علاء اللقطة.. رسام كاريكاتير التحق بـ"الطوفان" "مقاوما" بقلم رصاص

منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي، التحق رسام الكاريكاتير الفنان وطبيب جراحة التجميل الفلسطيني، علاء اللقطة، بركب معركة "طوفان الأقصى"، متسلحا بقلم رصاص وأفكار تجاوزت بإبداعها حدود الممكن بشكل مذهل.
"قدس برس" حاورت "اللقطة" في ذكرى "الطوفان" السنوية الأولى، تحدث فيها عن مشاعره إزاء ما يحدث في غزة، وأهمية الكاريكاتير في معركة الوعي كلغة يفهما كل البشر.
يقول الفنان الفلسطيني، الذي ولد بقطاع غزة في العام (1972): "هذه الحرب كان لها وقع كبير على نفسي، فهي اندلعت على الأرض التي ولدت بها، وعشت فيها طفولة المخيم بكل تفاصيله.. بيت العائلة الذي أحمل ذكرياتي به مع الوالدين رحمهما الله.. مع مسجد الحي الذي شهد أول ركوع وسجود لي دمرهما الاحتلال وسواهما بالتراب".
ويتابع متألما: "خيرة أصدقاء الطفولة من تقاسمت معهم الأمل والألم قضوا شهداء، عائلات من الجيران مسحت بأكملها من السجل المدني، تهجير أهلي إلى الخيام والنزوح المتكرر الذي تجاوز عشر مرات، بحثا عن أمان مفقود".
ويضيف: "كل هذه المشاهد حفرت في أعماقي جروحا وندبا قد لا يخفيها دهر بأكمله، وهي بمثابة البارود الذي تخصب في داخلي وترجمته من خلال قلم رصاص إلى لوحات كاريكاتورية تعكس الواقع وتروي ألف حكاية".
ويوضح الطبيب الفنان، الذي يمسك مبضع في يد وريشة في الأخرى، أن "فن الكاريكاتير هو القوة الناعمة التي تسند القوة المسلحة على الأرض، وتعكس بطولات رجال المقاومة، وصمود الشعب، وتصنع رموز جديدة من العز والفخار لم يسبق لها مثيل كالمقاوم الأنيق، والمثلث الأحمر المقلوب، وألوان البطيخ الثورية في دلالة على العلم الفلسطيني".
ونوه أن "فن الكاريكاتير لغة عالمية لا يحتاج لترجمان، ومن خلاله نعري هذا الاحتلال ونفضح جرائمة أمام الرأي العالم العالمي بلغة فنية رمزية بصرية تخاطب الوجدان ويبقى أثرها ممتدا لفترة طويلة".
وأشار إلى أن "سرعة تداول هذا الفن عبر مواقع التواصل واعتماده على خطوط بسيطة في شكلها عميقة في معناها لا تستغرق قراءته سوى ثواني معدودة جعله فنا جماهيريا بامتياز يلعب على وتر المتناقضات، وهو فن الضحك المر الذي يعكس واقع الحال وما آلت له أمتنا".
"لكل ما سبق وزيادة، كان هذا الفن رائدا في معركة الوعي بل واستنهاض الهمم وتأجيج المشاعر ووخز الضمائر وإبقاء جذوة القضية مشتعلة"، وفق "اللقطة".
وأكد أن "فن الكاريكاتير فن عظيم ومؤثر وله شعبية واسعة لدى كل شرائح المجتمع، ويستحق بذل الجهد من أجل تعلمه وإتقانه ومعرفة أسراره والإلمام بخيوطه".
وشدد على أن هذا الفن "يحتاج لجهد حثيث ووقت طويل وإن بدا في ظاهره خطوط بسيطة، لكن يمكن تسميته بفن السهل الممتنع، فهو يعتمد على عمق الفكرة في الأساس وقوتها وتأثيرها، وهذا يحتاج لإطلاع حثيث على الأحداث وقراءتها بتمعن والغوص في خباياها، كما يحتاج لخبرة وتجربة وثقافة واسعة في شتى المجالات، وفوق ذلك كله إيمان بالقضية وثبات على المبدأ مهما كلف الأمر".
وينصح اللقطة كل من يطرق هذا المجال من الجيل الجديد أن "يأخذ الفن بقوة ويبذل من أجله الجهد والوقت ويصبر عليه، فثماره قد تتأخر قليلا لكنها بالعزيمة والنفس الطويل تأتي، وأن نتحلل من ثقافة (الترند) والشهرة فهي نجاحات وهمية لا جذور لها".