تحقيق لصحيفة أمريكية يُكذّب رواية الاحتلال حول مقتل الناشطة الأميركية عائشة إيغي

ووفق الصحيفة، كانت هذه أول مرة تشارك فيها الشابة إيغي (26 عاما) في مظاهرة بالضفة الغربية المحتلة، وكانت تشعر "بالتوتر" وفق ما نقله شهود للصحيفة.

وقالت الشابة الراحلة لزملائها من النشطاء، إنها تأمل بأن يشكل وجودها "حماية" للفلسطينيين، في وقت تشهد فيه الضفة الغربية تصاعدا في العنف من جانب المستوطنين.

وقالت متطوعة أسترالية، تدعى هيلين، إنها كانت مع إيغي طوال اليوم قبل مقتلها، وأوضحت: "قررنا ألا نكون بجوار أي اشتباك على الإطلاق".

ولفتت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي، رفض التعليق على طلب الصحيفة على ما توصلت إليه في تحقيقها، بأن إطلاق النار "جاء بعد فترة طويلة من تراجع المتظاهرين، ومن مسافة لم يكونوا بوجودهم فيها يمثلون أي تهديد واضح".

وقالت الصحيفة الأمريكية: إنها تحدثت مع 13 شاهد عيان ومن سكان "بيتا"، واستعرضت أكثر من 50 مقطع فيديو وصورة حصلت عليها بشكل حصري من حركة التضامن الدولية التي تطوعت فيها إيغي، ومنظمة "فزعة" الفلسطينية، بجانب الحديث مع نشطاء أجانب شرط استخدام اسمهم الأول فقط أو عدم الكشف عن هويتهم، "خوفا من الملاحقة الإسرائيلية" التي قد تشمل منعهم من العودة مجددا.

وكشف التحقيق، أنه "في حوالي الساعة 1:21 ظهرا بالتوقيت المحلي، وقف أربعة جنود إسرائيليين على الأقل على قمة تل بالمنطقة التي شهدت الأحداث، وفي الدقائق التالية اتخذ جنود مواقع في أماكن مرتفعة، مثل سطح أحد منازل سكان "بيتا" الذي يدعى علي معالي، والذي يقع منزله على منحدر تل ويبعد حوالي 73 مترا من موقع أدى فيه المتظاهرون صلاة الجمعة.

وحسب الصحيفة، يطل منزل معالي (44 عاما) على بساتين زيتون، وقال إن القوات الإسرائيلية تستخدم منزله كثيرا أيام الجمعة، لكونه يمثل "موقعا استراتيجيا"، مضيفا أن 4 جنود على الأقل صعدوا إلى سطح منزله ذلك اليوم.

ومع اندلاع الاشتباكات، أشار التحقيق إلى أن مقاطع فيديو ونشطاء أشاروا إلى أن القوات الإسرائيلية "بدأت باستخدام قنابل الغاز والرصاص الحي".

في ذلك الوقت، اتصلت ناشطة بريطانية بإيغي لتطمئن عليها وتعرف مكانها بالتحديد مع تفرق المتظاهرين، فقالت إنها نزلت إلى بستان زيتون، لتخبرها "ابق مكانك".

من جانبها، قالت هيلين للصحيفة، إنها احتمت بشجرة وكانت إيغي إلى يسارها. وأوضحت أنهما اعتقدتا أنهما "على مسافة آمنة".

وفي حوالي الساعة 1:29 ظهرا، أوضح التحقيق أن الوضع "كان هادئا". وقال متطوع أميركي في "فزعة" يدعى أليكس تشابوت، إنه "لم يكن هناك إطلاق ذخيرة حية، ولا غاز مسيل للدموع".

وأوضح فلسطينيون ومتطوعون أنه على مدار 20 دقيقة بعد ذلك، كان المشهد هادئا نسبيًا.

لكن الناشط الإسرائيلي الذي يعمل مع "فزعة" منذ فترة طويلة، جوناثان بولاك، قال إن أحد الجنود كان على سطح منزل "ويوجه بندقيته نحونا"، مشيرا إلى أنه كان يقف بجوار صندوق قمامة في منتصف الطريق أسفل التل.

وأوضح بولاك ومعه نشطاء آخرون، أن أقرب شخص من القوات الإسرائيلية "كان على مسافة 180 مترا تقريبا، بينما كانت إيغي أبعد من ذلك بأكثر من 27 مترا". وأضاف أنه رأى وميضا من فوهة البندقية وسمع طلقتين.

أما معالي، فقال إنه سمع من شرفته صوتا قويا لإطلاق نار من بندقية، وأن منزله "اهتز" حينها. 

وفي بستان الزيتون، رأت هيلين زميلتها إيغي على الأرض بجوارها، وقالت إن الدم كان يتدفق من الجانب الأيسر من رأسها، ولم تكن تستجيب.

وكان جيش الاحتلال، زعم أن مقتل إيغي، كان برصاصة "غير متعمدة خلال أعمال شغب عنيفة"، فيما أكدت الصحيفة أن القتل "تم بعدما كانت الاشتباكات قد هدأت وتراجع المحتجون".

