إزالة رصيف غزة العائم… أسباب تقنية أم إخفاق أمريكي؟

أثار قرار المسؤولين الأمريكيين، نهاية الأسبوع الماضي، بإزالة الرصيف العائم قبالة سواحل غزة، شكوكا وتساؤلات، حيث رأى محللون ومراقبون أن القرار جاء في عدة سياقات، الأول انتهاء الغاية التي وجد من أجلها أو فشل الهدف الأمني منه، أو تحقيق الدعاية الإنسانية الشكلية التي تخدم الولايات المتحدة أمام الرأي العام العالمي.
 
وأكد الكاتب والمتابع للشأن الإسرائيلي عصمت منصور، أن هناك "أسبابا خفية وراء إزالة الرصيف تصب في نهاية الأمر في صالح الأهداف السياسية الدعائية، التي تهدف إلى تحسين صورة أمريكا أمام العالم أولا، ثم دعم الاحتلال بصورة غير مباشرة ثانياً".
 
واعتبر منصور أن الادعاء بأن هناك أسبابا تقنية نتيجة الظروف والخصوصية لشواطئ غزة "كلام غير مقنع... كان بالإمكان التغلب على أي مشاكل تقنية سواء من خلال الخبرات الأمريكية ذاتها أو الاستعانة، بما لدى الاحتلال من تجربة في التعامل مع مثل تلك الأمور، وهذا يؤكد حقيقة أن هذا الرصيف أنشأ لأغراض دعائية" حسب تقديره.
 
ولفت منصور في حديث مع "قدس برس" أن الإدارة الأمريكية "أرادت الرصيف العائم في محاولة منها لإعطاء صورة إنسانية، ولكن حقيقة لم يقم هذا الرصيف بأي مهمة إنسانية، تزامنا مع تصاعد المجاعة واستمرار القتل في غزة".
 
بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات، أن الحديث عن أسباب تقنية لإزالة الرصيف العائم "هو ضرب من الوهم والخيال كون هناك خبراء من الجانب الأمريكي في التعامل مع مثل تلك المشاريع وأي مستجدات طارئة لها ليس فقط على شواطئ غزة، بل في أي منطقة في العالم". 
 
وتابع "في كل مرة كان يعلن فيها الجيش الأمريكي عن تعرض الرصيف للضرر؛ بسبب الأمواج والأحوال الجوية، كنا نؤكد أن ما يجري هو فقط للتمويه وللحيلولة دون تقديم أي مساعدات إنسانية هذا من جانب".
 
وأكمل "بعد أن انفضح أمر الميناء ونتيجة الإخفاق في عمليات أمنية تتعلق بالوصول إلى نشطاء المقاومة أو إمكان وصول إلى الأسرى الإسرائيليين".
 
وأعلن مسؤولون أميركيون، الخميس 11 حزيران/يونيو الجاري، أن الولايات المتحدة ستزيل قريبا الرصيف المائي العائم الذي بنته قبالة سواحل غزة "لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة" والذي عانى مشاكل متكررة.
 
وبلغت كلفة هذا الرصيف البحري العائم، مئتين وثلاثين مليون دولار، حيث رُكِّب لأول مرة في منتصف أيار/مايو قبل أن يُفَكَّك المرة تلو الأخرى بسبب سوء الأحوال الجوية.
 
وتقول أوساط فلسطينية إن الغرض من إنشاء الرصيف العائم هو "خدمة مصالح سياسية وأمنية خفية" لإسرائيل والولايات المتحدة، على خلاف ما يُصَوَّر من جانب واشنطن وتل أبيب من أنه "خطوة إنسانية".
 
وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
"أطباء بلا حدود": غزة أصبحت مقبرة جماعية ورائحة الموت في كل مكان
أبريل 16, 2025
أكدت منظمة "أطباء بلا حدود" أن "قطاع غزة تحول إلى مقبرة جماعية للفلسطينيين ومن يحاول أن يساعدهم"، في ظل الهجمات الإسرائيلية المتواصلة والحصار الخانق المفروض منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على القطاع. وقالت المنظمة، في تصريحات صحفية اليوم الأربعاء، إن القوات الإسرائيلية شنت سلسلة هجمات قاتلة أظهرت تجاهلًا صارخًا لسلامة العاملين في المجالين الإنساني والطبي،
استشهاد الكاتبة والمصورة الصحفية فاطمة حسونة وعشرة من أفراد عائلتها في مجزرة إسرائيلية جديدة بغزة
أبريل 16, 2025
استشهدت فجر اليوم الأربعاء، المصورة الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة، إثر قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلتها في حي التفاح، شرق مدينة غزة، ما أدى إلى ارتقائها مع عشرة من أفراد عائلتها، بينهم أطفال ونساء. وذكرت مصادر صحفية أن طائرات الاحتلال شنت غارة عنيفة على منزل عائلة حسونة في شارع النفق شرق مدينة غزة، ما أسفر عن
الأردن.. محامي المتهمين بـ"التآمر": موكليّ ينتمون إلى "حماس" وليسوا من "الإخوان"
أبريل 16, 2025
استنكر الناشط الحقوقي والمحامي الأردني عبد القادر الخطيب ما وصفه بحملة التشهير التي تطال المتهمين في قضايا دعم المقاومة، قبل صدور أحكام قضائية قطعية بحقهم، مؤكدًا أنّ "المتهم بريء حتى تثبت إدانته". وقال الخطيب في تصريحات نقلها موقع /البوصلة/ الإخباري الأردني، اليوم الأربعاء، إن "الدستور وأصول المحاكمات الجزائية ينصّان بوضوح على أن المتهم بريء حتى
وزير أمن الاحتلال يقود اقتحام المستوطنين للمسجد لإبراهيمي
أبريل 16, 2025
اقتحم وزير الأمن في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، صباح اليوم الأربعاء، المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، وسط إجراءات أمنية مشددة. وأدى بن غفير وعشرات المستوطنين رقصات تلمودية في باحات المسجد. ويأتي ذلك، بالتزامن مع قرار سلطات الاحتلال إغلاق المسجد الإبراهيمي أمام المسلمين منذ يوم أمس وحتى مساء اليوم، بمناسبة
مستوطنون يشرعون بأعمال تجريف لأشجار الزيتون في أراضي قرية "أم صفا" شمال غرب رام الله
أبريل 16, 2025
قالت منظمة "البيدر للدفاع عن حقوق البدو" في الضفة الغربية المحتلة، إن مجموعات من المستوطنين شرعت بأعمال تجريف في أراضي تعود لأهالي قرية "أم صفا" شمال غرب رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، مستهدفة مساحات زراعية مزروعة بأشجار الزيتون، وذلك تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي. ونوهت المنظمة في بيان تلقته "قدس برس" اليوم الأربعاء، إلى
مستوطنون يهاجمون مدرسة جنوب شرق الخليل
أبريل 16, 2025
  هاجمت مجموعة من المستوطنين، صباح اليوم الأربعاء، مدرسة "حوارة" الأساسية المختلطة في منطقة "الديرات" جنوبي شرق الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، في اعتداء جديد يطال المؤسسات التعليمية الفلسطينية في المناطق المهددة بالمصادرة. وأفادت منظمة "البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة" في بيان صحفي، أن المستوطنين اعتدوا جسديًا على أحد العاملين داخل المدرسة، وأعطبوا