البرازيل... إدانات للحكم على صحفي وصف مؤيدي "إسرائيل" بالجبناء
ساو باولو (البرازايل) - إيمان أبو سيدو - قدس برس
|
سبتمبر 7, 2024 3:38 م
أدان "الاتحاد العربي الفلسطيني في البرازيل - فيبال"، الحكم الصادر من محكمة العدل البرازيلية في ساو باولو، ضد الصحفي برينو ألتمان، مؤسس موقع "أوبرا موندي"، بالسجن مدة ثلاثة أشهر، بتهمة ارتكاب جريمة "إهانة مزعومة ضد اثنين من الصهاينة ووصفهما بالجبناء".
وأشاد الاتحاد في بيان، تلقته "قدس برس"، اليوم السبت، بالصحفي ألتمان، معتبراً إياه بأنه "يخدم البشرية من خلال كتاباته التي تُظهر حقيقة الصهيونية وما كانت عليه دائمًا، وخطتها للإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين منذ 130 عامًا، وأنها كانت حليفاً للنازيين الذين يرتكبون أول إبادة جماعية متلفزة في التاريخ ضد الفلسطينيين في غزة".
وأوضح الاتحاد، أن "ما يخيف المدافعين عن (إسرائيل)، حتى أشهر مضت من الشخصيات المنبوذة والمعتادة في الأوساط (الأنيقة)، هو أن وجوههم الحقيقية تبدو الآن شفافة، دون أقنعة (الشعب المختار)، (الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط)، و(الجيش الأكثر أخلاقية في العالم)، وغيرها من الأساطير التي تدعم الاستعمار العنصري الغربي في فلسطين".
وتابع البيان، أن "هؤلاء استُبدلت وجوههم بوجوه أطفال فلسطينيين مزقتهم (إسرائيل)، في أكبر إبادة للأطفال في التاريخ" على حد تعبير البيان.
وأكد الاتحاد، على أن "برينو ألتمان أزعج الصهاينة بوضع إصبعه على الجرح، وبيان أن المشكلة بالضبط هي الصهيونية، وليس فقط (إسرائيل) أو التركيبة السكانية اليهودية فيها، والتي تم استيرادها إلى المشروع الاستعماري والإبادة الجماعية لاستبدال السكان الفلسطينيين الأصليين".
مضيفاً "وأكثر من ذلك، أثبت ألتمان أن الصهيونية هي التي تُلقي بجزء من اليهود في هذا الفخ، وتأسرهم لتنفيذ خطة إبادة مشابهة للخطة النازية".
وكان الاقتصادي البرازيلي، ألكسندر شوارتسمان، وأندريه لاجيست، الجندي السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ورئيس منظمة "قف معنا Sandwiches" فرع البرازيل وهي مؤسسة تدعم (إسرائيل، وتحارب معاداة السامية)، قد رفعا دعوة قضائية ضد ألتمان، تستند إلى منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي، في كانون الأول/ديسمبر 2023، نُسبت فيه كلمتا "الجبناء" و"غير المؤهلين" إليهما، وذلك بعد رفضهما إجراء نقاش معه حول الصهيونية.
بدوره استنكر الصحفي البرازيلي، برينو ألتمان، الحكم القضائي، واعتبره محاولة "لإسكات الأصوات المناهضة للصهيونية"، وأنه "لن يمنعه عن مواصلة نهجه"، وأوضح في تصريحات على موقعه الإلكتروني، أن المشتكين أهانوه شخصياً، ورداً على ذلك، طلب منهم مناقشة مزاعمهم بشأن دفاعهم عن المذبحة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، لكن كلاهما رفضا القيام بذلك، وهو ما وصفه ألتمان بأنه "جُبناً".
وأوضح محامي الدفاع عن ألتمان، أنه لم يكن يشير شخصيا إلى لاجيست وشوارتسمان، بل إلى "المواقف التي يتبناها كل منهما".
ونددت الأوساط البرازيلية المختلفة بالحكم، حيث أدان الاتحاد الوطني للصحفيين (SJSP- FENAJ)، الحكم الصادر بحق ألتمان، معتبراً إياه بأنه "خاطئ وغير عادل".
وفي بيان صحفي، رصدته "قدس برس"، أشاد "اتحاد الصحفيين البرازيليين"، بألتمان، ووصفه بأنه "مدافع بارز عن الشعب الفلسطيني، وصوتًا لا يكل ضد الإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، والتي أبادت بالفعل أكثر من 40 ألف فلسطيني، بما في ذلك 171 صحافياً".
