هل تشهد عمليات الاحتلال العسكرية في الضفة تصاعدا؟
رام الله (فلسطين) - قدس برس
|
سبتمبر 14, 2024 6:44 م
توقع العديد من المتابعين والمحللين تصاعد عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، تزامنا مع ارتفاع وتيرة التحريض التي تطلقها حكومة الاحتلال وأجهزتها الأمنية، وفي ظل استمرار مقومات التصعيد وأسبابه المحفزة أمام المقاومة الفلسطينية.
وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، سليمان بشارات، إن هناك "العديد من الدلائل التي تشير إلى أن الضفة الغربية مقبلة على مرحلة من التصعيد، وفي مقدمتها العامل الاستيطاني وارتفاع وتيرة مصادرة الأراضي".
واعتبر أيضا أن "القرارات السياسية الإسرائيلية الأخيرة المتمثلة بمصادرة الأراضي عاملا خطيرا من عوامل التحريض والتصعيد في الضفة الغربية".
ورأى بشارات، في حديث مع "قدس برس" أن قرارات وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش "المتعلقة بالعمال الفلسطينيين وشروط العمل في الداخل المحتل واحتجاز أموال المقاصة واقتطاعها، وسوداوية الأفق المستقبلي للاقتصاد الفلسطيني، والذي سيؤثر في الواقع الاقتصادي سيكون له دور في تصاعد الأحداث في الضفة الغربية".
وأضاف "نحن أمام جملة ومجموعة من السياسات الإسرائيلية التي تعمل على توتير الأجواء، وليس خفض مستواها، وهذا يعني أن السياسات الإسرائيلية هي التي تدفع إلى حالة الانفجار في الضفة الغربية إلى حد بعيد جدا، وهذا الأمر ربما يعطينا مؤشر إلى أنه كلما زادت أو زاد الاحتلال الإسرائيلي من هذه السياسات سيكون مقابلها تصاعداً في المواجهة الفلسطينية".
وأردف يقول إن "الاحتلال الإسرائيلي يقرأ حالة الدعم الغربي الأمريكي الأوروبي لسياساته، ليسارع في فرض واقع جديد في الضفة الغربية وتهويد مدينة القدس، الأمر الذي من شأنه أن يلهب المشاعر المجتمعية الفلسطينية، وهو ما ينذر بخلق حالة من التصعيد قد تكون متدرجة وصولا إلى حالة مواجهة شاملة".
وأعاد بشارات تأكيده على أن الهدف الأساسي من تصعيد إسرائيل هي محاولة فرض واقع جديد، وشرعنة سياساتها متكاملة والحسم لمستقبل الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية التي بات واضحا جدا أن الهدف الأساسي منها الدفع بالسكان الفلسطينيين إلى الهجرة الطوعية إلى حالة القبول بالممارسات الإسرائيلية".
من جهته، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، فريد أبو ظهير، على أن "هناك حالة شد وجذب في الضفة الغربية، الشد من طرف (وزير أمن الاحتلال إيتمار) بن جفير و(وزير مالية الاحتلال بتسلئيل) سمو ترتش، وبمباركة من (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو، والجذب من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، وبغياب تام من قبل الدول العربية".
وتوقع أبو ظهير، في حديث مع "قدس برس" أن يكون هناك "اتساع في العمليات العسكرية للاحتلال في الضفة الغربية، مع إبقاء حكومة الاحتلال أعينها مفتوحة على ردود الفعل الغربية".
وتابع "بانتظار حدوث شيء مفاجئ يؤدي إلى تحويل مسار الحرب، إما إلى التوسع، أو إلى التوقف، وسيبقى الإسرائيليون غارقين في دوامة العنف التي جعلتهم غير قادرين على اتخاذ قرار بشأنها، ففي الحالتين هم في خسارة، سواء استمرت الحرب أم توقفت. ولكنهم يبحثون عن الحل الأقل خسارة بالنسبة لهم".
وبدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي، في الثامن والعشرين من آب/أغسطس الماضي عملية واسعة في شمال الضفة، أطلقت عليها اسم "مخيمات صيفية" استهدفت مخيمات جنين وطولكرم وطوباس، بوصفها مراكز نشطة للمقاومة، وقتلت خلالها العشرات من الفلسطينيين.