النيابة البرازيلية تبرئ ناشطا متهما بالترويج لحركة "حماس"
أرشفت النيابة العامة البرازيلية (MPDFT) في العاصمة برازيليا، القضية التي رفعتها "دائرة شرطة التشريع في مجلس النواب" ضد الناشط، إيري سوزا دي براغا جونيور، عضو حزب، القضية العمالية (PCO) ، والتي اتهمته فيها بـ"الدعاية للجريمة أو للمجرمين"، بسبب "عدم وجود سبب عادل".
وبدأت فصول القضية عند مشاركة دي براغا جونيور، في جلسة الاستماع التي عقدتها "هيئة التشريع التشاركي" في البرلمان البرازيلي في 24 نيسان/أبريل، لمناقشة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، والكشف عن انتهاكات حقوق الإنسان الفلسطيني والقانون الدولي من قبل "إسرائيل"، في تلك الجلسة، كان دي براغا جونيور، يرتدي قميصًا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بينما كان يوزع منشورات تدين جرائم "إسرائيل" في قطاع غزة.
وكانت جلسة الاستماع، تُبث مباشرة على قناة مجلس النواب البرازيلي، ما جعل الصورة تنتشر في الصحافة البرازيلية التي حولتها إلى قضية رأي عام وتعرض دي براغا جونيور على إثرها إلى موجة انتقادات واسعة، وصلت حد وصفه بـ"المروج لحماس الإرهابية في البرازيل".
حجة "دائرة شرطة التشريع في مجلس النواب"، والتي تحركت بموجبها ضد دي براغا جونيور، هي أن "حماس" تُعتبر منظمة "إرهابية"، وبالتالي ارتداء قميص يحمل شعارها يُعد بمثابة دعاية لـ"الإرهاب" والدفاع عن "منظمة إرهابية".
وقد أكدت النيابة، في تقريرها أن "الترويج العلني لدعم جماعة مثل حماس لا يُشكل جريمة، نظرًا لأنه لا يوجد شخص محدد ولم تُعتبر الحركة رسميا إرهابية في جمهورية البرازيل الاتحادية أو ارتكبت جرائم في البرازيل".
من جهته قال حزب "القضية العمالية" البرازيلي، إن " مشاركة إيري سوزا دي براغا جونيور، في تلك الجلسة، أغضب الصهاينة بشدة لأنها كشفت، بطريقة لا تقبل الجدل، عن الدعم الذي تحظى به المقاومة الفلسطينية بين الشعب البرازيلي".
وأضاف البيان، الذي رصدته "قدس برس"، أن " الجلسة أظهرت أنه على الرغم من كل الدعاية الحربية لـ(إسرائيل) ضد نضال الشعب الفلسطيني، فإن الدعم البرازيلي الشعبي لسكان غزة ومنظماتهم الفدائية لا يزال في تزايد".
وأوضح البيان، أن " الدستور الفيدرالي أو أي قانون برازيلي آخر لا ينص على أن ارتداء قميص لحماس يُعد جريمة، بل على العكس من ذلك، يضمن الدستور، من بين أمور أخرى، أن (حرية الفكر مكفولة، حرية الضمير والعقيدة مكفولة، حرية التعبير عن النشاط الفكري والفني والعلمي مكفولة، ولا يجوز حرمان أي شخص من حقوقه بسبب معتقداته الدينية أو الفلسفية أو السياسية".
وشدد بيان الحزب البرازيلي، بأنه " ليس لأن الولايات المتحدة، التي تروج لانقلابات في جميع أنحاء العالم، تقول إن (حماس) منظمة إرهابية، فإنه ينبغي أن يكون لذلك قيمة قانونية في البرازيل".
وفي سياق متصل، عقد برلمان ولاية "ميناس جيرايس" جنوب البرازيل، بدعوة من نواب مؤيدين للقضية الفلسطينية والتشارك مع "لجنة ميناس جيرايس للتضامن مع الشعب الفلسطيني"، جلسة برلمانية للوقوف على آثار عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
وبدأت الجلسة بفيديو يوثق حالة التضامن البرازيلي مع الشعب الفلسطيني ورفضه الواسع للإبادة الجماعية المتواصلة التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، كما ردد الحضور مطولاً هتافات "الحرية لفلسطين"، "تحيا فلسطين"، كما طلب رئيس الجلسة الوقوف دقيقة صمت "حداد على أرواح ضحايا الإبادة الجماعية في قطاع غزة".
من جهته قال النائب الفيدرالي، بادري جواو، إنه "ينبغي علينا فهم لماذا يتم خداعنا وترويج فكرة أن كل شيء ضد الشعب ضد اليهود، وهو ليس كذلك إن ما يحصل هو حرب ضد التمكين والاستقلالية ضد الشعب الفلسطيني".
وشدد بادري، خلال خطابه بأن " قطع الكهرباء والماء والدواء ثم الذهاب لتدمير المستشفيات لا يمكن أن يصنف إلا بأنه جريمة حرب"، مضيفاً "عندما تُلقي القنابل على المستشفيات والمدارس، مدارس الأمم المتحدة التي كانت لهم ملاذا، فإن ذلك يعتبر جريمة حرب".
وطالب بادري، بضرورة أن تكون هناك " تدابير من أجل حماية الشعب الفلسطيني، الذي تستهدف خيام النازحين من النساء والأطفال بالقنابل". مستطرداً " لا يُعقل أن تقصف وتدمر ثم تقدم نفسك كضحية، تقدم الشعب اليهودي كضحية".
وفي سياق منفصل، أعلن اتحاد دول أمريكا الجنوبية (اتحاد حكومي دولي)، السبت، ضمّ دولة فلسطين إلى اتفاقية التجارة الحرة الخاصة بالاتحاد.
وأكدت البرازيل، أنها أودعت كتاب التصديق على دخول اتفاقية التجارة الحرة بين "ميركوسور" ودولة فلسطين" حيز التنفيذ، لدى باراغواي التي تتولى رئاسة السوق المشتركة الجنوبية "ميركوسور".
يُذكر أنه تم التوقيع اتفاقية التجارة الحرة بين "ميركوسور" والسلطة الفلسطينية في 20 ديسمبر/كانون الأول 2011.
ويُشار إلى أن حزب "القضية العمالية" البرازيلي (PCO)، أطلق في منتصف حزيران/يونيو الماضي، حملة إعلامية بعنوان "حماس تروي جانبها من القصة"، تشمل "توزيع نحو 100 ألف منشور مطبوع على البرازيليين الذين لم يسمعوا حتى اليوم القصة سوى من بنيامين نتنياهو عبر الصحافة الصفراء، واليوم سيرون القصة من جانب المضطهدين، أولئك الذين يناضلون ضد الإبادة الجماعية والاحتلال، سيرونها وسيسمعونها من جانب حماس". إلى جانب تنظيمهم مسيرة وسط ساو باولو نهاية حزيران/يونيو، تضامناً مع الشعب الفلسطيني واحتجاجاً على عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وكان لافتاً رفع المشاركين لأعلام فلسطين وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" وعدد من فصائل المقاومة الفلسطينية.