سياسيون فلسطينيون: طوفان الأقصى ضربت "ثالوث" العقيدة الأمنية الصهيوينة بمقتل
ناقش سياسيون فلسطينيون، ضمن أعمال ملتقى "الحوار الفلسطيني الثاني"، الذي انطلق، اليوم الجمعة، في مدينة إسطنبول التركية، البيئة السياسية المرافقة لمعركة "طوفان الأقصى" محليا وإقليميا ودوليا.
ويرى الأستاذ المحاضر في جامعة مركز "دراسات الشرق الأوسط والعلوم السياسية في جامعة رتغرز" في ولاية نيوجرسي الأمريكية، أنه "بعد معركة طوفان الأقصى يجب على مسؤولي السلطة الاعتذار للشعب الفلسطيني عن مصيبة أوسلو الكارثية، لأنهم أوصلوا المشروع الوطني الفلسطيني إلى أزمته القاتلة".
وطالب صيام بـ"ضرورة توقف المفاوضات من أجل المفاوضات فورا وإلى الأبد"، مضيفا أن "الاحتماء بالمجتمع الدولي والبكاء لن يعيد وطنا، وإن المقاومة بمعناها الشامل المستندة إلى موقف وطني موحد يجمع الشعب الفلسطيين خلفه سيكون البداية الصحية للتحرر".
وأضاف: "المهمات التى تقع على عاتق الشعب الفلسطيني ونخبه وفصائله ونشطائه، تحويل شلالات الدم التي سالت في فلسطيين، إلى أعمدة للحرية والاستقلال والعودة والسيادة".
ويعتقد الخبير المختص بالشان الصهيوني، وديع عووادة، أن "الحرب الحالية في حال انتهت بفشل إسرائيلي دون تحقيق أهدافها، كما هو المرجح حاليا، فإن هذا سيكون حدثا تايخيا سينعكس سلبا على المشروع الصهيوني، بشكل غير مسبوق".
ويرى عووادة أنه من أجل فهم معاني ومفاعيل السابع من أكتوبر (معركة طوفان الأقصى) بالنسبة للإسرائيليين ينبغى التذكير بالعقيدة الأمنية الصهيوينة التي صاغها أول رئيس حكومة "دافيد بن غوريون"، القائمة على ثلاثة أركان (الردع- والإنذار المبكر- والحسم والمناعة الوطنية)، وجميعها ضربت بمقتل بعد السابع من أكتوبر.
وقال: "هنالك خوف دفين لدى القادة الإسرائيليين من صدمة فقدان الثقة بالدولة بعد معركة طوفان الأقصى".
أما الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة، فيرى أن من أبرز إنجازات السابع من أكتوبر "إيقاف قطار التطبيع العربي"، معلقا بالقول: "قبل طوفان الأقصى كان التطبيع يعد قرارا عربيا فرديا، وكان سيتحول إلى ظاهرة بالمنطقة، بأنه الأولوية وليست القضية الفلسطينية".
وأكد الحيلة على أن "الشرعية الدولية والمبادرة العربية، أصبحتا بالنسبة للاحتلال ليست ذي صلة بالمشهد ولا يبنى عليهما، واعتمد الأخير على أن سياسة الأمر الواقع هي التي تفرض نفسها".
وأشار الحيلة إلى أن "الحالة الفلسطينية والعربية أمام انقسام واضح بالبرامج، بمعنى مع المقاومة أوضدها، وهذه لا منطقة رمادية فيه".
وانطلقت اليوم الجمعة أعمال ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني، الذي ينظمه المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج بمدينة إسطنبول في تركيا بحضور ما يقارب 200 شخصية من الشخصيات الوطنية الفلسطينية في الداخل والخارج.
ويضع الملتقى العدوان المستمر على قطاع غزة على رأس القضايا التي يناقشها، بالإضافة إلى أهمية إعادة بناء البيت الفلسطيني بما يشمل كل الفلسطينيين بكافة أطيافهم.
وتستمر أعمال ملتقى الحوار الوطني على مدار يومي الجمعة والسبت 28و29-6-2024، يتخللها ندوات حوارية حول " البيئة السياسية المرافقة لطوفان الأقصى، و المشروع الوطني الفلسطيني..المأزق والمخرج، وتحديات وفرص طوفان الأقصى وحرب الإبادة في غزة، بالإضافة إلى قراءة في الحالة الفلسطينية في ظل الطوفان".