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونائبته كاملا هاريس، اعتبرا أن قتل الجيش الإسرائيلي للناشطة "غير مقبول" وأن على إسرائيل "بذل المزيد من الجهد" لضمان عدم تكرار الواقعة.

كما علّق البيت الأبيض على الواقعة، معبرا عن "الانزعاج الشديد"، مضيفا أنه تواصل مع إسرائيل "لسؤالها عن المزيد من المعلومات بشأن الحادثة، وطلب التحقيق فيها".

وفي تصريحات، الثلاثاء، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن مقتل إيغي "غير مبرر ولم يسبقه استفزاز" ويظهر أن قوات الأمن الإسرائيلية بحاجة إلى إجراء بعض التغييرات الأساسية على قواعد الاشتباك الخاصة بها.

بينما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن "تركيا ستقوم بكل الخطوات القانونية لمحاسبة (إسرائيل) على قتل الناشطة التركية وسنقدم دعوى بمحكمة العدل الدولية".

وتصعد قوات الاحتلال من اعتداءاتها على الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية، منذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر الماضي، بالتزامن مع عدوان واسع ومدمر على قطاع غزة للشهر الحادي عشر على التوالي، والذي أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات آلاف الفلسطينيين معظمهم من النساء والأطفال.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
بلدية دير البلح: شلل شبه تام في خدمات البلديات بالقطاع بسبب نفاد الوقود
يوليو 4, 2025
حذّرت بلدية دير البلح في قطاع غزة، الجمعة، من انهيار شامل في الخدمات الأساسية التي تقدمها البلديات في القطاع، نتيجة انقطاع السولار والوقود منذ أكثر من أربعة أشهر، الأمر الذي أدى إلى شلل شبه تام في تشغيل آبار المياه ومرافق النظافة والصرف الصحي. وقالت البلدية، في بيان صحفي، إن قوات الاحتلال "الإسرائيلي" دمّرت نحو 50%
"حماس" تعلن تسليم الوسطاء ردا إيجابيا حول مقترح وقف العدوان على غزة
يوليو 4, 2025
أعلنت حركة  المقاومة الإسلامية (حماس)، الجمعة، إكمال مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل والقوى الفلسطينية حول مقترح الوسطاء الأخير لوقف العدوان على شعبنا في غزة. وقالت الحركة في بيان، إنها سلمت الرد للإخوة الوسطاء والذي اتسم بالإيجابية، والحركة جاهزة بكل جدية للدخول فوراً في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ هذا الإطار. وتواصل قوات الاحتلال وبدعم أمريكي مطلق،
البرلمان العربي يدعو المجتمع الدولي لفتح تحقيق مستقل في جرائم الاحتلال
يوليو 4, 2025
قال البرلمان العربي، الجمعة، إن العالم يواجه مرحلة خطيرة تعيد تعريف مفهوم الإرهاب، خاصة حين يمارس بشكل رسمي ومنظم، كما يفعل الاحتلال "الإسرائيلي" في الأرض الفلسطينية، ولا سيما في قطاع غزة. جاء ذلك خلال مداخلة للنائب ناصر أبو بكر، عضو البرلمان العربي، في اجتماع نظمه مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب افتراضيا، بعنوان: "الاتجاهات والتحديات والتهديدات
"هآرتس": الحرب على غزة عبثية ووحشية ويجب وقفها مهما كان الثمن
يوليو 4, 2025
وصفت صحيفة /هآرتس/ "الإسرائيلية"، الحرب "الإسرائيلية" المتواصلة على قطاع غزة بأنها "عبثية، بلا أهداف، ووحشية للغاية"، داعية إلى وقفها الفوري "مهما كان الثمن". وقالت الصحيفة في افتتاحيتها، إن "الدماء تُسفك من الجانبين دون طائل"، مضيفة أن "الغالبية الساحقة من الضحايا في غزة هم من المدنيين الأبرياء، في وقت بات من المستحيل تبرير استمرار القتل الجماعي
الاحتلال يدمّر مدرسة "بدو الكعابنة" ويشرد سكان تجمع عرب "المليحات"
يوليو 4, 2025
ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، اعتداءً جديدا بحق التعليم الفلسطيني، بعد اقتحامها وتخريبها مدرسة "بدو الكعابنة" الأساسية المختلطة شرق أريحا في الضفة الغربية المحتلة، وإجبار سكان تجمع عرب المليحات المجاور على الرحيل القسري، في خطوة وصفتها وزارة التربية والتعليم (تابعة للسلطة) بأنها جريمة تمس جوهر الحق في التعليم والحياة الكريمة. وأكدت الوزارة في بيان
الأمم المتحدة: هجمات "إسرائيلية" تستهدف نازحين ومدارس في غزة
يوليو 4, 2025
حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الجمعة، من استمرار الهجمات "الإسرائيلية" التي تستهدف بشكل مباشر الخيام والمدارس التي تأوي النازحين في قطاع غزة، إلى جانب المدنيين الذين يحاولون الوصول إلى المساعدات الغذائية، ما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا. وأوضح المكتب، في تقريره الجديد، أن أكثر من 714 ألف شخص (ثلث سكان