تقرير حقوقي: أسرى غزة بين سندان التعذيب القاسي ومطرقة الإعدامات الميدانية

بيروت - قدس برس
|
يونيو 25, 2024 6:39 م
اتهم "مركز فلسطين لدراسات الأسرى" (مستقل مقره لبنان) سلطات الاحتلال بارتكاب جرائم حرب علنية وإعدامات ميدانية بحق أسرى قطاع غزة الذين اُعْتُقِلُوا خلال حرب الإبادة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وأكد المركز، في تقرير، اطلعت عليه "قدس برس"، اليوم الثلاثاء، أن أسرى قطاع غزة "يقعون بين مطرقة الإعدامات الميدانية التي تنفذها قوات الاحتلال بحق المدنيين بعد اعتقالهم وتكبيلهم والتحقيق معهم ميدانياً، وبين سندان التعذيب القاسي والمحرم دولياً لمن يكتب لهم النجاة من الإعدام، ويُنْقَلُون إلى معسكر (سديه تيمان) التابع لجيش الاحتلال قرب حدود القطاع، والذي استحدثه الاحتلال كمركز اعتقال، ويشرف على التحقيق بداخله جهاز الشاباك".
وأشار المركز الحقوقي أن سلطات الاحتلال اعتقلت منذ بداية العدوان أكثر من (6 آلاف) فلسطيني من غزة، أفرج عن غالبيتهم بينما لا يزال الاحتلال يحتجز حوالي (850) أسيرا من غزة صُنِّفُوا تحت مسمى (مقاتلين غير شرعيين).
وبحسب تقرير "مركز فلسطين لدراسات الأسرى"، فإن الاحتلال كشف عن أنه قام مؤخراً بنقل (500) أسير من أسرى غزة من معسكر "سديه تيمان" إلى سجن "عوفر" ونقل (250) آخرين إلى سجن النقب الصحراوي، وذلك في أقسام خاصة لا يسمح لهم فيها بالاختلاط بالأسرى الآخرين، ويمارس بحقهم جريمة الإخفاء القسري، ويرفض تقديم أي معلومات عن أعدادهم أو ظروف اعتقالهم".
وأشار المركز إلى أن الاحتلال لا يزال يمنع المحامين ومندوبي المؤسسات الدولية من زيارة أسرى قطاع غزة، ومنذ أكثر من 8 شهور سمح مؤخراً لاثنين من المحامين بزيارة معسكر "سديه تيمان" والالتقاء بعدد من المعتقلين، والذين كشفوا خلال الزيارة السريعة عن جزء من عمليات التعذيب والإذلال الممنهجة التي تعرض لها الأسرى، والأوضاع غير الإنسانية التي تحيط بظروف اعتقالهم بما فيهم الجرحى والمرضى والمبتورو الأعضاء.
وبين "مركز فلسطين" أن محققي جهاز الأمن الداخلي للاحتلال "شاباك"، يمارسون بحق المعتقلين الغزيين "كل أشكال التعذيب المحرم دولياً والتنكيل الممنهج، الأمر الذي أدى إلى استشهاد العشرات منهم حيث أعلن الاحتلال عن ارتقاء 36 أسيرا من غزة منذ السابع من أكتوبر نتيجة التعذيب والإهمال الطبي وظروف الاعتقال القاسية".
واعتبر المركز في تقريره أن "ما يتعرض له المعتقلون يأتي في إطار الانتقام وممارسة السادية بحق الأسرى المدنيين العزل، وخاصة أن التحقيق معهم لأسابيع أكد أن لا علاقة لهم بالمقاومة أو العمل المقاوم، ولا يوجد لديهم أي معلومات هامة تخدم عمليات الاحتلال" بحسب التقرير.
وطالب "مركز فلسطين لدراسات الأسرى" المنظمات الحقوقية الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان تشكيل لجان تحقيق بشكل عاجل لزيارة معتقل سديه تيمان ومراكز الاحتجاز الأخرى التي يقبع بها أسرى غزة للكشف عن الجرائم التي يتعرضون لها، ووقف جرائم الإعدام الميداني والقتل البطيء الذي يمارس بحقهم من قبل الاحتلال".