كتاب ومحللون: "مسيّرة يافا" الانقضاضية أعادت بعثرة أوراق نتنياهو
أكد كتاب ومحللون بأن عملية جماعة الحوثي اليمنية بقصف (تل ابيب) بمسيرة يافا الانقضاضية، تعتبر نقلة نوعية في طبيعة الصراع مع الاحتلال، ومن شأنها أن تبعثر أوراق نتنياهو الذي يتغنى ببطولات جيشه وادعائه بأن يحسم القتال ويشكل حالة ردع في جبهات القتال.
وقال الكاتب والمتابع للشأن الإسرائيلي، عزام أبو العدس، بأن هذه الضربة حققت إرباكا كبيرا لمنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي، وهي واحدة من أشد اللحظات ارتباكا في تاريخ إسرائيل، بل وفي تاريخ نتنياهو السياسي الذي يتبجح في تصريحاته والتي يدعي فيها بأنه يشكل انتصارات في جبهات القتال.
ووصف أبو العدس عملية الحوثيين بصفعة وضربة لنتنياهو الذي كان قبلها بساعات قليلة يلتقط الصور في رفح المدمرة ويسوق انتصاراته الوهمية أمام جيشه المهزوم.
وأكمل أبو العدس خلال حديثه لـ"قدس برس" :" اعتدنا على أن تقوم المقاومة بقصف (تل ابيب)، ولكن ان يأتي قصفها هذه المرة من قبل الحوثيين، فهذا له دلالات كبيرة، وسيكون لها اثر كبير في المستقبل على طبيعة الصراع مع الاحتلال".
وأردف:"على ما يبدو ان تل ابيب ستتحول الى"ملطشة" للمحور المتمثل بإيران واذرعها التي ستتولى ذلك نيابة عنها، فهذه ليس ضربة واحدة بل بداية الضربات ومن اعدها وقام بتوجيهها بكل تأكيد لديه مخزون".
وتابع :"ما يميز هذه الطائرات من مميزات تقنية وفنية، يجعلها تضيف تحديا مرعبا للاحتلال الذي يدعي بانه في مرحلة حسم وردع جبهات المقاومة".
ولفت أبو العدس بان الاحتلال سيضطر الى تسيير دوريات سلاح الجو والتي ستحتاج الى كلفة مالية تقدر بعشرات الملايين، واستنزاف سربين الى ثلاث اسراب من الطائرات التي ستضطر الى التحليق المستمر طوال الوقت مما سيؤثر على قدرة إسرائيل على القصف في جبهات القتال.
من جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسي خالد معالي بان عملية قصف تل ابيب باستخدام المسيرة يافا من قبل الحوثيين كانت بمثابة الضربة القاسمة لما يسمى نظرية الردع واليد الطولى التي تتغنى بها دولة الاحتلال، وعلى رأسها بنيامين نتنياهو الذي لطالما تحدث عن الانتصارات.
وعد معالي نجاح الحوثيين قصف تل ابيب في هذا التوقيت الحساس اختراقا لمنظومة الامن الإسرائيلي وبشكل غير مسبوق وتابع :" ان تصل الطائرات المسيرة ودون اعتراضها او اكتشافها رغم التكنولوجيا المتقدمة والامكانيات الكبيرة التي يمتلكها الاحتلال لهو اكبر دليل على نجاح الحوثيين بضرب صورة الامن الإسرائيلي ".
واردف:" لأول مرة تنجح اليمن بضرب عاصمة الكيان دون خوف ولا تردد، والجرأة التي يمتلكها الحوثيون فريدة من نوعها سواء من خلال تجاهل أي تهديدات ممكنة من قبل الاحتلال الذي يتوعد اليمن، أو اصرارهم على الاستمرار في فرض منع على حركة السفن الإسرائيلية المتجهة الى الكيان ".
ورأى معالي بان هذه العملية من شأنها ان ترفع معنويات الشعب الفلسطيني عموماً، وأهالي قطاع غزة على وجه الخصوص، كما انه سيقوي من جبهة المقاومة ويرفع من حافزيتها للاستمرار باستهداف الاحتلال على كافة الجبهات ".
وصباح اليوم الجمعة، أعلنت جماعة "أنصار الله" اليمنية أنها "ضربت هدفا مهما في تل أبيب بطائرة مسيرة جديدة تحمل اسم "يافا" قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية ولا تستطيع الرادارات اكتشافها".
وانفجرت المسيرة في شارع بن يهودا عند زاوية (شالوم عليخم) في تل أبيب، وتم العثور على جثة رجل في مبنى مجاور، وبحسب الشرطة، أصيب 10 بجروح طفيفة - بعضهم أصيب بشظايا وآخرون انهاروا من الصدمة.