تحقيق داخلي إسرائيلي يظهر حجم الفشل الاستخباراتي عشية عملية "طوفان الأقصى"

كشفت القناة /12/ العبرية في تقرير لها عن تحقيق داخلي أجراه جيش الاحتلال الإسرائيلي، يظهر حجم الفشل الاستخباراتي الذي حصل عشية عملية "7 أكتوبر".

وأشارت القناة إلى أن أهم ما توصل إليه التحقيق أن جبهة غزة، صُنفت من الأجهزة الأمنية كجبهة ثانوية مقارنة بجبهة لبنان ضد "حزب الله" اللبناني وإيران.

وترسخت في أوساط أجهزة الاستخبارات قناعة بأن "حماس" كانت تسعى للتهدئة وليس للدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل، ولذلك تم التعامل باهتمام أقل مع قطاع غزة.

وأضافت: بسبب تراجع أهمية جبهة غزة، خصصت الاستخبارات موارد أقل لجمع المعلومات. ولم تكن اتصالات "حماس" تحت المراقبة، كما تراجعت شبكة الاستخبارات البشرية بشكل ملحوظ. ولم يختلف أحد في شعبة الاستخبارات العسكرية، لا في وحدة (8200) ولا في قسم الأبحاث، مع الفرضيات حول عدم احتمال نشوب مواجهة مع "حماس"، ولم تعبر أي وثيقة على مر السنين عن تفكير نقدي حول سياسة إسرائيل تجاه قطاع غزة، بالإضافة إلى ذلك، لم يتم وضع "فرضية غير محتملة"، تتحدى المفهوم السائد في وقت معين، بفكرة قد تبدو غير محتملة.

وكشف التحقيق فيما ما حدث في ليلة 6 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أن آلاف من عناصر "حماس" من حالة الروتين إلى حالة الطوارئ، شمل ذلك عملية تسليح وإصدار أوامر ميدانية، لكن لم يكن هناك أي مصدر في القطاع ينبه إلى هذا التغيير، مما يعكس ضعف الاستخبارات البشرية للأجهزة الأمنية.

بينما كانت "حماس" تستعد للهجوم، لم تكن إسرائيل على علم بأي شيء، حيث بدأت بعض الأصوات والمعلومات الاستخباراتية تظهر، لكن لم يتم تحليلها لفهم أهميتها، من الساعة العاشرة مساءً يوم الجمعة وحتى صباح السبت (صباح الهجوم)، على مدى ثماني ساعات ونصف، لم تتمكن المؤسسة من تغيير الفرضية، رغم وصول معلومات تم تفسيرها بشكل خاطئ.

وخلال الليل، لم يعتقد معظم عناصر الاستخبارات أن حربًا ستندلع، أو أن أي حادث سيقع على الإطلاق، كان الجدل يدور حول إمكانية وقوع هجوم محدود، لكن حتى هذه الفكرة كانت موجودة فقط لدى أقلية صغيرة في أوساط الأجهزة الاستخباراتية.

وأشار التحقيق إلى أن العامل الرئيسي في قرار عدم تغيير الفرضية الأمنية بشأن نوايا "حماس"، كان الرغبة في عدم خسارة المصادر التي كشفت عند تفعيل شرائح هواتف تابعة لعناصر الحركة، كان الاعتقاد السائد أن الأمر مجرد تمرين للحركة للكشف عن مصادر إسرائيل الاستخباراتية، وللحفاظ على المصادر لم يتم اتخاذ أي إجراء.

وحسب التحقيق، فإن القيادة السياسية في إسرائيل طالبت الجيش بتحقيق حالة من الهدوء في قطاع غزة، وعزز مكانة "حماس" على حساب السلطة الفلسطينية من خلال إدخال ملايين الدولارات من قطر إلى القطاع، والسماح لآلاف العمال الغزيين بالعمل في إسرائيل، بما في ذلك في كيبوتسات غلاف غزة.

