عام على "الطوفان".. كيف قدمت المقاومة نفسها إعلاميا؟

مثّل الخطاب الإعلامي المقاوم، خلال عام من انطلاق "طوفان الأقصى"، إحدى المفاجآت التي شدت انتباه الرأي العام عربيا وعالميا، وبات الناطقون الرسميون باسم فصائل المقاومة الفلسطينية، نجوما يُتَدَاوَل مقاطع لهم وللعبارات التي يستخدمونها في بياناتهم، عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي.

أما مقاطع الـ "فيديو" التي بثتها المقاومة عن عملياتها باحتراف ودقة، أصبحت هي الأخرى، المحتوى الأهم والأكثر تداولا بين الجمهور.

وأكد إعلاميان أردنيان أن "الإعلام العسكري في قطاع غزة، قدم أداء متقدماً ومتميزاً، وتفوّق على السردية الإسرائيلية، لا سيما أمام المجتمع الغربي".

ويرى الكاتب والصحفي بسام بدارين، أن "خطاب المقاومة الفلسطينية الإعلامي كان بنفس المسافة الإبداعية مع الأداء العسكري على الأرض"، على حد تعبيره.

تفنيد الرواية الإسرائيلية

وقال في حديث مع "قدس برس" إنه "شاهدنا نوعا من تحقيق السبق الصحفي، وتوفير مادة ومحتوى للتحدث عن العمليات العسكرية في مواجهة الاحتلال، ومادة توثيقة تنفي أو تفند الكثير من الروايات التي نسجها الإعلام الإسرائيلي".

وأضاف "الإعلام العسكري التابع للمقاومة الفلسطينية، وتحديداً في كتائب القسام، وكذلك حركة الجهاد الإسلامي، عملا بحرفية عالية في مواجهة الإعلام الإسرائيلي، وكان أداؤهما الإعلامي مميزاً ومهنياً من خلال المحتوى والصورة والتوثيق، وهذا كله جديد في خط المقاومة".

وتابع: "كان لأداء المقاومة الإعلامي تأثيراً إيجابيا، فالكرة الأرضية برمتها لم تكن لتعلم حجم الجرائم التي ارتكبها الاحتلال، لولا وجود الإعلام الفلسطيني، والإعلام العربي المساند له من جهة، وطبيعة العمليات العسكرية للمقاومة الفلسطينية ونتائجها، لولا وجود إعلام عسكري تابع للمقاومة الفلسطينية من جهة أخرى".

لافتاً إلى أن "ذلك كان له الأثر الإيجابي في توفير حاضنة اجتماعية وشعبية حول المقاومة الفلسطينية".

إعلام استثنائي

من جانبه، قال ناشر موقع "جو 24" الصحفي باسل العكور، إن "الأداء الإعلامي للمقاومة الفلسطينية خلال طوفان الأقصى كان استثنائياً، ولم تترك المقاومة الفراغ للإعلام الإسرائيلي ودعايته المضللة والكاذبة" وفق ما يرى.

وقال في حديث مع "قدس برس": إن "الحضور الإعلامي كان طاغياً وواضحاً للمقاومة سواء في قطاع غزة، أو الضفة الغربية".

لافتاً إلى أن "الإعلام المقاوم أجاب عن كل الأسئلة المطروحة في الحالة الفلسطينية، ووضع الحقائق أمام الرأي العام، وكشف زيف وتضليل وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية وبعض وسائل الإعلام العربية التي كانت تعمل كصدى للإعلام الغربي والصهيوني".

وأضاف: "الإعلام الفلسطيني المستقل، وإعلام المقاومة بصفة عامة، كان حاضراً طوال العام الماضي، وقدم السردية والوقائع والحقائق على نحو متميز، واستخدم كل الوسائل المتاحة من خلال السوشال ميديا، والتطبيقات ووسائل الإعلام الوازنة، وكان صوت الأهل في قطاع غزة، والمرآة الحقيقية لما يجري على الأرض".

وشدد على أن "العاملين في هذه الوسائل الإعلامية عملوا بحرفية ومهنية، وكانوا ينقلون الحقائق، وهذا ما كان يضفي الصدقية على كل ما ينشر، حتى إنهم الوحيدون الذين كانوا يعملون في الصحافة بما تتطلبه من مهنية واحترافية".

