أجهزة أمن السلطة تعتقل أسيرا محررا بمخيم "بلاطة" في نابلس
اعتقلت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية الأسير المحرر والناشط محمد أبو جابر من أبناء مخيم بلاطة في نابلس، بعد سويعات فقط من ظهوره في مقطع فيديو مصور يدعو فيه الأمن الى عدم المحاباة والوقوف على مسافة واحدة من كافة الجهات، والعمل على تطبيق القانون وانفاذه على كل فئات المجتمع.
وقال ناشطون لـ"قدس برس" إن أبو جابر هو أحد المبادرين على تنظيم الوقفات والاعتصامات أمام مدخل المخيم خلال الأيام الأخيرة التي تطالب الأجهزة الأمنية بوقف الفلتان الأمني ومعاقبة الخارجين عن القانون، مشيرين إلى أن اعتقاله يعد بمثابة رسالة لرفض أجهزة أمن السلطة وقف حالة الفوضى التي يعيشها المخيم، والتي راح ضحيتها فلسطينيين اثنين خلال الأسبوع الماضي.
وأضافوا "بدلا من أن تلاحق الأجهزة الأمنية القتلى وحملة السلاح ومن يريد تشويه صورة المخيم النضالية، يعتقلون من يريد تطبيق القانون. وهذا يؤكد أنهم جزء من تلك الحالة ومعنيون باستمرارها".
اعتقال جرادات والسعدي
من جهة أخرى، يواصل المعارض السياسي فخري جرادات، اضرابا مفتوحا عن الطعام، لليوم الرابع على التوالي احتجاجاً على اعتقاله من جهاز المباحث العامة في جنين شمالي الضفة الغربية قبل عشرة أيام، بينما يواصل الجهاز ذاته اعتقال المعارض السياسي غسان السّعدي، منذ خمسة أيام.
وأوضح منسق "محامون لأجل العدالة"، مهند كراجة، أن جهاز المباحث اعتقل جرادات منذ الثامن من الشهر الجاري، في كمين بعد انتهاء عمله مسؤولاً للأمن في الجامعة العربية الأميركية في جنين، بينما تم اعتقال السعدي من مقر عمله بمقهى دمشق في مدينة جنين، الثلاثاء الماضي، ووجهت إليهما تهمة "الذم الواقع على السلطة" بموجب قانون الجرائم الإلكترونية.
ولفت كراجة إلى أن اعتقال جرادات جاء بعد انتقاده للسلطة الفلسطينية خلال جنازة سبعة شهداء في مدينة ومخيم جنين قبل نحو ثلاثة أسابيع، حيث أشار في مقابلة مصورة إلى أن مقرات الأمن كانت تبعد أمتاراً قليلة عن مكان اشتباك مقاومين في منطقة حرش السعادة غربي جنين، وتم اغتيالهما، ولم تفعل السلطة شيئاً لحماية الشعب.
وقال كراجة إنه في ظل الحرب على غزة، ومن قبل الحرب أيضًا، نشرت السلطة الفلسطينية في الجريدة الرسمية اتفاقيات حقوق الإنسان الدولية التي انضمت لها، ومن بينها العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والذي يحمي الحقوق السياسية.
وأكد كراجة، أن هذه الاعتقالات لنشطاء حقوق الإنسان على خلفية حرية الرأي التعبير، مُدانة ومُستهجنة، خاصّة وأنها تتزامن مع الحرب على غزة، وحاجة الناس للتعبير عن آرائها بسبب الحرب، وما نعيشه بشكل عام.
وأضاف كراجة، أن هذه الاعتقالات تأتي ضمن نهج السلطة في قمع حرية الرأي والتعبير وقمع المدافعين عن حقوق الإنسان، ونشاط العمل الاجتماعي والنقابي، وآخرهم فخري جرادات وغسان السّعدي.
وفخري جرادات وغسان السعدي، وهما في الستينيات من عمرهما، ناشطان سياسيان ومعارضان لنهج السلطة الفلسطينية، ومرشحان عن قائمة "طفح الكيل" في الانتخابات التشريعية عام 2021 التي أجلت بقرار من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وقد تم اعتقالهما مرات عدة لدى الأجهزة الأمنية لأسباب سياسية.
وسبق أن اعتقلت قوات الاحتلال غسان السعدي مرات عدة ولسنوات طويلة، وهو جريح منذ الانتفاضة الأولى، كما كان فخري جرادات مرافقاً للرئيس الراحل ياسر عرفات، وأنهى عمله في السلطة الفلسطينية قبل أكثر من 10 سنوات، ويعمل حالياً مسؤولاً للأمن في الجامعة العربية الأميركية في جنين.