"سما القدس"... حينما اخترقت الرواية الفلسطينية باحتراف منصات الإعلام الرقمي
مستخدمة فنون "البودكاست" والبرامج الرقمية

اسطنبول (تركيا) - قدس برس
|
يوليو 12, 2024 5:59 م
في ظل متغيرات كبيرة يشهدها العالم في بنية وسائل الإعلام وأنماط متابعة الجمهور، والتي ألقت بظلال ثقيلة على المؤسسات الإعلامية التقليدية وبالأخص التي تحمل قضايا وطنية تحررية، دفعت العديد منها للخروج من الساحة الإعلامية، شهدنا تقدم مبادرات إعلامية رقمية قريبة من روح الشباب واهتماماتهم، وتنظر إلى المتغيرات الجديدة على أنها فرصة يجب الاستفادة منها.
وتمكنت منصة "سما القدس"، منذ انطلاقها في آذار/مارس 2022، من أن تحجز لها مقعدا متقدما في المشهد الإعلامي الفلسطيني والعربي، مستهدفة إحياء وتعزيز الرواية الفلسطينية.
وقال مدير عام "سما القدس" عبد الرحمن منير إن المنصة "تبنت نهجا إعلاميا حديثا يجمع ما بين المعاصرة في الشكل والأدوات والقوالب من جهة والأصالة في المضامين والثقافة والهوية الفلسطينية من جهة ثانية "، مركزا على أن المنصة "تتخذ من الأرض والإنسان شعارا لها لتكون قريبة من الإنسان الفلسطيني واهتماماته، وتتبنى حقه في أرضه التاريخية".
ووصف منير في حديث مع "قدس برس"، محتوى المنصة بأنه "يجمع بين العمق والجاذبية، بالاعتماد على استراتيجيات إعلامية تواكب التقنيات الحديثة وتفضيلات الجمهور الشبابي الفلسطيني والعربي".
وتتنوع برامج المنصة بين الوثائقية، التحليلية، والتفاعلية، حيث تعاملت مع الأحداث والتطورات في فلسطين "بأسلوب يجمع بين التنوع والإبداع، مما ساعد على خلق بيئة إعلامية تحفز على التفكير والمشاركة الفاعلة" بحسب منير.
وأكد أن ذلك النهج "لاقى تفاعلاً كبيرًا، خصوصًا على منصة يوتيوب، حيث حصدت المنصة 35 مليون مشاهدة وأكثر من 160 ألف مشترك، بالإضافة إلى تسجيل 2 مليون ساعة مشاهدة خلال عامين ".
وتحدث منير عن التحديات التي تواجهها منصته بسبب تبنيها للرواية الفلسطينية، مشيرا إلى ما وصفه بـ "الانحياز الرقمي الذي تمارسه الكثير من منصات التواصل الاجتماعي".
وأشار كذلك إلى "الجهد الذي يبذله فريق العمل في انتقاء العبارات والجمل والكلمات، خصوصا في أثناء الحديث عن حرب الإبادة في غزة، وذلك في محاولة لتجاوز الخوارزميات التي تحد من انتشار المحتوى".
من بين البرامج البارزة التي تنشرها منصة "سما القدس" برنامج "الشارح" الذي يقدمه الإعلامي أمجد أبو سيدو، والذي يقدم الأحداث وتفاعلاتها بعمق وتفصيل، كذلك برنامج "جسر بودكاست" تقديم الإعلامي خير الدين الجابري، الذي يناقش الأحداث والمفاصل الرئيسية في القضية الفلسطينية من خلال استضافة عدد من الساسة، والمتخصصين، والرموز الفلسطينية البارزة.
واستهلت المنصة إنتاجاتها بتريند أهزوجة "شدوا بعضكم" مع السيدة الفلسطينية حليمة الكسواني من مخيمات الأردن، بالإضافة لألبوم غنائي بعنوان "غني فلسطيني" مع الفنانة نداء شرارة، ومجموعة برامج شبابية كبرنامج "الزبدة" و"المختار "و"المغارة" وغيرها، لتقدم تشكيلة من البرامج المنوعة والرشيقة لتناسب شرائح الجمهور المستهدف.
في ظل التحديات التي يواجهها الإعلام الفلسطيني، تبرز "سما القدس"، مؤكدة على أهمية الاستثمار في الإعلام الشبابي والعصري كأداة فعّالة لنقل الرواية الفلسطينية وتعزيز الوعي بالقضية على الصعيد العالمي.
ويؤكد منير على التزام المنصة بمواصلة هذه المسيرة، "مستشرفًا مستقبلاً يُعلي من شأن الحقيقة والعدالة، ويسهم في تقديم صورة متكاملة عن فلسطين وشعبها، بروح شبابية تلهم الأجيال القادمة".
تصنيفات : أخبار فلسطين فلسطينيو الخارج