وتابع يقول "في الوقت الذي رأينا فيه وسائل الإعلام الغربية التي كانت تدعي الحرفية والمهنية تتنازل عن كل ذلك لصالح انحيازهم للعدو الصهيوني، بينما الصحفيون في المقاومة شكلوا نموذجا حقيقيا لمن يؤمنون بالرسالة الإعلامية وأدواتها".

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ عام كامل، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد أكثر من 41 ألفا و965 شهيدا، وإصابة أكثر من 97 ألفا و590 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
خبراء يحذرون: الاقتصاد في مناطق السلطة الفلسطينية ينهار وديون الموظفين قنبلة موقوتة
يوليو 1, 2025
"الاقتصاد الفلسطيني يواجه كارثة مالية وديونًا متراكمة تهدد بالانهيار البنيوي" – بهذه العبارة الصادمة افتتح البنك الدولي تقريره الأخير الصادر في حزيران/يونيو 2025، ليدق ناقوس الخطر بشأن الحالة الاقتصادية والمالية في مناطق السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة. غير أن الأزمة لم تعد في خانة التحذير، بل تحوّلت إلى واقع يومي يعيشه الفلسطينيون في الضفة الغربية،
"العفو الدولية" بجانب 188 منظمة دولية: خطة توزيع الغذاء الإسرائيلية في غزة مميتة ويجب وقفها فورًا
يوليو 1, 2025
اتهمت منظمة العفو الدولية، السلطات الإسرائيلية باستخدام الغذاء كسلاح ضد المدنيين في قطاع غزة، محذرة من أن خطة توزيع الغذاء الإسرائيلية – بما فيها ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" – قد تحولت إلى آلية قاتلة تُجبر أكثر من مليوني فلسطيني على الاختيار بين الموت جوعًا أو التعرض لإطلاق النار. وقالت العفو الدولية، في بيان مدعوم
"برلمانيون لأجل القدس": نداء عاجل للبرلمانات الدولية لإنقاذ أطفال غزة من الجوع والمرض
يوليو 1, 2025
وجهت رابطة برلمانيون لأجل القدس وفلسطين، نداءً عاجلًا إلى رؤساء البرلمانات والمنظمات البرلمانية الإقليمية والدولية، والمؤسسات الحقوقية، طالبت فيه بتحرك دولي فوري لإنقاذ أطفال غزة من كارثة إنسانية متصاعدة بفعل الحصار والإبادة الجماعية التي يتعرض لها القطاع. واستندت الرابطة في ندائها إلى تقارير ميدانية وإنسانية، من بينها نداء "منتدى العدالة الدولي ضد الإبادة الجماعية"، والتي
آيزنكوت يعلن انسحابه من حزب "معسكر الدولة" بزعامة غانتس ويستقيل من الـ"كنيست"
يوليو 1, 2025
أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق عضو برلمان الاحتلال "كنيست" غادي أيزنكوت، مساء الإثنين، الانسحاب من حزب “معسكر الدولة” بزعامة المعارض بيني غانتس والاستقالة من الكنيست، في خطوة وصفت بـ”الزلزال السياسي”. وقال “معسكر الدولة” في بيان إن أيزنكوت أبلغ غانتس بقراره الانسحاب من الحزب، والتخلي عن مقعده في الكنيست الذي كان قد فاز به ضمن قائمة
"أونروا": 82 % من مناطق قطاع غزة تخضع لأوامر إخلاء إسرائيلية
يوليو 1, 2025
قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إن 82 بالمئة من مناطق قطاع غزة تخضع لأوامر إخلاء إسرائيلية، وإن الفلسطينيين لا يجدون مكانا يلجؤون إليه مع استمرار تدمير المنشآت ومراكز الإيواء. وأوضحت الوكالة الأممية، في منشور على منصة (إكس) اليوم الثلاثاء، أن الجيش الإسرائيلي قصف صباح أمس الاثنين مدرسة كانت مأوى لنازحين فلسطينيين
صحة غزة: 116 شهيدا و463 جريحا وصلوا المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية
يوليو 1, 2025
أعلنت وزارة الصحة في غزة نقل 116 شهيدا فلسطينيا، (بينهم 4 شهداء انتشال)، و463 جريحا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية. وأضافت الوزارة، في تصريح صحفي، اليوم الثلاثاء، أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/مارس 2025، وصلت إلى 6,315 شهيدا و22,064 جريحا، مشيرة إلى أن هناك عددًا من الضحايا ما زالوا تحت الركام