إسرائيل ليست سوى حوض أسماك! (مقال رأي)

عبد العزيز العنجري، المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز "ريكونسنس" للبحوث والدراسات
الدول حول العالم، تشبه الأسماك في البحار والمحيطات، حيث تعتمد على بيئتها الطبيعية للبقاء على قيد الحياة. بينما إسرائيل، على النقيض، تشبه حوض الأسماك. فهي بحاجة دائمة إلى الأكسجين الذي لا ينقطع والغذاء المستمر للبقاء على قيد الحياة.
 
فالدعم الأمريكي المستمر يمثل الشريان الرئيسي الذي يغذي هذا الكيان البائس، في حين أن الخنوع من بعض العرب يوفر بيئة مستقرة نسبيًا لاستمرار الاحتلال والاستيطان في إجرامه. وبدون أحد هذين العاملين، فإن الأسماك داخل هذا الحوض ستلقى حتفها لا محالة.
 
لذلك، أي عامل يمكنه أن يقلل من الأكسجين الأمريكي أو الغذاء العربي يستنفر كل مستشعرات الإحساس الصهيوني لدى الداعمين، سواء كانوا عربًا أو غربيين.
 
وعلى سبيل المثال لا الحصر، مقاطعة المنتجات الإسرائيلية وتلك الداعمة للكيان - وهو قرار فردي لا يمكن لأي حكومة أن تمنعه - تؤثر في هذين العاملين إلى حد بعيد. وسحب الاعتراف الأكاديمي وبعض الاتفاقيات التعليمية بين جامعات أوروبية وإسرائيلية يحقق أحد هذين الهدفين. وقيام الشعوب الحية، عربية وغربية، بمناصرة فلسطين علنًا، رغم الضغوط التي تمارسها بعض الحكومات، يخلق أيضًا حالة ضغط لا يمكن تجاهلها.
 
نشرت وكالة الأنباء الفرنسية تقريرًا لها في 2008 يبين أن نسبة الذين يشعرون بالأمن في المجتمع الإسرائيلي لا تزيد عن 4% من السكان، مما يعكس هشاشة هذا الكيان. ولا شك في أن هذه النسبة الآن أقل بكثير بعد أحداث 7 أكتوبر.
 
التساؤل: كيف يمكن لدولة يُرجّح أنها نووية، وتمتلك ما كنا نظنه أحد أقوى الجيوش في العالم أن تكون غير قادرة على توفير الشعور بالأمان لأكثر من 96% من سكانها؟
 
الجواب يكمن ببساطة في ما قاله المفكر العربي والإسلامي الراحل، الأستاذ الدكتور عبد الوهاب المسيري، بأن المقاومة المسلحة هي التي ترسل رسائل للمستوطنين الصهاينة بأنهم لن يجدوا علاجًا للاضطرابات طالما أن الفلسطينيين متمسكون بأرضهم.
 
وعليه، فإن إسرائيل كيان غير حقيقي، ويعتمد بشكل تام على الدعم الخارجي للبقاء على قيد الحياة. وإذا ما بدأ الدعم الأمريكي بالتلاشي، أو قرر العرب أن يتخذوا موقفًا أكثر قوة، ستبدأ الأسماك فيه بالهلاك.
 
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
قراءة في المقترح الأمريكي الجديد لوقف إطلاق النار في غزة
يوليو 3, 2025
في خضم تسريبات متزايدة حول تفاصيل الورقة الأمريكية لوقف إطلاق النار في غزة، تتحدث تقارير إعلامية عن مقترح مختلف من حيث الشكل والمضمون، تطرحه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بصيغة تحمل ملامح تحول سياسي لافت. هذه الورقة، التي يُروّج لها على أنها اتفاق متكامل يمتد لـ60 يومًا، تتضمن بنودًا غير مسبوقة، كوقف شامل لإطلاق النار،
مبادرة ترامب للتهدئة في غزة: مقترح "ملغوم" يفتقر للضمانات ويكرّس الواقع القائم
يوليو 2, 2025
أثار مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن وقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يوماً، والذي يتضمن ترتيبات جزئية لتبادل الأسرى وتخفيف محدود للحصار، موجة من التحفظات لدى محللين فلسطينيين وعرب، رأوا فيه طرحاً غير متوازن يفتقر إلى الضمانات الحقيقية لوقف دائم للعدوان أو لتأمين الاحتياجات الإنسانية المتفاقمة في القطاع. واعتُبر المقترح، الذي يأتي قبيل
خبراء يحذرون: الاقتصاد في مناطق السلطة الفلسطينية ينهار وديون الموظفين قنبلة موقوتة
يوليو 1, 2025
"الاقتصاد الفلسطيني يواجه كارثة مالية وديونًا متراكمة تهدد بالانهيار البنيوي" – بهذه العبارة الصادمة افتتح البنك الدولي تقريره الأخير الصادر في حزيران/يونيو 2025، ليدق ناقوس الخطر بشأن الحالة الاقتصادية والمالية في مناطق السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة. غير أن الأزمة لم تعد في خانة التحذير، بل تحوّلت إلى واقع يومي يعيشه الفلسطينيون في الضفة الغربية،
"طوفان الأقصى".. سيناريوهات متوقعة وغير متوقعة بعد 630 يوما
يونيو 29, 2025
تُذكّرنا الحروب الكبرى دومًا بما قاله وزير الدفاع الأميركي الأسبق، روبرت مكنمارا، في وثائقي "ضباب الحرب" إن للحروب نتائج مقصودة، وأخرى غير مقصودة قد تكون أكثر تأثيرًا وخطورة . وهذا يتقاطع ويتصادى اليوم مع ما أحدثه السابع من أكتوبر في حرب غزة. فمنذ صباح طوفان السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أصبح الشرق الأوسط يسير بتوقيت
لماذا دعا ترامب إلى إلغاء محاكمة نتنياهو؟
يونيو 28, 2025
في ظل حالة الارتباك التي يعيشها كيان الاحتلال الإسرائيلي بعد أشهر من العدوان على غزة، أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي طالب فيها بإلغاء محاكمة رئيس الوزراء في حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أو منحه عفوًا، جدلًا واسعًا واعتُبرت مؤشرًا جديدًا على تعمق الأزمة داخل الاحتلال الإسرائيلي. ورأى مراقبون أن هذه التصريحات جاءت في توقيت
سوريا…ورش تدريبية للشباب الفلسطيني تحت عنوان "القيادة والتأثير"
يونيو 28, 2025
في وقت تتكاثف فيه التحديات أمام الوعي الفلسطيني الجمعي، من حملات التطبيع والتزييف والسطو على الرواية الأصلية، أطلقت مبادرة "قناديل مقدسية" سلسلة من الورش التدريبية في سوريا، تحت عنوان "القيادة والتأثير للشباب"، بهدف تمكين الجيل الفلسطيني الشاب، وخاصة في الشتات، من أدوات التعبير الرقمي والتأثير المجتمعي. إيمان بالشباب… واستثمار في المستقبل في حديثه لـ"قدس برس"،