محللون: استخدام الطيران في الضفة تنفيذا لتصريحات غالانت الأخيرة
أكد محللون سياسيون، الثلاثاء، أن جريمة الاغتيال التي نفذتها طائرات الاحتلال اليوم بحق بعض المقاومين في مخيم طولكرم للاجئين شمال الضفة الغربية، هو تنفيذ فعلي لتعليمات غالانت الأخيرة التي أكد خلالها إعطاء سلاح الطيران لدى جيش الاحتلال حرية العمل في الضفة الغربية دون قيود.
وقال الكاتب والمحلل السياسي رائد نعيرات، إن استخدام الطائرات ليس بالجديد فقد سبق واستخدمت خلال الأشهر الأخيرة وحتى الفترة التي سبقت الحرب على غزة، ولكن الجديد في الموضوع، أن طرح غالانت الأخير وتصريحه يعني أن سلاح الطيران سيكون متاحا دون أي قيود أو شروط في مناطق الضفة الغربية كافة.
وتابع: “ما جرى اليوم في طولكرم يؤكد أننا انتقلنا فعلا من مرحلة التهديدات الى التنفيذ المباشر وهذا يعني بان الاحتلال سيعتمد في المرحلة المقبلة بالكامل على الطارات في ملاحقة واغتيال المطلوبين والمسلحين في مدن ومخيمات الضفة الغربية.
وشدد نعيرات خلال حديث خاص لـ"قدس برس، على أن عمليات الاغتيالات المتوقعة باستخدام الطائرات من شأنها زيادة حجم وعدد الشهداء والمصابين والأضرار المادية كذلك.
وتوقع نعيرات أن تؤدي جرائم الاحتلال تلك إلى رفع وتيرة التصعيد في الضفة الغربية وانتقال المقاومة إلى العمل وسط أجواء من الوعي الأمني لتجنب الظفر بها هذا من جانب ومن جانب آخر ستزداد عمليات المقاومة ردا على جرائم الاحتلال سواء الاغتيالات أو الاجتياحات التي تستهدف المدن عموما ومخيمات الشمال على وجه الخصوص.
بدوره قال نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة، إن تهديدات غالانت الأخيرة بمثابة إعلان حرب على الضفة الغربية عموما وعلى المخيمات تحديدا.
وأكد خريشة خلال حديثه لـ"قدس برس"، أن ما جرى اليوم في مخيم طولكرم من عملية قصف عبر الطائرات والتي أدت الى استشهاد خمسة اشخاص، أكبر دليل على ان تهديدات الاحتلال والتعليمات الأخيرة دخلت حيز التنفيذ دون تردد.
ورأى خريشة أن ما يجري بحق مدينة طولكرم يأتي أيضا بعد تهديدات سمو ترتش قبل أسابيع والتي طالب فيها التعامل مع طولكرم تماما كما يتم التعامل مع قطاع غزة من حيث القتل والدماء
وتابع خريشة: "ما يحصل من اجتياحات وجرائم اغتيالات يأتي في سياق العمليات الممنهجة والمبرمجة لإخضاع المقاومة وانهائها، وتسعى اليه حكومة الاحتلال من خلا الاقتحامات والمجازر والتدمير التي لم تفت من عضد المقاومة وقوتها واصرارها
وشدد خريشة على أن هناك حاضنة شعبية تحتضن المقاومة وان الهدف من كل هذه العمليات ستفشل امام صمود المقاومة والتكاتف حول مشروع المقاومة.
وأردف: "ما استفز الاحتلال مشاهد عمليات المقاومة التي خرجت من طولكرم وبالتالي الان يسعى الى الانتقام من أبناء المدينة ومقاوميها والشمال عموما
وتابع: "منذ عام 2021 تسعى أجهزة امن الاحتلال لإنهاء المقاومة ولكنها فشلت وستفشل فكلما استشهد مقاوم خرج بدلا منه عشرة، وجذوة المقاومة تزداد اتساعا يوما بعد يوم.
ورأى خريشة أن إطلاق العنان لاستخدام القوة الصاروخية من خلال الطائرات فيه تحد واهانة للسلطة ومحاولة لإحراجها.
وأكمل: "المخرج الوحيد هو ان تتحلل السلطة من كل الاتفاقيات وان تسعى لتحقيق الوحدة الحقيقية ، فمنذ بداية العدوان وقبل ذلك شباب وقادة المقاومة متوحدين في الميادين بعيدا عن أي خلافات سياسية ، وعلى الفصائل السياسية والسلطة التوحد امام جرائم الاحتلال فالدم الفلسطيني اختلط مع بعضه البعض في ميادين المقاومة ".
وأعلن وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت، قبل يومين، إزالة القيود على استخدام الطائرات الحربية في الضفة الغربية، وإصدار أوامر للجيش الإسرائيلي «للقضاء» على الكتائب المسلحة فيها.
وقال غالانت في تصريحات صحفية له: «أصدرنا أوامر للقيادة المركزية بالجيش الإسرائيلي للقضاء على الكتائب المسلحة بالضفة الغربية». وأضاف: «قمت أيضاً بإزالة القيود على استخدام المسيرات العسكرية في الضفة الغربية لتقليل تعريض حياة الجنود للخطر».