الدويك... وقار المناضلين وإصرارهم وصمودهم (بورتريه)

عمان - علي سعادة - قدس برس
|
يونيو 14, 2024 7:56 م
مهندس معماري وأستاذ جامعي وسياسي فلسطيني من القيادات السياسية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية.
كان مشهد خروجه من المعتقل الإسرائيلي مثيرا للغضب وللفرح في آن واحد، الفرحة بخروجه من سجون العدو النازية، والغضب لرؤيته بهيئته الشاحبة المنهكة، وجسده النحيل، وبشعره الأبيض الطويل ولحيته الكثة التي كانت تزيده وقارا.
ولد عزيز الدويك، الذي يكنى "أبو هشام" في القاهرة عام 1948 لأم من مصر وأب فلسطيني من مدينة الخليل.
حاصل على شهادة دكتوراه في التخطيط الإقليمي والعمراني من جامعة بنسلفانيا في فيلادلفيا بالولايات المتحدة.
ولديه ثلاث شهادات ماجستير في: التربية، وتخطيط المدن، والتخطيط الإقليمي والحضري.
أمضى حياته العلمية أستاذا في جامعة النجاح الوطنية، وفي الحياة الأكاديمية.
ولج إلى السياسة في فترة مبكرة من حياته، حين انتسب مبكرا لحركة حماس، وأصبح من نشطاء الحركة وأحد أقطابها. ثم أصبح لاحقا ناطقا باسمهم باللغة الإنجليزية.
دفع فاتورة مواقفه الوطنية في جميع مراحل حياته، وكان أبرزها حين كان أحد المبعدين إلى مرج الزهور عام 1992 برفقة أكثر من 415 مناضلا، وكان أحد مرافقي الدكتور عبد العزيز الرنتيسي في الإبعاد، ترك بعد عودته من مرج الزهور العمل السياسي، وتفرغ للدراسة والتحصيل العلمي.
انتخب في عام 2006 رئيسا للمجلس التشريعي الفلسطيني بعد أن ترشح ضمن قائمة "التغيير والإصلاح" في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وهو رابع رئيس للمجلس التشريعي الفلسطيني من بعد أحمد قريع، وروحي فتوح، وحسن خريشة.
وسيبدأ الدويك مع عام 2006 سلسلة اعتقالات طويلة من قبل الاحتلال وصلت إلى 6 مرات، بدأت في عام 2006 بعد أن قامت 20 آلية عسكرية بمحاصرة منزله في رام الله لاعتقاله. وظل معتقلا لمدة ثلاث سنوات، عانى خلالها من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، وأُفرج عنه في عام 2009 لعدم كفاية الأدلة، اعتقل لاحقا في عام 2014 بعد اختطاف ثلاثة مستوطنين، وأطلق سراحه في العام التالي.
واحتجاجا على قرار حل المجلس التشريعي في عام 2018 منعته أجهزة السلطة الفلسطينية من عقد مؤتمر صحفي دعا إليه أمام المجلس في رام الله ردا على قرار المحكمة الدستورية بحل المجلس، واحتجز لفترة وجيزة عند حاجز للسلطة الفلسطينية بالقرب من مدينة بيت لحم.
تعرض منزله في الخليل في عام 2020 إلى هجوم بقنبلة يدوية ألقاها مجهولون لم ينتج عنه إصابات.
أفرجت عنه سلطات الاحتلال بعد اعتقال دام نحو ثمانية أشهر، حيث اعتقل بعد "طوفان الأقصى" بنحو عشرة أيام. وصدر بحقه قرار اعتقال إداري لمدة 6 أشهر. والاعتقال الإداري، قرار حبس بأمر عسكري إسرائيلي بدعوى وجود "تهديد أمني"، دون توجيه لائحة اتهام، يمتد إلى 6 أشهر قابلة للتمديد.
وعانى الدويك خلال مدة اعتقاله من ظروف صحية صعبة جدا، حيث لم يتلق العلاج الطبي المناسب، ولم يسمح له بلقاء عائلته طول فترة اعتقاله. وهو يعاني أيضا من فقر الدم ونقص الهيموغلوبين بسبب مرض السكري، كما سبق أن أجرى عمليتي قسطرة وتفتيت حصى الكلى.
وبدا الدويك (77 عاما) في حالة صعبة، ويظهر بشكل واضح الحرمان الذي عاناه طيلة فترة اعتقاله. برفقة آلاف الأسرى من سوء المعاملة التي تضاعفت مرات عديدة بعد الحرب الحالية. بالإضافة إلى التعذيب، وسوء المعاملة، والحرمان، استشهد في سجون الاحتلال مجموعة من السجناء منذ بدء العدوان على قطاع غزة.
وأكد الدويك أن معاملة الاحتلال للأسرى داخل السجون تدل على أنه فقد أعصابه، وفقد توازنه "أخلاقه"، مشيرا إلى أن الاحتلال فقد "المبرر الأخلاقي المدعى أمام العالم".
الدويك يلخص الوضع بقوله "الاحتلال فقد عقله، وتحول من دولة إلى عصابات".
الدويك اختار طريقه بكل وعي ونضوج وإيمان، مثل من سبقوه من القادة الذي كانوا في الصفوف الأولى في الدفاع عن الوطن وعن الشعب الفلسطيني، وكان آخرهم رفيقه نائب رئيس المجلس التشريعي، أحمد بحر، الذي استشهد رفقة عدد من أفراد أسرته في بداية العدوان الوحشي على قطاع غزة.
وحملت صورة الدويك، وهو يرتدي "تي شيرت" أسود وبنطال رياضة بجسده المتعب روحا صلبة، صورة مناضل يستنشق هوا الحرية على أرض فلسطين، في ظلال معركة الصمود والبطولة، بكل قوة وصبر ويقين.
ورمزت صورته للتحدي والصمود والإرادة والإباء والصبر الذي قهر العدو الصهيوني وسجانيه الفاشيين العنصرين.
تنسم دويك للحرية يؤشر إلى قرب تحرير الأسرى والأسيرات من سجون العدو النازي الذي تحولت دولته إلى دولة عصابة مارقة ومنبوذة في العالم تتعرض لإذلال يومي على يد المقاومة في قطاع غزة، وفي الضفة الغربية، وفي جميع الجبهات وساحات المقاومة.