس
|
يونيو 14, 2024 3:54 م
الدول حول العالم، تشبه الأسماك في البحار والمحيطات، حيث تعتمد على بيئتها الطبيعية للبقاء على قيد الحياة. بينما إسرائيل، على النقيض، تشبه حوض الأسماك. فهي بحاجة دائمة إلى الأكسجين الذي لا ينقطع والغذاء المستمر للبقاء على قيد الحياة.
فالدعم الأمريكي المستمر يمثل الشريان الرئيسي الذي يغذي هذا الكيان البائس، في حين أن الخنوع من بعض العرب يوفر بيئة مستقرة نسبيًا لاستمرار الاحتلال والاستيطان في إجرامه. وبدون أحد هذين العاملين، فإن الأسماك داخل هذا الحوض ستلقى حتفها لا محالة.
لذلك، أي عامل يمكنه أن يقلل من الأكسجين الأمريكي أو الغذاء العربي يستنفر كل مستشعرات الإحساس الصهيوني لدى الداعمين، سواء كانوا عربًا أو غربيين.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، مقاطعة المنتجات الإسرائيلية وتلك الداعمة للكيان - وهو قرار فردي لا يمكن لأي حكومة أن تمنعه - تؤثر في هذين العاملين إلى حد بعيد. وسحب الاعتراف الأكاديمي وبعض الاتفاقيات التعليمية بين جامعات أوروبية وإسرائيلية يحقق أحد هذين الهدفين. وقيام الشعوب الحية، عربية وغربية، بمناصرة فلسطين علنًا، رغم الضغوط التي تمارسها بعض الحكومات، يخلق أيضًا حالة ضغط لا يمكن تجاهلها.
نشرت وكالة الأنباء الفرنسية تقريرًا لها في 2008 يبين أن نسبة الذين يشعرون بالأمن في المجتمع الإسرائيلي لا تزيد عن 4% من السكان، مما يعكس هشاشة هذا الكيان. ولا شك في أن هذه النسبة الآن أقل بكثير بعد أحداث 7 أكتوبر.
التساؤل: كيف يمكن لدولة يُرجّح أنها نووية، وتمتلك ما كنا نظنه أحد أقوى الجيوش في العالم أن تكون غير قادرة على توفير الشعور بالأمان لأكثر من 96% من سكانها؟
الجواب يكمن ببساطة في ما قاله المفكر العربي والإسلامي الراحل، الأستاذ الدكتور عبد الوهاب المسيري، بأن المقاومة المسلحة هي التي ترسل رسائل للمستوطنين الصهاينة بأنهم لن يجدوا علاجًا للاضطرابات طالما أن الفلسطينيين متمسكون بأرضهم.
وعليه، فإن إسرائيل كيان غير حقيقي، ويعتمد بشكل تام على الدعم الخارجي للبقاء على قيد الحياة. وإذا ما بدأ الدعم الأمريكي بالتلاشي، أو قرر العرب أن يتخذوا موقفًا أكثر قوة، ستبدأ الأسماك فيه بالهلاك.
تصنيفات : الخبر وأكثر