أردوغان يهدد الاحتلال.. رسائل للداخل والخارج

تهديدات صعب ترجمتها على الأرض

جاءت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال اجتماعه بمسؤولي حزب العدالة والتنمية في مدينة ريزا شمال شرقي تركيا والتي تحدث فيها عن إمكانية التدخل للجم عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، على غرار ما حدث في ليبيا وكاراباخ، وعن ضرورة امتلاك القوة لتحقيق ذلك مفاجئة وخارجة السياق الدبلوماسي المعهود للسياسة التركية.

تركيا وطوفان الأقصى
وقال الباحث والمحلل السياسي التركي حمزة تكين في حديث مع "قدس برس"، إن "مواقف الرئيس اردوغان منذ السابع من أكتوبر منذ وعملية (طوفان الأقصى) وما يتخذه من إجراءات بصفته رئيسا للدولة التركية هي أمور متصاعدة وواضحة جدا للجميع".

وأضاف "تركيا قطعت علاقاتها الاقتصادية والتجارية وأوقفت مشاريعها الاقتصادية الكبرى الاقتصادية مع الاحتلال الإسرائيلي وكذلك علاقاتها العسكرية وسحبت سفيرها من تل أبيب ومنعت سفير الاحتلال من العودة إلى أنقرة تركيا وهي تتبوأ المقعد الأول في قائمة الدول الداعمة لقطاع غزة بالمواد الغذائية والإنسانية والطبية".

وأشار إلى أن "تركيا ومنذ السابع من أكتوبر تساهم بحملة دبلوماسية عالمية لدعم فلسطين في المحافل الدولية والإقليمية وتشارك في الدعوة القضائية أمام محكمة العدل الدولية ضد الاحتلال الإسرائيلي، كما أن ‏المؤسسات الإعلامية التركية الرسمية بالتحديد تساهم في دعم القضية الفلسطينية وفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي" وفق تقديره.

هل يفعلها أردوغان؟
وأكد تكين بأن "موقف أردوغان الاخير هو نقطة جديدة في السياق التركي الممتد من عدة خطوات منذ السابع من أكتوبر... وتهديد أردوغان الأخير  صريح وواضح ولكن يجب أن يكون هناك القوة الكافية في تركيا لإيقاف الاحتلال الإسرائيلي عند حده وإيقاف ما يقوم ‏من جرائم بحق الفلسطينيين".

‏وحذر من أن "تدخل تركيا العسكري المباشر ضد الاحتلال ‏الإسرائيلي منفرده ولوحدها، خطوة غير منطقية لذلك يجب على العالم العربي أن يتوحد بالدرجة الأولى وأن يكون له الدور الأكبر في دعم غزة وفلسطين ثم على العالم الإسلامي التوحد وأن يكون هناك جبهة قوية مشتركة موحدة لمواجهة ‏الاحتلال الإسرائيلي لأن فلسطين أرض عربية والشعب الفلسطيني شعب عربي".

واعتبر المحلل السياسي التركي أن أر دوغان وجه رسالة إلى العالم العربي مفادها "نحن جاهزون ونتجهز ونبني قوتنا فأين أنتم؟".

ووصف تكين رسالة أردوغان بأنها "رسالة خطيرة وليست بسيطة وتعطي إشارة إلى أنه تركيا مستعدة للتدخل العسكري ‏ولكن ليس لوحدها بينما يبقى الآخرون يتفرجون على تركيا وهي تواجه هذا الاحتلال ألمدعوم من كل العالم".

بدوره أشار طه عودة اوغلو الخبير في الشأن التركي إلى أن "تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو الأقوى حتى هذه اللحظة ولكن يبقى في إطار التصريحات وفي إطار الرسائل واستعراض القوة أمام كل الأطراف".

واعتبر اوغلو أن "الهدف الاساسي هو للداخل بالدرجة الأولى وحشد الشريحة الداعمة له والمتعاطفة والمؤيدة للشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة".

وأضاف هناك "رسائل واضحة للدول الغربية من جهة وأيضاً الولايات المتحدة الأمريكية من جهة التي هي الداعم الأساس لنتنياهو وجرائمه في غزة، وتحذير واضح من قبل أردوغان من خلال هذه التصريحات إن لم تستطع هذه الدول إيقاف نتنياهو سوف تكون هناك تحول صراع إلى حرب إقليمية".

وحذر أوغلو بأن "هذه التصريحات لم تأت من فراغ وإنما بناء على معلومات استخباراتية حصلت عليها أنقرة بأن هناك تحركات إسرائيلية لتوسيع رقعة هذه الحرب".

واستبعد أوغلوا أن "تترجم تهديدات أردوغان على الأرض وذلك لعدة أسباب فالوضع الاقتصادي صعب، كما أن العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية متوترة، والسلاح الذي تستخدمه تركيا هو سلاح أمريكي بالدرجة الأولى، وأيضاً سلاح الجو الاسرائيلي أكثر تفوقا".

