محللان سياسيان: جولات بلينكن للمنطقة تسويق للوهم وشرعنة لجرائم الاحتلال
أبدى محللان سياسيان ، تشاؤمهما، حيال الجولات الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، مؤكدين بأنه لا يمكن تصنيفها إلا ضمن الجولات الهادفة لتسويق الوهم، ثم لشرعنة جرائم الاحتلال، الذي لم يوقف مجازره حتى أثناء المفاوضات الرامية للتوصل إلى تهدئة.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي عماد صلاحات، في حديث مع "قدس برس" أن "أمريكا وإسرائيل وفي ضوء مصالحهما، غير معنيتين بالتوصل إلى اتفاق يوقف العدوان، وأن بلينكن جاء إلى دولة الاحتلال لإعطاء ضوء أخضر بمهاجمة حزب الله اللبناني وربما إيران، بمعنى شن الحرب الواسعة عليه استباقيا". حسب اعتقاده.
وأضاف صلاحات، أنه "لا يمكن لإسرائيل والولايات المتحدة أن تحافظا على صمتهما في انتظار الرد الإيراني، بل من المتوقع بأن تبادرا إلى تنفيذ ضربات استباقية، على عكس ايران وحزب الله وحتى الحوثيين الذين يمكن ان يتأنوا في ردهم؛ بانتظار الحصول والوصول الى هدف ما يجنبهما حرب شاملة".
وتابع "بلينكن طلب من الوسيطين القطري والمصري إبلاغ حماس بالبنود الغامضة من الاتفاق المحدث، رغمأان تلك البنود هي بحد ذاتها كارثة وتضرّ بغزة والمقاومة، وهي عدم الموافقة على وقف الحرب وعدم الانسحاب من محوري فيلادلفيا ونتساريم ومعبر رفح".
وأوضح: "يطلب من مصر وقطر ابلاغ حماس بأن إسرائيل ستجعل إدخال المساعدات الإنسانية مرهونا باستسلام المقاومة وخضوعها للشروط الإسرائيلية وبعد ذلك يطلبوا من الفصائل وفي مقدمتها "حماس" الموافقة على هذا العرض ويتم اتهامها بإجهاض الاتفاق".
ومن جانب آخر، قال المحلل والمتابع للشأن الإسرائيلي، ياسر مناع، إنه "منذ بداية الحرب وبلينكن وغيره في زيارات مكوكية للمنطقة،كانت تحت وهم وقف الحرب، ولكن على أرض الواقع الموقف مختلف تماما، فالحرب مستمرة، وجرائم الإبادة لم تتوقف، والدعم الأمريكي العسكري والاستخباراتي على قدم وساق وهذا يوضح طبيعة الموقف الأمريكي المسير للحرب والذي يقود هذه الحرب بشكل فعل".
وأردف متحدثا لـ "قدس برس" يقول "شاهدنا منذ بداية الحرب مشاركة المسؤولين الأمريكيين، في الاجتماعات العسكرية والسياسية، وهذا دليل آخر على طبيعة الموقف الأميركي الحقيقي، فالمصلحة الأمريكية تقتضي تقليص نفوذ إيران، وإضعاف محورها في المنطقة، وهذا يمكن لإسرائيل تنفيذ حاليا بدعم وتماهي أمريكي".
وختم مناع "في ضوء ما نسمعه ونراه فإنه من الكارثة الرهان على الموقف الأميركي، فهذه الوساطة بكل تأكيد لن تكون ناجحة بل كارثية ".
ووصل بلينكن الأسبوع الفائت إلى فلسطين المحتلة، في زيارة جاءت ضمن الجهود الرامية إلى دفع صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين إلى الأمام بين "حماس" والاحتلال، والتقى خلال هذه المحطة من جولته التاسعة بالمنطقة رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو، والرئيس يتسحاق هرتسوغ، ووزير الحرب يوآف غالانت.
ورغم حديث الجانب الأمريكي عن مضي محادثات الدوحة السابقة في "أجواء إيجابية"، فإن بنيامين نتنياهو أعلن تمسك حكومته بشروط ترفضها "حماس" بشكل مطلق، وحذر وزير الحرب يوآف غالانت، ورئيس "الموساد" دافيد برنياع، في وقت سابق من أنها ستعرقل التوصل إلى الصفقة.
وتشمل هذه الشروط "السيطرة على محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، ومعبر رفح الحدودي بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة (عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم)".
فيما قالت "حماس" إنّ ما أُبلغت به قيادة الحركة عن نتائج اجتماعات الدوحة لوقف إطلاق النار يُعَدّ تراجعاً عما اتُّفق عليه في 2 يوليو/تموز الماضي، استناداً إلى مقترح الاتفاق الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن نهاية أيار/مايو الماضي.