كاتب أمريكي: ألا تزال العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل تستحق العناء؟
مقال في صحيفة "ذا هيل" الأمريكية
واشنطن - قدس برس
|
سبتمبر 3, 2024 1:08 م
تساءل كاتب رأي أمريكي، عن جدوى استمرار دعم بلاده اللامحدود لـ "إسرائيل"، والثمن الذي تدفعه واشنطن مقابل هذا الدعم. معتبرا أن معظم الأسباب التي كانت تدفع لهذا الدعم لم تعد موجودة الآن.
وقال ك. وارد كومينجز، في مقال نشرته صحيفة /ذا هيل/ الأمريكية، اليوم الثلاثاء، إنه "مع اقتراب الذكرى السنوية لهجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، أجد نفسي أطرح بصوت عال سؤالا كنت أسر به لنفسي منذ سقوط برجي مركز التجارة العالمي: هل تستحق العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل كل هذا العناء؟"
وأشار كومينجز إلى أنه "كان من الأسهل كثيرا الإجابة عن هذا السؤال في أثناء الحرب الباردة (بين أمريكا والاتحاد السوفياتي)، عندما دعمت الولايات المتحدة إسرائيل من أجل موازنة النفوذ السوفييتي في المنطقة، ولكن هذا كان منذ زمن بعيد، ورغم أن الروس ما زالوا نشطين في الشرق الأوسط، فإن نشاطهم ليس بالقدر نفسه" حينما كان الاتحاد السوفياتي ما زال موجودا.
وأضاف "أن الرغبة في استقرار أسواق النفط هو أيضا أحد الأسباب التي دفعتنا (في أمريكا) إلى دعم إسرائيل منذ فترة طويلة، ولكن هذا الوضع يتغير أيضا، حيث أصبحت الولايات المتحدة الآن أكبر منتج للنفط في العالم".
ولم ينكر كومينجز، أن هناك "مجالات مهمة على الصعيد السياسي في المنطقة تساعد عليها إسرائيل أمريكا، ولكنني ما زلت أشعر بالحاجة إلى التساؤل: هل هذا كاف؟".
وذكّر أن الولايات المتحدة "دفعت ثمناً باهظاً لعلاقتها بإسرائيل على مر السنين، ليس فقط بالأموال، بل وأيضاً بالدماء. ووفقاً للجنة التحقيق في هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001، فإن الدعم الأميركي لإسرائيل كان السبب الرئيسي وراء تلك الهجمات".
وقال إن "عداء خالد الشيخ (المتهم الأول بقيادة هجمات يوم 11 أيلول/سبتمبر) لم ينبع من تجاربه (في الولايات المتحدة) كطالب، بل من هذا الخلاف العنيف مع السياسة الخارجية الأميركية المؤيدة لإسرائيل".
وأشار الكاتب الأمريكي إلى أزمة الطاقة التي عانتها بلاده سبعينيات القرن الماضي، مشيرا إلى أن تلك الأزمة "كانت نتيجة قيام الدول العربية بخفض إمدادات النفط إلى الولايات المتحدة؛ بسبب غضبها من الدعم الأمريكي لإسرائيل خلال حرب يوم الغفران" في إشارة إلى حرب العاشر من رمضان بين مصر وسوريا من جهة و"إسرائيل" من جهة أخرى عام 1973.
وتطرق المقال الذي كان يذكّر القارئ الأمريكي بالأثمان التي دفعتها بلاده نظير دعم إسرائيل إلى "قصف ثكنة مشاة البحرية الأميركية في لبنان في عام 1983، والذي أسفر عن مقتل 241 من أفراد الخدمة الأميركية. وفي ذلك الوقت، كان يُنظَر إلى هذا الهجوم باعتباره درساً في الخطر الذي قد تتعرض له الولايات المتحدة إذا تدخلت في صراع بين إسرائيل وأحد جيرانها".
وأضاف كومينجز "لقد شعرت بالفزع حين قرأت في تقرير لجنة التحقيق في هجمات الحادي عشر من سبتمبر أن الهجمات كان من المفترض أن تكون أشد وطأة مما كانت عليه، وأن تشمل عشر طائرات، وليس ثلاث طائرات فقط؛ وأن (زعيم تنظيم القاعدة آنذاك) أسامة بن لادن كان يريد أن تحدث الهجمات في وقت أبكر كثيراً، رداً على الزيارة المثيرة للجدل التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون إلى موقع مقدس متنازع عليه (المسجد الأقصى) في القدس في العام السابق. ولم يسعني إلا أن أتعجب من تصميم بن لادن على معاقبة الأميركيين على ما فعله شارون!".
مشددا على أنه "بدت الرسالة واضحة: ما دامت الولايات المتحدة تدعم إسرائيل، فإن حياة الأميركيين معرضة للخطر".
وأعرب عن قلقه من أن استمرار الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، من شأنه "أن يحوّل جيل كامل جديد من الشباب في غزة إلى جيل متطرف ضد إسرائيل والولايات المتحدة" على حد تعبيره.