الدواب عوضا عن سيارات الإسعاف لنقل الجرحى في غزة

غزة (فلسطين) - قدس برس
|
يونيو 23, 2024 6:26 م
في الفناء الخارجي لمجمع "ناصر الطبي" وسط مدينة "خان يونس"، تصطف العشرات من مركبات الإسعاف، بعد أن خرجت من الخدمة جراء نفاذ الوقود، إذ ترفض سلطات الاحتلال منذ أشهر توريد السولار المخصص لتشغيل مرافق الطوارئ ومركبات الإسعاف؛ كجزء من سياسة العقاب التي تنتهجها ضد أهالي القطاع.
وقد أدى هذا الوضع لتعطل نظام الاستجابة السريعة في أوقات الطوارئ، فمعظم مركبات الإسعاف العاملة في قطاع غزة لم تعد تعمل كالسابق، إما بسبب نفاذ الوقود اللازم لتشغيلها، أو لتعمد الاحتلال استهدافها ما أدى إلى تعرضها لأعطال ميكانيكية أخرجتها عن الخدمة، وباتت غير قادرة على القيام بوظائفها.
ليس ذلك فحسب، بل إن جيش الاحتلال تعمد استهداف الطواقم الطبية وضباط الإسعاف على وجه الخصوص، فوفقا لوزارة الصحة في غزة، فقد بلغ عدد شهداء الطواقم الطبية 400 و98 شهيدا، منهم 150 من ضباط الإسعاف.
أما الخسائر المادية التي لحقت بأنظمة الطوارئ الصحية، فقد شملت تدمير الجيش لما يزيد عن 131 مركبة إسعاف، وإخراج 33 مستشفى، و64 مركزا صحيا، و160 مؤسسة صحية، من الخدمة.
وكشف أحد ضباط الإسعاف بمجمع "ناصر الطبي" لمراسل "قدس برس" أن عدد المركبات التي تغطي المدينة حاليا لا تتجاوز 16 مركبة إسعاف فقط، من أصل 60 مركبة كانت تعمل في السابق، "وهذا العدد القليل من سيارات الإسعاف مسؤول عن تغطية أكبر محافظة في القطاع، وهي تقدم خدمة الطوارئ لنحو نصف مليون مواطن".
وأضاف "نواجه تحديات منها الأعداد الكبيرة للشهداء والمصابين التي تتخطى قدرتنا كمسعفين... والضغط الذي فرضه الجيش في عمليته الجارية بمدينة رفح زاد نطاق المسؤولية الملقاة على عاتقنا بتغطية مدينة كبرى كرفح التي تعاني اكتظاظاً سكانياً كبيراً يؤثر في عملنا في التحرك بحرية داخلها".
وأدى هذا الوضع المتفاقم الذي يعانيه جهاز الإسعاف والطوارئ، إلى قيام متطوعين بمبادرات لمساعدة طواقم الإسعاف من خلال تخصيص عرباتهم التي تجرها الدواب (أحصنة، حمير) لنقل الجرحى والشهداء من أماكن القصف إلى المستشفيات والمقابر.
ويسارع هؤلاء المتطوعون بعرباتهم التي تجرها دوابهم، إلى أماكن القصف، إذ يمتلكون القدرة والمناورة للوصول بشكل أسرع من مركبات الإسعاف؛ نظرا لاهتراء الطرق وعدم وملاءمتها لسير المركبات؛ بسبب تراكم الردم والأنقاض على الطرقات نتيجة القصف.
ويقول، ثائر الصوفي، أحد هؤلاء المتطوعين لـ"قدس برس" إنه يذهب يوميا إلى الأماكن التي ينسحب منها الجيش "وأبدأ بالبحث عن أي شهداء أو مصابين لم تتمكن طواقم الإسعاف من الوصول إليهم".
وشدد الصوفي على أنه يقوم بهذا العمل "تطوعا وغايتي هي إنقاذ الجرحى، فمنذ أن بدأت تطوعي وأنا أشعر بالرضا تجاه ما أقدمه من خدمة لأبناء شعبي، رغم أنه يحمل مخاطر كبيرة على حياتي".
وأضاف "كانت لنا مساهمات في إنقاذ عشرات الجرحى من الموت، حيث تمكنا من الوصول إلى أماكن رفض الجيش أن يمنح طواقم الإسعاف تنسيقا لدخولها، ولكننا خاطرنا ووصلنا لهذه المناطق، وتمكنا من نقل جرحى ضلوا ينزفون لساعات، وكانوا على بعد ساعات من الموت".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 260 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95 بالمئة من السكان.
تصنيفات : غير مصنف