"حزب الله": العدو تائه وكيانه يهترأ من الداخل وهو أعجز من أن يفتعل معركة معنا

قال رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" (الكتلة النيابية لحزب الله اللبناني)، النائب محمد رعد، إن "ما نتصدى له إسناداً لغزة وأهلها، هو من أجل نصرة القيم الإنسانية، والدفاع عن الإنسان ليس في غزة فحسب، بل في لبنان وسوريا والأردن والعراق ومصر وكل المنطقة العربية والعالم الإسلامي ودول العالم".
واعتبر رعد، في تصريح له، اليوم الثلاثاء، أن "ترك المجال لمثل هذه القيم العدوانية أن تستبد وتتسلط وتتحكم وتقرر مصير البشرية، هو دفن للبشرية وللقيم الإنسانية".
وأشار إلى أنه "عندما اتخذنا قراراً بفتح جبهة إسناد في لبنان دعماً لغزة وأهلها، فإننا بذلك نقوم بتدبير استباقي لحماية لبنان من الاعتداء الصهيوني عليه وعلى سيادته وشعبه وأهله، وكل ما قدمناه من تضحيات وخسائر في هذا الاتجاه، إنما هو أقل بما لا يقاس كلفة مما لو كنّا سنقدّمه فيما لو تمكّن العدو من أن يحقق أهدافه في غزة".
ولفت إلى أن "العدو يريد إنهاء المقاومة في غزة وفرض سيطرته عليها، مقدمة لاجتياح الضفة والانتهاء من القدس والمقدسات والأراضي المحتلة عام 1948، وليتوسّع في استيطانه وليتوغل في تهديده للأردن ولمصر مجدداً، ولدول الخليج وسوريا والعراق ولكل العالم العربي، وبالتالي، فإن هذه النزعة التوسعية العنصرية هي في طبيعة هذا العدو، ونحن نقاوم هذه الطبيعة".
وأردف رعد قائلاً إن "العدو وصل إلى مرحلة أنه استطاع أن يتوغل في غزة وأن يدمرها، ولكنه لا يستطيع أن ينجز الأهداف التي خرج من أجلها، وأن يثبّت وجوده، ولا أن يقيم البديل الذي يريده فيها، لأن أي بديل يحتاج إلى المقاومة التي تتصدى له في غزة، وهنا انّفقوا أمام توغله، وبات يدور حول نفسه دائخاً وتائهاً يهترأ من الداخل على المستوى الأمني والاقتصادي والمالي والنازحين، فضلاً عن أعباء المصاريف الاستثنائية والصورة القبيحة التي جعلته كياناً منبوذاً في كل أقطاب الدنيا".
ولفت إلى أن "العدو الآن يتحرك في وقت ضائع ربما يمتد للانتخابات الأميركية وموعدها، ولذلك نراه يتنقّل تارة بين شمال غزة وجنوبها، وطوراً يذهب إلى الضفة الغربية ويفتعل معركة لا أفق لها، ثم يهدد بالتوسّع في الشمال أي باتجاه لبنان وجنوبه، وهو أعجز من أن يشن حرباً ويفتعل معركة مع المقاومة، لأن ضياعه والغموض المستقبلي أمام كيانه، سيتضاعف أكثر فأكثر".
ورأى أن "الكيان الإسرائيلي يزوي ويتآكل من الداخل، ويتقاسمون ويتشتتون ويتجزأون ويتباينون في الموقف السياسي والأداء الأمني والتصدي للأزمة الاقتصادية والمالية، وللمسائل الأخلاقية والإعلامية أيضاً".
ويشهد جنوب لبنان منذ الـ8 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تبادلا شبه يومي لإطلاق النيران، بين "حزب الله" اللبناني، بالتعاون مع "كتائب القسام - لبنان" الجناح العسكري لحركة "حماس"، و"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، و"قوات الفجر" الجناح العسكري لـ "الجماعة الإسلامية" في لبنان (الإخوان المسلمين)، ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ردا على عدوان الأخير على قطاع غزة.
وبالتزامن مع ذلك، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.