متابعون.. اغتيال هنية "محاولة يائسة" لغسل "عار" نتنياهو

شدد العديد من المتابعين للشأن الفلسطيني على أن "جريمة الاحتلال واغتياله لرئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) إسماعيل هنية أثناء تواجده في طهران، ما هي إلا محاولة يائسة من قبل نتنياهو لغسل عاره وخصوصا في ظل الهزائم التي مني بها منذ السابع من أكتوبر حتى الآن".
وأكد المتحدثون خلال حديثهم لـ"قدس برس"، على أن "من شأن تلك الجرائم، أن تزيد موقف محور المقاومة تصلبا، وتشنجا في ردات الفعل وهو ما سيدفع الأمور في المنطقة نحو الهاوية، حيث الصدام الكبير مع محاور المقاومة".
حيث قال الكاتب والمحلل السياسي رائد نعيرات، إن "اغتيال هنية ليس استهدافا لذاته فقط بل استهدافا لمنظومة السيادة والمخيم والشخصية الاجتماعية من جهة واستهدافا لرمزية محور المقاومة من جهة ثانية".
ومن وجهة نظر نعيرات فإن "نتنياهو يواجه مشكلة وفشلا ذريعا سواء على صعيد أهداف الحرب وهزيمة الاحتلال ومن ثم التمزق الداخلي في المجتمع الإسرائيلي ولذلك يحاول أن يصدّر أزماته للخارج".
وأضاف نعيرات "يريد نتنياهو أن يرسم صور نصر مزيفة في محاولة لتجميل إنجازاته في ظل حالة الغرق في غزة والجنوب اللبناني من خلال الذهاب إلى هذه الاغتيالات، وسرعان ما ستنتهي تلك الصورة لأن المجتمع الإسرائيلي يسأل متى سنعود ألى أماكن سكننا".
وأكّد أن "الاغتيالات لا تغير الحقائق شيئا، وأن الهزيمة تلاحق نتنياهو، بل على العكس فإن من شأن الاغتيال أن يزيد من تخوفات المجتمع الإسرائيلي حول إمكانية اندلاع حرب مفتوحة".
وبحسب نعيرات فإن "أي رد من حزب الله وايران له محددان الأول، هل هناك قناعة بأننا على أبواب حرب مفتوحة وقتها سنذهب ردة فعل قوية، أما إذا ما زلنا نعيش في فسحة لحل سياسي فإن الوسطاء سيقدمون أثمانا لإيران وحزب الله حتى لا نذهب لردات فعل قوية".
بدوره قال المحلل السياسي سليمان بشارات، إن "عملية الاغتيال تفتح صفحة جديدة بين الاحتلال ومحور المقاومة حيث أتت في أكثر من ظرف أولها أنها أتت بعد خطاب نتنياهو أمام الكونجرس وما حمل فحواة والتركيز على المحور الإيراني".
وتابع بشارات، "ومن ثم فإن عملية الاغتيال كونها جرت على الأراضي الإيرانية، فإن هذا يعني المساس بمكانة ايران وأمنها واستقرارها واعتداء على الأمن الوطني فيها، وبالتالي فإنها لن تقبل أن تبقى مكتوفة الأيدي بل ستقوم بالرد على هذه الجريمة وهو ما صرح به أكثر من قيادي إيراني".
وشدد بشارات على أنه "لا يمكن للاحتلال أن يقدم على مثل تلك الجريمة إلا بموافقة أمريكية بل ويمكن بإشارة منها رغبة منها في تعزيز مكانة الاحتلال وترميم صورته وخصوصا بعد السابع من أكتوبر".
وبحسب بشارات فمن شأن تلك الجريمة أن "تؤثر على سير المفاوضات بخصوص الهدنة والصفقة، وقد يكون هناك تجميد للمفاوضات ليس فقط من قبل حماس بل وأيضا من قبل الوسيط القطري الذي يعتبر ما جرى مساسا بقطر أيضا كون المكتب السياسي متواجد على أراضيها أصلا".
وتوقع بشارات، إما أن "يكون هناك ضغط دولي على الاحتلال وأمريكا والوصول إلى صفقة منصفة وإنهاء الحرب بتوافق جميع الجبهات، أو قيام محور المقاوم بالرد على جرائم الاحتلال سواء على جريمة الاغتيال في لبنان وطهران وقصف ميناء الحديدية في اليمن واستهداف المجموعات في العراق ووقتها نحن سنكون قريبين على حرب واسعة".
وفي وقت مبكّر الأربعاء، أعلنت "حماس" اغتيال هنية إثر "غارة صهيونية غادرة" على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته أمس الثلاثاء، في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
كما أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني باستشهاد هنية في طهران، موضحًا أن "التحقيق جار في عملية الاغتيال وأنه سيتم إعلان النتائج قريبا".
وكشفت الحركة في بيان صحفي، عن أنه ستجري "للقائد الشهيد المجاهد إسماعيل هنية مراسم تشييع رسمي وشعبي في العاصمة الإيرانية طهران، يوم غد الخميس، وسينقل جثمانه الطاهر إلى العاصمة القطرية الدوحة عصر يوم غد الخميس".
وأضافت أنه "ستقام صلاة الجنازة على روح الشهيد القائد في مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب في الدوحة بعد صلاة الجمعة المقبل، وبعد ذلك سينقل جثمانه الطاهر إلى مقبرة الإمام المؤسس في لوسيل، شمال مدينة الدوحة".
ومنذ تأسيس حماس عام 1987 لمقاومة الاحتلال، اغتالت قوات الاحتلال عددا من أبرز قادة الحركة، منهم: الشيخ أحمد ياسين (المؤسس) وعبد العزيز الرنتيسي وصالح العاروري وأحمد الجعبري وصلاح شحادة دون أن يؤثر ذلك على تطور الفعل المقاوم واتساع قوة الحركة عسكريا وسياسيا.
وجاء اغتيال هنية في وقت تشن فيه قوات الاحتلال، بدعم أمريكي، عدوانا على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول؛ أسفرت عن أكثر من 130 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.