"المقاومة الفلسطينية"... صمود في الميدان وصلابة على طاولة المفاوضات
عام من أطول المفاوضات وأصعبها

اسطنبول (تركيا) - قدس برس
|
أكتوبر 12, 2024 4:51 م
اعتبر مراقب ومحلل سياسي، أن المقاومة الفلسطينية، أثبتت خلال العام الذي تلي انطلاق عملية "طوفان الأقصى" (7 تشرين أول/أكتوبر 2023)، صلابة سياسية لا تقل عن صمود الأذرع العسكرية في الميدان.
وأشار إلى أن المقاومة تمسكت بمطالبها، وحققت انتصارات على طاولة المفاوضات، بالرغم من الانحياز العالمي للاحتلال.
وأكد المراقب والمحلل السياسي المستقل، أحمد الحيلة، على أن حركة "حماس" ومن خلال جولات التفاوض العديدة التي خاضتها "مارست المرونة بمتانة".
وأضاف في حديث مع "قدس برس" يقول إن "هذا يعود إلى عدة أسباب، أهمها: وضوح الأهداف، وهي (المقاومة) تتكئ في هذا على رؤية وطنية تعتمد على مصالح الشعب الفلسطيني، وليست خاضعة لحسابات حزبية ضيقة أو تأثيرات قوى خارجية".
ويستطرد الحيلة قائلا "المفاوض نيابة عن المقاومة، كان يكتسب قوته من الميدان ودعم الشعب الفلسطيني والتفافه حول مقاومته، رغم حجم الكارثة الإنسانية التي تعرض لها قطاع غزة" وفق تقديره.
وتابع معددا أسباب قوة "المقاوم المفاوض"، مشيرا إلى "حالة الانسجام بين الشعب والمقاومة التي تعتبر استثنائية في قوّتها، وشيوع حالة اليقين والإيمان بالقدرة على المواجهة، لا سيّما بعد معركة طوفان الأقصى، التي أثبتت أن الشعب الفلسطيني يملك القدرة على تغيير المعادلات" على حد تقديره.
وكشف الحيلة عن أن المقاومة خلال تفاوضها "استفادت من تجربة حركة فتح ومنظمة التحرير، في معرفة تكتيكات المفاوض الإسرائيلي وطرق مراوغته، والتلاعب في النصوص حمالة الأوجه والتفسير، ما جعل حركة حماس دقيقة بشأن صياغة الأوراق والمقترحات، ودلالاتها السياسية والقانونية".
وشدد على أن "حماس" تعاملت مع الولايات المتحدة خلال جولات التفاوض "بصفتها طرفاً منحازاً للاحتلال، وليس طرفاً محايداً يمكن الوثوق به، ولذلك كانت الحركة تتعامل بحذر مع المقترحات الأمريكية".
ولفت المراقب الفلسطيني إلى أن وفد حركة "حماس" المفاوض "نجح في إفشال محاولات واشنطن تحميل المقاومة مسؤولية تعثر المفاوضات، من خلال استدامة عملية التفاوض وعدم رفض أي مقترحات والتعامل معها بإيجابية".
وذكّر الحيلة بأن محددات الموقف الفلسطيني خلال التفاوض كانت "وقف العدوان على غزة، انسحاب جيش الاحتلال الشامل، عودة النازحين، والإعمار ودخول المساعدات".
يشار إلى أن المقاومة الفلسطينية، خاضت أكثر من 15 جولة مفاوضات طوال العام الذي تلي انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، أسفرت عن وقف مؤقت للعدوان الإسرائيلي، وتبادل للأسرى، والسماح بدخول بعض المواد الطبية.
وتمت تلك الجولات في الدوحة والقاهرة، بوساطات قطرية ومصرية، ورعاية أمريكية، انتهت معظم تلك الجولات بدون أي نتائج، بسبب بتعنت رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وإصراره على الاستمرار بالعدوان على غزة.