العلاقة مع الولايات المتحدة
ويرى أوغلوا بأن "تهديد أردوغان سيكون له تأثير على العلاقة مع الولايات المتحدة إذا ما خرج عن نطاق التلاسن ما بين تركيا ودولة الاحتلال ولكن ممكن احتواؤها خلال الفترة المقبلة خاصة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تريد ان تكون هناك وأن تخسر تركيا وأن تدخل في هذا المنعطف الخطر".

ونوه بأنه "كان هناك محاولات أمريكية أن تلعب تركيا الدور الوسيط لكن هذا الهدف ارتطم بالجدار الإسرائيلي في أبريل الماضي بعد زيارة رئيس حركة حماس إسماعيل هنية إلى تركيا".

واعتبر أن "العلاقة التركية الأمريكية على المحك خاصة أن القيادة التركية حاليا تنتظر نتائج الانتخابات الأمريكية والتي يمكن أن تغير الصورة خاصة وبالتالي اي تصريحات ضد الاحتلال يكون لها تأثير بشكل كبير على العلاقة في الدرجة الأولى بين أنقرة وواشنطن سواء جاء ترمب أو استمرت الإدارة الحالية".

وبالتزامن مع ذلك، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد 39 ألفا و363 شهبدا، وإصابة 90 ألفا و923 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
غوتيريش: المجتمع الدولي لا يبذل جهودا كافية من أجل غزة
سبتمبر 18, 2024
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، إن المجتمع الدولي "لا يبذل جهودا كافية من أجل غزة". ودعا غوتيريش خلال مؤتمر صحفي، إلى "ممارسة المزيد من الضغوط لإنهاء الحرب على غزة خلال أقرب وقت ممكن". وأكد ضرورة "حماية العاملين في المجال الإنساني". مشيرا إلى أن "الهجمات على العاملين في المجال الإنساني يجب أن تخضع
مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة الجمعة لمناقشة تفجيرات لبنان
سبتمبر 18, 2024
يعتزم مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، عقد جلسة طارئة بعد ظهر الجمعة المقبلة، لمناقشة تفجيرات لبنان. وأعلنت رئيسة الدورة الحالية لمجلس الأمن، دولة سلوفينيا، أنها وافقت على طلب تقدمت به الجزائر من أجل عقد اجتماع طارئ الجمعة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أعرب في وقت سابق اليوم، عن "شعوره بقلق بالغ إزاء
"حماس": قرار جمعية الأمم المتحدة تعبير عن الإرادة الدولية الحقيقية
سبتمبر 18, 2024
رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الأربعاء، باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يطالب "الكيان الصهيوني بإنهاء وجوده غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة". وقالت "حماس" إنها تعدّ "هذا التصويت تعبيرا عن الإرادة الدولية الحقيقية المؤيدة لشعبنا وحقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس". وأضافت أنه "هذا القرار يعبر عن
تورك يطالب بفتح تحقيق شامل وشفاف بملابسات التفجيرات في لبنان
سبتمبر 18, 2024
قال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الأربعاء، إنه يجب "فتح تحقيق مستقل وشامل وشفاف حول ملابسات التفجيرات الجماعية التي وقعت في لبنان وسوريا، ومحاسبة من أمر بها ونفذها". وأضاف تورك في بيان، أن "الانفجارات التي وقعت على نطاق واسع وبشكل متزامن في لبنان وسوريا، نتيجة انفجار أجهزة (بيجر)، صادمة للغاية وآثارها على المدنيين
غوتيريش يعبر عن "قلقه البالغ" جراء انفجار أجهزة اتصالات في لبنان
سبتمبر 18, 2024
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، عن "شعوره بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بأن عددا كبيرا من أجهزة الاتصالات انفجرت في جميع أنحاء لبنان". وحث غوتيريش جميع الأطراف المعنية على "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب أي تصعيد إضافي، والالتزام مجددا بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 1701 والعودة فورا إلى وقف الأعمال
14 شهيدا و450 مصابا بتفجيرات جديدة لأجهزة "بيجر" في لبنان
سبتمبر 18, 2024
استشهد 14 لبنانيا، وأصيب 450 آخرون، الأربعاء، جراء انفجارات جديدة متزامنة لأجهزة اتصال في مناطق مختلفة في لبنان لليوم الثاني على التوالي. وأوضحت مصادر طبية لبنانية، أن الشهداء ارتقوا في انفجار أجهزة اتصال كانت بحوزتهم، في عدد من البلدات والمدن اللبنانية. وأشارت إلى أن "عددا من الجرحى نقلوا إلى مستشفيات منطقة بعلبك نتيجة عدوان سيبراني