نابلس.. إلغاء الاحتفال بالمولد النبوي تضامنا مع غزة
على عكس العادة التي درج عليها أهالي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، فقد خلت الشوارع والأسواق من أي مظهر من مظاهر الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، تضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية منذ أكثر من 11 شهرا متواصلا.
واعتاد أهالي نابلس الاستيقاظ صبيحة يوم المولد النبوي على مكبرات الصوت في المساجد، وهي تصدح بالتوشيحات الدينية والذكر، فيما يتسابق الناس على تعليق الزينة في البيوت والشوارع والأسواق، التي بدورها تكتظ بالباعة والمتسوقين والزوار الذين يقصدون المدينة من كافة مناطق الضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل.
وأكثر ما يميز نابلس في ذكرى المولد النبوي ما يعرف بـ"عدة الشيخ نظمي"، وهم عبارة عن أشخاص يرتدون زيا موحدا بالغالب ويحملون الرايات والبيارق والطبول والدفوف، يجوبون الشوارع الرئيسية وهي يصدحون بالمدائح النبوية والأناشيد، وتلقى هذه الفعالية اهتماما كبيرا، حيث يرافقهم في جولتهم المئات من أبناء المدينة من مختلف الأعمار، فيما يقف كثيرون على الأرصفة لالتقاط الصور لهم.
إضافة إلى إخراج الشعرات النبوية الشريفة الموجودة منذ أكثر من مائة عام في المسجد الحنبلي أحد أقدم مساجد نابلس.
ويقول الناشط نور الدين حلاوة إن "مؤسسات نابلس وفعالياتها والناشطين أجمعوا على إلغاء أي مظهر من مظاهر احياء ذكرى المولد النبوي، وخاصة الفعاليات الاحتفالية مثل التزيين وتوزيع الحلويات والسكاكر، تضامنا مع اهلنا وأبناء شعبنا في قطاع غزة".
وتابع " كل شيء يهون في سبيل غزة الصامدة التي تتعرض لحرب إبادة جماعية منذ السابع من أكتوبر الماضي، لذلك لا يجوز لنا أن نفرح حتى في حضرة مناسبة دينية".
من جهته، قال التاجر سيف الدين النابلسي إن "التجار والباعة ينتظرون هذا الخير على أحر من الجمر، فإضافة لكونها مناسبة دينية نتعطر فيها بذكر الرسول الكريم والصلاة والسلام عليه، إلا أنها أيضا تظاهرة تجارية إن صح التعبير، حيث تعج الأسواق بالمتسوقين والزوار الذين يأتون من كل مكان لمشاهدة الفعاليات التي تمتاز فيها نابلس عن غيرها من المدن في ذكرى ميلاد الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم".
وتابع "لكن لا قيمة اليوم لأي فرحة أو تجارة والدماء الزكية تنهمر في غزة، والدمار حل في كل مكان، لذلك واجبنا أن نقف معهم ولا ننظر لبيع أو شراء أو ربح مادي".
من جهتها عممت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية على الخطباء والوعاظ باقتصار الاحتفال بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف في المساجد بالمواعظ والدروس فقط، دون إقامة احتفالات وتوزيع الحلوى ومظاهر الفرح والسرور بسبب الاحداث التي تمر على شعبنا الفلسطيني في أرجاء الوطن العزيز، وفق تعبيرهم.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين أول/ اكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد أكثر من 41 ألفا و 182 شهيدا، وإصابة 95 ألفا و280 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.