الأسير عبد الرحمن اشتية.. نموذج حي على وقائع التعذيب والإجرام
تواصل سلطات الاحتلال وإدارة السجون في المعتقلات كافة، ممارساتها الإجرامية وتصرفاتها العنصرية بحق الأسرى، وتتعمد الاستفراد بهم وإضرارهم جسديا ونفسيا، مستغلة الصمت الدولي والعربي والحقوقي إزاء ما يجري من جرائم في السجون وخارجها، وتحديدا في قطاع غزة.
ويعد الأسير عبد الرحمن نصوح شتية، من بلدة سالم قرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، نموذجا حيا على مدى الإجرام الذي يتعرض له الأسرى سواء على صعيد ظروف الاعتقال والتعذيب، وصولا إلى الحرمان من أبسط الحقوق ومستلزمات الحياة.
ونقلا عن عائلة الأسير شتية ووفقا لشهادات بعض الأسرى المفرج عنهم وأقوال محامين التقوا به، فإن نجلهم الطالب في كلية الدراسات العليا في جامعة النجاح وعضو مجلس اتحاد الطلبة سابقا يتعرض لأقسى أتواع القمع والتعذيب.
وبحسب معتصم شتية شقيق الأسير، فإن الحالة الصحية له سيئة بعد أن تعرض للكسر إثر ضربه المبرح من قبل السجانين والمحققين، ورفض تقديم العلاج له، الأمر الذي جعله يحرم من النوم لشدة الآلام والأوجاع.
وكشف شتية، عن تعرض شقيقه الأسير للضرب بشكل عنيف على إحدى عينيه، الأمر الذي جعله يفقد الرؤية بها.
وتابع: "تعرض عبد الرحمن مرات عدة وبشكل مقصود للضرب المبرح وكان آخرها قبل أسابيع حيث كان هناك محكمة تثبيت له حيث تعرض للضرب المبرح نتج عنه إصابة بليغة بعينه وكسور بأضلاعه ورضوض قوية بمختلف أنحاء جسده".
ولفت إلى أن شقيقه يقبع حاليا في سجن النقب الذي أصبح يلقب بـ"أبو غريب 2"، في ضوء ما يتعرض له الأسرى هناك من شتى وأقسى أنواع العذاب.
وذكر شتية تقلا عن بعض الأسرى المحررين، بأن مدير السجن "متطرف وأحد المقربين من بن غفير الذي يجاهر بعدائه للأسرى ومطالباته المتكررة بممارسة شتى أنواع الإجرام بحقهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم".
وعن الظروف الاعتقالية هناك قال شتية: "بحسب ما بلغنا فإن الأسرى يعانون من شح المياه وإنعدام الأكل، والهواء الساخن، وتزامنا مع الأجواء الصيفية الحارة، فإنهم يعيشون بلا أي وسائل تبريد، ولا يوجد لديهم أي ملابس صيفية".
وقال شتية، إن "ما يتعرض له شقيقي هو نموذج حي لما نسمع عنه ونراه من جرائم ترتكب بحق الأسرى لا سيما في الأشهر الأخيرة التي تلت الحرب على غزة وتوغل وتغول الاحتلال في ممارساته بحق الأسرى دون أي رادع أو مانع".
وحمّل اشتية، الاحتلال وإدارة مصلحة السجون المسؤولية الكاملة عن حياة شقيقه الذي يعرف عنه خلوه من أي أمراض وعوارض صحية قبل الاعتقال.
وتابع: "عبد الرحمن الجبل الشامخ اليوم يعاني الأمراض نتيجة التعذيب الشديد والحرمان من العلاج، ونطالب المؤسسات الحقوقية الدولية بوقف ما يتعرض له الأسرى من محاولات تصفية وقتل وتعذيب وإجرام".
تجدر الإشارة إلى أن الأسير اشتية، محرر كان اعتقل مرات عدة، وأعاق الاعتقال تخرجه من الجامعة ابان دراسته للبكالوريوس في تخصص الهندسة المدنية لحوالي 13 سنة، وهو طالب في كلية الدراسات العليا قبل اعتقاله ، وبلغ مجموع ما أمضاه أكثر من تسع سنوات في سجون الاحتلال.
وتصاعدت انتهاكات الاحتلال في أعقاب السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي بشكل غير مسبوق، ليصل عدد الأسرى والمعتقلين إلى نحو 9500 معتقل فلسطيني، يتعرضون لجحيم من التجويع والإذلال والتنكيل وتكسير الأطراف، وصولا إلى استشهاد العشرات منهم نتيجة التعذيب في المعسكرات وأقبية التحقيق، أو نتيجة الإهمال الطبي المتعمد.
وتشمل الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال بحق الأسرى، القمع والضرب والتعذيب الجسدي والنفسي، والتجويع والتفتيش العاري والمعاملة اللاإنسانية المهينة، و الاحتجاز دون محاكمة عبر الاعتقال الإداري، وقانون ما يسمى "المقاتل غير الشرعي" بحق أسرى قطاع غزة، ومنع زيارات المحامين والطواقم القانونية والصليب الأحمر والعائلات.
كما يتم تقييد الوصول إلى الرعاية الصحية والطبية، وكذلك استخدام سياسة العزل الانفرادي الذي يمتد لسنوات، اذ تُعتبر هذه الأساليب انتهاكاً لمتطلبات اتفاقيات جنيف والعديد من المعاهدات الدولية الأخرى التي تكفل حقوق الأسرى والمعتقلين.