ووصف البيان المشتكيْن ضد ألتمان بأنهما "سيئا السمعة، فهما اثنان من المدافعين عن جرائم إسرائيل" وفق البيان.
وأكد البيان، بأن الاتحاد "يدين بشكل مطلق، ويرفض الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل في غزة وكذلك في الضفة الغربية، حيث قُتل أكثر من 600 فلسطيني على يد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين الإسرائيليين منذ أكتوبر" في إشارة إلى الشهداء الذين سقطوا في الضفة الغربية المحتلة.
وختم البيان، بعبارة "فلسطين حرة، أوقفوا إطلاق النار الآن، أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة والضفة الغربية".
من جهته اعتبر الكاتب والمحلل السياسي البرازيلي، سيد ماركوس تينوريو، أن "ألتمان ضحية للاضطهاد السياسي المستمر والجبان من قبل المنظمات الواجهة لدولة (إسرائيل) الإرهابية في البرازيل".
وحذر تينوريو، في حديث لـ"قدس برس"، أن ما حدث "يشكل سابقة خطيرة ضد الحق في حرية التعبير، وأن إدانة محكمة ولاية ساو باولو لشخص جريمته الوحيدة هي وصف اثنين من المدافعين الأخلاقيين عن الدولة الأكثر لا أخلاقية في العالم بـ (الجبناء)، اضطهاد واضح".
وأضاف تينوريو، الذي تعرض لفصل تعسفي من عمله داخل أروقة البرلمان البرازيلي، تشرين الأول/أكتوبر 2023 بسبب مواقفه وكتاباته الداعمة للفلسطينيين، "كنت ضحية لاضطهاد شرس، وفقدت وظيفتي واضطهدت من قبل الصهاينة بمختلف الوسائل" معتبراً أنه " بالنسبة للصهاينة، فإن أي حركة أو شخص يُعرف (إسرائيل) كدولة إبادة جماعية ونظام فصل عنصري، أو يدين جرائمها ضد الإنسانية هو معاد للسامية ويجب اضطهاده".
وأوضح تينوريو، أن "المدافعين عن (إسرائيل) يستخدمون هذه الاتهامات لترهيب منتقديها أو لتعقيم النقاش وصرف الأنظار عن الإبادة الجماعية التي تشهدها غزة".
ونبه تينوريو، على أن "اللوبي الصهيوني في البرازيل تمثله كيانات (إسرائيلية)، استوعبت الطوائف الإنجيلية، واشترت ولاء السياسيين والمناصب في مجلس النواب ومجلس الشيوخ الاتحادي، وحتى الأشخاص المهمين في الحكومة البرازيلية". مضيفاً "فضلا عن ذلك، وظفت هذه التنظيمات الخطاب الإعلامي لصالح (إسرائيل)، في محاولة لتحويل الضحايا إلى جلادين مع استثناءات قليلة جدًا".
وشدد تينوريو، على أنه "ملتزم والأحرار كلهم الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والسيادة والحرية، يعلمون أن النضال صعب، ولكن من الضروري مواصلة الدفاع عن الشعب والمقاومة الفلسطينية".
مضيفاً أن "(إسرائيل) والمدافعين عنها يدركون أنهم خسروا بالفعل المعركة أمام الرأي العام العالمي، وأمام هذا الفشل المدوي، فإن ما يتبقى لهم هو اضطهاد أولئك الذين يقفون في الجانب الصحيح من التاريخ، وما الاضطهاد الذي تعرض له برينو ألتمان والناشطون والكيانات الداعمة للنضال العادل للشعب الفلسطيني إلا اضطهاد سلطوي، نموذجي للفاشيين الذين يدافعون عن (إسرائيل)".
يُشار إلى أن برينو ألتمان، صحفي برازيلي، مؤسس موقع "أوبرا موندي"، عُرف بكتاباته الواسعة المدافعة عن الفلسطينيين، وهو مؤلف كتاب "ضد الصهيونية: صورة لعقيدة استعمارية وعنصرية"، والذي يتناول تاريخ الصهيونية وكيف تحولت إلى أيديولوجية عنصرية واستعمارية وثيوقراطية شجعت على بناء نظام فصل عنصري ضد الفلسطينيين.