ويظهر التحقيق أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في إسرائيل اعتبرت على مدى السنوات الماضية أن حركة حماس تشكل "مكسبا"، وأن "هذه السياسة أملاها المستوى السياسي الذي خلقت قراراته بشأن حركة حماس التصور الأمني الذي أدى إلى أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر".

وكان قائد هيئة الأركان في "كتائب القسام"، الجناح المسلح لحركة "حماس" محمد ضيف، أعلن، في (7 تشرين أول/أكتوبر)، انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، وذلك بعد إطلاق مئات الصواريخ من غزة باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، واقتحام المواقع العسكرية والمستوطنات المحاذية للقطاع ما أدى لمقتل وإصابة آلاف الجنود والمستوطنين وأسر العشرات.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
السعودية ومصر تجددان رفضهما الكامل تهجير الفلسطينيين من غزة
أبريل 21, 2025
جدّد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، ونظيره المصري بدر عبد العاطي، الاثنين، رفض بلديهما الكامل لتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية تميم خلاف في بيان، إن "الوزيرين ترأسا اجتماع لجنة المتابعة والتشاور السياسي على المستوى الوزاري بين البلدين، وبحثا التطورات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها، وفي مقدمتها الأوضاع
"أوتشا": 50 يوما على منع الاحتلال دخول الإمدادات إلى غزة
أبريل 21, 2025
قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (أوتشا)، الاثنين، إنه يصادف اليوم مرور 50 يوما على منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي دخول أي نوع من الإمدادات إلى القطاع. وأضاف "أوتشا" أنه "منذ أوائل آذار/مارس، لم يُسمح بدخول أي شاحنة محملة بالغذاء أو الوقود أو الأدوية أو أي مواد أساسية أخرى، مهما كانت ضرورية لبقاء الناس
بلدية غزة: المياه في القطاع غير صالحة للشرب
أبريل 21, 2025
قال رئيس بلدية غزة، يحيى السراج، الاثنين، إن القطاع يعاني ظروفا إنسانية صعبة بسبب إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات. وأضاف السراج، أن القطاع "يعاني نقصا حادا في الغذاء والمياه والدواء والوقود". وأوضح أن "المياه في القطاع غير صالحة للشرب ونقص الغذاء ينذر بكارثة خطيرة وخاصة على الأطفال والنساء". وكان الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة،
البرلمان العربي: الصمت الدولي بحق غزة لا يقل بشاعة عن جرائم الاحتلال
أبريل 21, 2025
حذر البرلمان العربي، الاثنين، من خطورة استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وسط استمرار حالة الصمت الدولي، والتي وصفها بأنها لا تقل بشاعة عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال. وقال رئيس البرلمان محمد بن أحمد اليماحي خلال كلمته بأعمال الجلسة العامة الرابعة للبرلمان العربي المنعقدة في بغداد، إن "تحقيق الأمن والاستقرار في
"حماس" تدعو جامعات الضفة للحشد في فعاليات ومسيرات حاشدة غدا
أبريل 21, 2025
دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الاثنين، جامعات الضفة إلى الحشد في فعاليات ومسيرات حاشدة غدا الثلاثاء، دعما لغزة ومقاومتها ووقف الإبادة الجماعية فيها. ودعا القيادي في الحركة عبد الرحمن شديد، أحرار الشعب الفلسطيني وطلبة جامعات الضفة الغربية المحتلة، إلى "النفير والحشد الواسع في المسيرات الغاضبة المقرر انطلاقها يوم غد الثلاثاء، نصرة لقطاع غزة ورفضا لحرب
الأمم المتحدة: نفاد الخيام من مخازننا في غزة
أبريل 21, 2025
قال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، الاثنين، إن مخابز قطاع غزة "اضطرت للإغلاق ونفدت من مخازننا ومخازن شركائنا بالمجال الإنساني الخيام اللازمة للنازحين". وأضاف دوجاريك، أنه "لا يمكننا الوصول لبعض مستودعاتنا داخل غزة بسبب أوامر التهجير القسري". وأوضح أن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية يحذر من أن "استمرار منع المساعدات الإنسانية له أثر