في ضوء تصريحات الاحتلال.. هل تشهد الضفة الغربية عملية عسكرية؟
تصاعدت في الآونة الأخيرة حملات التحريض عبر وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي، وعلى لسان أكثر من وزير وناطق ومتحدث، تجاه الضفة الغربية ومخيماتها، والتلويح بشن عمليات عسكرية موسعة، في سبيل محاربة مظاهر المقاومة والمجموعات المسلحة، ما يشير إلى أن الضفة ستكون على أعتاب عمليات عسكرية بحسب الكثير من المتابعين والسياسيين.
ورأى الكاتب والمحلل السياسي سامر عنبتاوي، أن "العملية العسكرية في الضفة الغربية باتت شبه مؤكدة في ضوء تنامي العمل المقاوم أولا، ثم في ظل وجود تصاعد اعتداءات الاحتلال والمستوطنين، وما يليه من ردات فعل".
ولكن السؤال الذي يجب أن يطرح الآن؛ ما هو شكل تلك العمليات التي ستنفذ من قبل الاحتلال ضد الضفة الغربية، ومتى سيكون توقيتها، وهل ستكون على شاكلة عملية "السور الواقي" أم أنها ستأخذ ذات المنحى المطبق الآن من خلال اجتياح المخيمات وتدميرها، واستخدام الطيران في الاغتيالات.
وقال الكاتب والمحلل السياسي عبد السلام الجمل، إنه "وبحسب لهجة الاحتلال وتزامنا مع ما شاهدناه من عمليات الاحتلال الأخيرة، وخصوصاً في مخيم طولكرم، والتي تخللها عمليات تخريب واسعة، واستخدام الطيران بالاغتيالات فأنه لا يستبعد أن تكون تلك العمليات هي سيناريو مصغر لما سيحدث في الضفة الغربية في المستقبل القريب.
وفي ضوء حجم التحريض قال الجمل فانه بات من شبه المؤكد بان الاحتلال سيلجأ الى تنفيذ عمليات عسكرية قد تكون اشبه بعمليات السور الواقي من اجل اجتثاث المجموعات المسلحة والحيلولة دون تطور المقاومة وعودتها الى سابق عهدها تماما
وشدد الجمل بان جرائم الاحتلال اليومية واعتداءات المستوطنين التي باتت تستهدف القرى يعبر عن حالة التحشيد التي تستهدف الضفة، وباتت الظروف مشابهة تماما لما سبق عملية السور الواقي.
ولفت الجمل الى ان حالة المقاومة في الضفة الغربية ونجاح العديد من العمليات تشكل حالة من الخوف لدى أجهزة امن الاحتلال بان تطور وتدحرج الى مرحلة يصعب بعدها السيطرة عليها.
ومما يؤكد رغبة الاحتلال وأجهزته الأمنية ونواياه اتجاه الضفة الغربية بحسب الجمل هو حجم الاخبار التي تتحدث عن تسلح فصائل المقاومة وتنامي تهريب الأسلحة عبر الحدود مع الأردن، بالإضافة الى الحديث بشكل متكرر عن محاولات تصنيع المتفجرات والصواريخ وتكرار تجربة السابع من أكتوبر في الضفة الغربية.
من جانبه قال الكاتب السياسي والإعلامي خالد معالي بان الضفة الغربية تعيش على برميل من البارود ومن الممكن ان ينفجر بشكل كبير نتيجة ممارسات الاحتلال اليومية، وتصاعد جرائم المستوطنين التي تجاوزت الكثير من الخطوط الحمراء.
وشدد معالي بان الضفة الغربية أصلا تشهد حالة نهوض في العمل المقاومة ولا سميا في مخيمات الشمال والبلدة القديمة بنابلس، وان تلك الظاهرة باتت تتدحرج الى باقي المناطق في وسط الضفة وجنوبها.
ولفت معالي بان تهديدات الاحتلال وتصريحاته التحريضية لا يمكن لها ان تأتي من فراغ وتابع:" إذا كانت غزة كابوس للاحتلال فان الضفة الغربية ستبقى الكابوس الأكبر، فحجم المستوطنات المنتشرة والطرق الاستيطانية، والنقاط العسكرية، وحجم السلاح المنتشر في المخيمات، يجعل من السهل تنفيذ عمليات ".
وما يزيد من مخاوف الاحتلال ويرفع من وتيرة التهديد من قبله حسب معالي هو تطور حالة المقاومة، وقدرتها على تصنيع المتفجرات، وقدرة الاستشهادي جعفر منى من نابلس من الوصول الى تل ابيب وعودة عصر العمليات الاستشهادية بعد انقطاعها لمدة 18عاما على الأقل ".
وختم:" خلاصة الكلام، الاحتلال يعيش حالة رعب نتيجة تنامي المقاومة في الضفة، وسيسعى بكل ما اوتي من قوة من اجل محاربة الخلايا العسكرية والمجموعات المقاومة، وسيستخدم القوة المفرطة على شاكلة ما حصل في غزة ".
تجدر الإشارة الى
ونقلت وكالة الانباء العالمية الروسية "نوفوستي" ، اليوم الجمعة ، عن وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، بانّ السلطة الفلسطينية ،تتوقع عملية إسرائيلية واسعة بالضفة الغربية .
وفي مقابلة مع الوكالة الروسية، أشار المالكي إلى أن القوات الإسرائيلية تتقدم الآن إلى الضفة الغربية، حيث من المحتمل، في تقديره، أن تقوم بعملية واسعة النطاق، مشيرا إلى أن عدد التوغلات العسكرية في المدن والقرى ومخيمات اللاجئين في الضفة الغربية "يتضاعف يوميا مرتين أو ثلاثا أو حتى أربع مرات".
وقال: "نحن نتوقع هذا بالتأكيد. نرى كل المؤشرات التي تؤكد هذه المخاوف. لكنني أعتقد أننا مستعدون جيدا لمثل هذا الوضع إذا حدث. من الواضح أن شعبنا سيقاوم، وسيبقى، وسيحاول القتال".