كيف قرأ محللون وسياسيون أهم الأحداث التي تلت السابع من أكتوبر؟ (مصحح)

اسطنبول (تركيا) -محمد صفية - قدس برس
|
أكتوبر 7, 2024 1:51 م
عام من الأحداث غير المسبوقة على المستويين الإقليمي والعالمي أسفرت عن مشهد مزدحم بالحرب والدماء والإبادة، دفعت بالقضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث. كيف يقرأ المحللون السياسيون هذه الأحداث من زواياها المختلفة.
يقول الكاتب والحقوقي خالد الشولي في حوار مع "قدس برس" إن "الأحداث التي تلت يوم 7 أكتوبر 2023 من جرائم إبادة أثرت في صورة دولة الاحتلال وسمعتها".
مشيرا إلى أن ذلك عُبِّر عنه "من خلال الإجراءات القضائية والقرارات التي صدرت عن محكمة العدل الدولية في إطار القضية الرئيسة التي اتهمت فيها جنوب أفريقيا دولة الاحتلال بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية وانتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها".
وأضاف الشولي يقول "لقد ألحقت كل هذه الانتهاكات ضرراً على صورة دولة الاحتلال، وتراجع لمكانتها أمام الرأي العام الدولي، وبرز ذلك بشكل واضح في المظاهرات والاعتصامات التي اجتاحت مناطق واسعة في العالم... فضلاً عن وقف دول عديدة توريد الأسلحة إلى الاحتلال".
من جانبه قال الباحث في مركز "الزيتونة" للدراسات (مقره لبنان) وائل سعد، إن "ارتدادات عملية الـ 7 من أكتوبر لا يمكن إيجازها؛ فهي متعددة ومتشعبة. ومع ذلك فإن أبرز مشهد يقلق دولة الاحتلال هو توحد ساحات المقاومة من فلسطين إلى لبنان، وصولا إلى اليمن والعراق، وهو مشهد يعي الكيان الصهيوني خطورته الاستراتيجية" بحسب ما يرى.
ولفت في حوار مع "قدس برس": إلى أنه إن "كانت إمكانيات المقاومة حاليا محدودة، فإن فكرة التفاف الشعوب العربية حولها تقلق الصهاينة وداعميها".
بدوره اعتبر الكاتب والباحث الفلسطيني، أحمد الحيلة أن "الحدث الأبرز الذي جاء انعكاسا ل 7 أكتوبر هو هجوم الاحتلال على حزب الله في لبنان، بغرض تفكيكه كجبهة إسناد لفلسطين والمقاومة فيها، ومن ثم إعادة تشكيل الخارطة السياسية في لبنان بدون فكرة المقاومة".
وحذر من أن "هذا لو نجح، سيفضي لاستفراد الاحتلال بالمقاومة الفلسطينية وحركة حماس، كممر إلزامي لتصفية القضية الفلسطينية وإعادة رسم الشرق الأوسط".
فيما أكد، الباحث والمحلل السياسي سعيد الحاج على أن "الـ 7 من أكتوبر بحد ذاته كان لحظة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية والصراع مع الكيان الصهيوني من حيث الاستعداد، ومن حيث التخطيط، ومن حيث التنفيذ، ومن حيث النتائج المباشرة والنتائج الاستراتيجية بعيدة المدى".
وأعرب الحاج عن اعتقاده أن من أبرز التطورات خلال العام الذي تلى انطلاق "طوفان الأقصى" هو "سلسلة الاغتيالات في لبنان، والتي كان على رأسها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، والتي كانت لحظة كبيرة، وحاول الكيان الصهيوني من خلالها أن يظهر وكأنه له اليد الطولى، وأنه أنهى المعركة، وقضي على حزب الله تماماً، ومن ثم سوف يستفرد بغزة".
إلا أنه استدرك قائلا "إلا أنه ثبت خلال أيام أنها كانت تقديرات إسرائيلية غير دقيقة."
ومن ناحية أخرى يرى الحاج أن الضربة الإيرانية الأخيرة، التي أطلقت فيها يوم 1 أكتوبر الجاري، مئات الصواريخ على "إسرائيل" أنها "كانت أيضاً لحظة فارقة ليس فقط لأن الكيان الصهيوني قُصِف من خارج حدوده، ولكن لدرجة التحدي الموجود فيها ولعدد الصواريخ ونوعيتها ومداها والآثار المترتبة عليها".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ عام كامل، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.