محللون: دعوات تدمير مخيم جنين ترسم واقع الضفة مستقبلا

أكد محللون سياسيون، بأن تصريحات قادة الاحتلال الأخيرة والتي طالبت بالتعامل مع مخيمات شمال الضفة الغربية، ومخيم جنين على وجه الخصوص، بطريقة تدميرية على شاكلة ما جرى ويجري في غزة، يعبر عن العقلية الاجرامية النازية التي تفكر بها دولة الاحتلال وقادتها، وتنبئ بمستقبل الضفة الغربية، التي ستكون على وقع جرائم تستهدف كافة مقومات الحياة.
وقال المحلل السياسي والمتابع للإعلام الإسرائيلي ياسر مناع بأن "هذه التصريحات تأتي في إطار التحريض ودفع الجيش لحل معضلة المخيمات كونها معاقل للمقاومة عن طريق العقاب الجماعي والتدمير".
وشدد مناع على أن "هذه الدعوات تتناغم مع دعوات المستوطنين لتنفيذ عملية "سور واقي 2" في الضفة الغربية، وتابع:" فعليا ما نسمعه ونقرأه هو نتاج عقلية متطرفة تكاد تنطبق على أغلب المجتمع الإسرائيلي الذي يرى بتدمير مقومات الحياة في الضفة سبيلا لاستقراره ".
وتابع :" من حيث الفكرة فإن تلك الدعوات مطبقة بشكل أو بآخر في الضفة الغربية، فعلى الأرض هناك تدمير للبنية التحتية واستخدام الطائرات من الجو، والتخريب الكبير الذي بات يطال كل مقومات ومقدرات المواطنين ".
وختم مناع :" المستقبل يشي بوجود نوايا إجرامية تجاه الضفة الغربية عموما، والمخيمات التي تعتبر حاضنة المقاومة على وجه التحديد ".
من جانب آخر قال الكاتب والمحلل السياسي خالد معالي بأن هذه التصريحات تشير إلى أهداف الاحتلال من التضييق المتواصل على المخيمات وهو التهجير.
وفي ظل هذه التصريحات يقول معالي لـ"قدس برس"، بان القادم سيكون أصعب، في ظل عدم محاسبة قادة الاحتلال على ما يقومون به.
ورأى معالي بأن الطريقة الأمثل للتصدي لمخططات الاحتلال هو تحقيق الوحدة الفلسطينية، لمواجهة المخططات الخطيرة والمبيتة ضد الضفة، والمتمثلة بتهجير سكانها للأردن والذي قد يصبح واقعا وحقيقيا مع حكومة متطرفة.
وختم معالي: "ما يقوم به الاحتلال في غزة من مجازر وجرائم لم تشهدها البشرية عبر التاريخ، وارد جدا أن يتكرر بالضفة، في ظل الدعم الأمريكي اللامحدود، والصمت العربي المخجل والمشين".
وكان وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، دعا امس الأحد، إلى إخلاء مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين شمالي الضفة الغربية المحتلة، والتعامل معه بالطريقة نفسها التي تتعامل بها إسرائيل مع قطاع غزة.
ومنذ أكثر من عشرة أشهر، تشن دولة الاحتلال بدعم أمريكي حربا على غزة، أسفرت عن نحو 40 ألف شهيد، وأكثر من مئة ألف جريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتتعرض مخيمات الضفة الغربية لحملة استهداف كبيرة من قبل حكومة الاحتلال وجيشها ، حيث تتعمد قوات الاحتلال المقتحمة للمخيمات إلى إحداث حالة كبيرة من الدمار في البنية التحتية والممتلكات لزعزعة الحاضنة الشعبية .