ما هي مؤشرات إلغاء الجامعة العربية تصنيف "حزب الله" بأنه "إرهابي"؟
المدهون: لم يعد من يقاتل الاحتلال "إرهابيا"

عواصم - قدس برس
|
يونيو 30, 2024 5:06 م
أعلن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي، في تصريحات إعلامية، عقب زيارته إلى بيروت نهاية الأسبوع الماضي، أن "الجامعة لم تعد تصنف حزب الله كمنظمة إرهابية".
وأوضح زكي في تصريح لقناة /القاهرة/ الإخبارية مساء السبت، أن "القرارات السابقة للجامعة تضمنت وصف حزب الله بالإرهابي، مما أدى إلى قطع التواصل معه".
وأشار إلى "توافق الدول الأعضاء على عدم استخدام هذه الصيغة، مما أتاح إمكانية التواصل مع الحزب"، لافتا إلى أن "جامعة الدول العربية لا تملك قوائم إرهابية رسمية، وأن جهودها لا تتضمن تصنيف كيانات كمنظمات إرهابية".
وكان قرارا صدر في شهر آذار/مارس 2016 من وزراء الخارجية العرب، اعتبر أن "أعمال حزب الله الإرهابية تشكل تهديدا خطيرا للأمن القومي العربي"، وطالب الحزب "بالتوقف عن نشر التطرف والطائفية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول".
ودفعت السعودية والإمارات بصورة أساسية، باتجاه اتخاذ هذا القرار آنذاك، في الوقت الذي تحفظت عليه كل من العراق ولبنان. إلا أنه لم يُوضَع الحزب ضمن قائمة رسمية للإرهاب، بسبب عدم وجود مثل تلك القائمة في أنظمة الجامعة العربية.
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إبراهيم المدهون، قرار الجامعة العربية بأنه "خطوة مهمة وإيجابية جاءت في وقتها المناسب"، مشددا على أن "هذا القرار يعكس شرعية عربية وإسلامية لمن يواجه الاحتلال الإسرائيلي، ويمثل مكافأة إقليمية لدور حزب الله المساند لغزة في هذا الوقت الصعب".
ورأى المدهون في حديث مع "قدس برس"، أن القرار "دليل على أن العمق العربي ما زال قادرًا على اتخاذ قرارات بعيدة عن الرغبات الإسرائيلية ومواجهتها"، مشيرا إلى أنه "يأتي في ظل التهديدات الإسرائيلية بشن حرب على لبنان ونشر الإشاعات الإسرائيلية بأن هناك دولًا عربية تشجعها على ذلك".
وشدد على أن قرار الجامعة العربية "سيعقد أي عدوان إسرائيلي على لبنان، وسيسهم في ضبط السياسة في المنطقة، كما أن حزب الله سيكون أكثر انفتاحًا وتفهمًا للتوجهات العربية بعد هذا القرار".
وأضاف "كان هناك تصنيف لأعمال حزب الله بأنها إرهابية، بسبب تداعيات الحرب في اليمن والأحداث في سوريا، ولكن الآن، في ظل المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، يكون هناك وحدة موقف عربي، ولا يمكن وصف من يقاتل الاحتلال بأنه إرهابي" وفق تقديره.
أما الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، أحمد الحاج علي، فقد رأى أن "قرار الجامعة العربية إيجابي، بغض النظر عن الدوافع والمعطيات والأسباب".
وأضاف الحاج علي، في حديث مع "قدس برس"، اليوم الأحد، أن "هذا القرار يريح العلاقات البينيّة العربية، وعلى وجه الخصوص مع لبنان، وله انعكاس إيجابي على وضع لبنان وخاصةً بعد انخراطه في معركة طوفان الأقصى".
وأشار إلى أن "القرار القديم للجامعة العربية كان في فترة أجواء الحرب في اليمن، حيث شهدت المنطقة توتّرات مع إيران في أكثر من ملف، وعلى ضوئه اعتبرت بعض الدول العربية أن الحزب منخرط في بعض الملفات هذه، وحينها شهدت العلاقات السعودية توتّراً ملحوظاً مع إيران وما لحق ذلك من خطوات تصعيدية بين الأطراف".
ورأى الحاج علي أن "هذه الخطوة هي امتداد ونتيجة للمصالحة بين إيران والسعودية برعاية الصين، ومن ثم حدثت نتائج بعدها على الملفات الشائكة، ومن بينها ما يجري في اليمن، وكذلك العلاقات العراقية السعودية، وهو أيضاً ما انعكس إيجاباً على الملف اللبناني".
وأشار إلى أنه "من بعد معركة طوفان الأقصى، وانخراط حزب الله فيها، فإن بعض الدول رأت أنها لن تكون جزءاً من وقود تلك الحرب في المنطقة، ولا تريد أن تعطي مبرراً إضافياً للعدو الإسرائيلي بالهجوم على لبنان، ومن ثم قرار اليوم هو من باب أن تنأى الدول العربية بنفسها علنياً على الأقل في حال حدوث معركة شاملة، وأن تُبعد عن نفسها أي تداعيات مباشرة" وفق تقديره.
من جهته، اعتبر الأكاديمي والخبير الإستراتيجي اللبناني، علي دربج، أن "قرار الجامعة العربية يأتي أولاً وأخيراً لمصلحة الجامعة وأعضائها... والتي لم تتّخذ منذ تأسيسها لغاية اليوم أيّ قرار يفيد الأمة العربية أو القضية الفلسطينية" على حد تقديره.
ورأى دربج، في حديث مع "قدس برس"، أن "القرار لم يكن يضرّ الحزب سابقاً ولم، ولن يضره مستقبلاً، فالجامعة العربية متّهمة بالتخاذل والتواطؤ والصمت والتفرّج وعدم تحريك ساكن، وعدم الاستعداد لممارسة أيّ ضغط، لوقف المجازر البشعة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة سابقاً وحالياً".
واعتبر الخبير الاستراتيجي أن "القرار ليس له أيّ دلالات ولا مغازي ولا معاني، بل أتى لرفع الحرج عن الدول الأعضاء في الجامعة العربية، بعدما رمى حزب الله الحجّة على العرب والمسلمين أجمعين... وشارك ودافع عن غزة وشعبها، وأصبح شريكاً في هذه المعركة، وقدم حتى الآن أكثر من 400 شهيد، وبات أكثر من نصف الجنوب اللبناني مدمّراً، والمقاومة هنا باتت خط الدفاع الأول، ورأس الحربة عن فلسطين وشعبها" وفق ما يرى.
واعتبر أن "هذه القرارات لم تقدّم ولن تقدّم أيّ شيء على أرض الواقع، في حين أن بعض الدول الأعضاء في الجامعة العربية لها سلطة وذات تأثير، لكنها لم تفعل شيئاً واحداً من أجل وقف العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة، والحل الوحيد لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي هو المقاومة؛ والمقاومة فقط".