"قدس برس" تكشف تفاصيل خطة التربية والتعليم لاستدراك العام الدراسي بغزة
للعام الثاني على التوالي، يفقد طلبة غزة من المراحل التعليمية كافة حقهم في الالتحاق بمقاعد الدراسة، إذ انطلق العام الدراسي في الضفة الغربية والقدس المحتلة، دون القطاع في التاسع من أيلول/ سبتمبر الجاري.
ويواجه طلبة القطاع مصيرا مجهولا بعد ضياع العام الدراسي الأول، الذي بات استدراكه صعبا مع انطلاق العام الجديد، ما أثار مخاوف جدية لدى أولياء أمور الطلبة من فقدان الأجيال الناشئة حقهم في الحصول على التعليم.
خطة الوزارة لاستدراك العام الدراسي
وفي محاولة لاستدراك هذه المخاطر، أعلنت وزارة التربية والتعليم برام الله، إطلاق برنامجٍ خاصٍ لطلبة قطاع غزة، عبر "دمج العام الدراسي الماضي بالحالي، من خلال منصات إلكترونية سيتم إطلاقها لاحقا، تتضمن موادا أساسية مختصرة من العام الدراسي الماضي".
ووفقا لما رصده "قدس برس" في مخيمات النزوح جنوبي القطاع، فقد جرى التواصل من قبل مديريات التربية والتعليم برام الله، مع مدرسين/ات لمعرفة المناطق التي يتواجدون فيها، كما تم الإيعاز إليهم البدء بإحصاء الطلبة من المرحلة الابتدائية (الصف الأول- الرابع) لتشكيل قاعدة بيانات لمعرفة العدد الدقيق للطلبة ممن يستطع الالتحاق بالدوام الوجاهي أو الإلكتروني عن بعد فور إطلاقه.
هذا ويجري التحضير وفقا لمصادر "قدس برس" لإنشاء صفوف دراسية للمراحل الابتدائية من الصف الأول وحتى الرابع الأساسي في المناطق الإنسانية غربي القطاع، على أن تكون الدراسة ضمن مجموعات بشكل وجاهي مباشر، بحيث يتم تخصيص يومين/ ثلاثة أيام أسبوعيا لكل مجموعة، لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الطلبة.
تشير المصادر ذاتها أنه ومنذ أسابيع يجرى تنسيق اجتماعات عمل بين وزارة التربية والتعليم في كل من رام الله وغزة، بالتعاون مع الأونروا، لطباعة كتب مدرسية مختصرة لمادتي اللغة العربية والرياضيات لطلبة المرحلة الابتدائية بشكل تجريبي، على أن يتم تقييم هذه التجربة مع نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، وفي حال نجاحها سيتم تعميمها لباقي المراحل التعليمية.
تحديات ومعيقات
إلا أنه ومع ذلك تعترض هذه الاستعدادات الكثير من المعيقات التي رصدتها "قدس برس"، كـ"قلة الخيارات المتاحة لإنشاء مدارس أو صفوف دراسية في المناطق الإنسانية، في ظل اكتظاظها بالنازحين، بالإضافة لمعيقات لوجستية كصعوبة إنشاء صفوف دراسية من الشوادر والنايلون الذي لا يقي حر الصيف، وقد تتسرب إليه مياه الأمطار في فصل الشتاء".
كما أثبتت التجارب السابقة لإنشاء صفوف مدرسية، "صعوبة تطبيق التعليم الوجاهي، في ظل استمرار حرب الإبادة والنزوح المتكرر والقصف العشوائي الذي يُفقد كل من المعلم والطالب تركيزه، وبالتالي ضياع الغاية الأساسية من التعليم الوجاهي وهي تحصيل المعلومات واستيعابها".
تجدر الإشارة أن أعداد طلبة القطاع من كافة المراحل الدراسية يقدر بستمائة وثلاثون ألف طالب، يضاف لهم تسعون ألفا من المرحلة الجامعية، وقد أدت الحرب لارتقاء نحو عشرة آلاف شهداء، واعتقال نحو ثلاثمئة آخرين، وأصيب نحو خمسة عشر ألفا، كما ارتقى نحو أربعمئة وخمسون مدرسا، بالإضافة لتدمير 290 مدرسة.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.