جيش الاحتلال يستخدم "روبوتات" مفخخة في عملياته التدميرية شمال غزة... ماذا يعني ذلك؟

خبير يجيب
قال المرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان (حقوقي مستقل مقره جنيف) إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم روبوتات مفخخة محملة بأطنان من المتفجرات في عمليات التدمير والقتل الواسعة التي ينفذها شمال غزة منذ عدة أيام.
 
وأوضح المرصد، في بيان له اليوم الأحد، أنه "تلقى شهادات عديدة من داخل غزة، عن استخدام الجيش الإسرائيلي لروبوتات مفخخة وتفجيرها عن بعد، محدثًا أضرارًا واسعة النطاق في المنازل والمباني المحيطة وخسائر كبيرة بالأرواح، في وقت يتعطل بالكامل تقريبًا عمل طواقم الإسعاف والدفاع المدني، باستثناء نطاق ضيق في بعض الأحياء".
 
وشدد المرصد الحقوقي على أن "استخدام إسرائيل للروبوتات المفخخة أمر محظور بموجب القانون الدولي، حيث إن هذه الروبوتات تعد من الأسلحة ذات الطابع العشوائي التي لا يمكن توجيهها أو حصر آثارها فقط بالأهداف العسكرية".
 
وأوضح أنه "نظرًا لطبيعتها، فهي تصيب السكان المدنيين بشكل مباشر، أو تصيب الأهداف العسكرية والمدنيين أو الأعيان المدنية عشوائيا دون تمييز. ومن ثم، تعد من الأسلحة المحظورة بموجب القانون الدولي، ويشكل استخدامها في المناطق السكنية جريمة دولية قائمة بحد ذاتها".
 
ونقل البيان إفادة لفلسطيني من المحاصرين من حي "القصاصيب" جنوبي مخيم "جباليا" شمال قطاع غزة، حيث قال "مساء يوم الأربعاء الماضي (9 أكتوبر)، حدث انفجار هائل في حي القصاصيب على مقربة من مكان تواجدنا".
 
وأكمل "كان صوت الانفجار قويًّا جدًّا، لم أسمع بقوته من قبل، فقد أصبحنا نميّز بين أصوات الانفجارات، فنعرف إن كان هذا الصوت قصف من الطائرات أم المدفعية أم غيره".
 
ولفت إلى أن "صوت الانفجار كان أقوى بمرات من صوت القصف الجوي، حتى إن الغبار الأبيض غطى المنطقة بالكامل. وتبين لنا لاحقًا أن هذا الانفجار ناتج عن تفجير روبوت محمّل بأطنان من المتفجرات، وأن هذا الروبوت يدمّر قرابة 6 أو 7 منازل دفعة واحدة. جيش الاحتلال يفجّر الروبوت بالمنازل دون علمه بوجود مدنيين داخلها أم لا".
 
وقال "الأورومتوسطي" إنه وثق تفجير جيش الاحتلال روبوتين آخرين في منطقة "التوام" وفي حي "الزهراء" الملاصق للدفاع المدني غرب مخيم "جباليا"، وروبوتًا آخر في محيط تقاطع "أبو علي مصطفى" في "بئر النعجة" بالمناطق الغربية لمخيم جباليا.
 
استخدام الـ "روبوتات" لتخفيف الضغط على سلاح الجو
ويشير خبير العسكري، المهندس محمد مغاربة، إلى أن قوة "إسرائيل" الجوية "تمر في أضعف مراحلها"، معتبرا أن لجوء جيش الاحتلال إلى وسائل تدميرية بديلة عن القصف الجوي، مؤشر مهم على تحديات يواجهها حاليا هذا السلاح.
 
ولفت في حديث مع "قدس برس" إلى أن مئات الآلاف من الأطنان التي ألقيت على غزة خلال عام "هي متفجرات نجمت عن قنابل وردت من مخازن الذخيرة الأمريكية، التي لم تعد قادرة الآن على تلبية طلبات سلاح الجو الإسرائيلي بالسرعة المطلوبة".
 
كما لفت إلى أن قواعد جوية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي تضررت من الهجمة الصاروخية الإيرانية الأخيرة، إضافة إلى "الإسراف الكبير في استخدام القنابل على جبهتي غزة وجنوب لبنان".
 
وشدد على أن سلاح جو جيش الاحتلال يواجه "صعوبة في القيام بالمهام الجوية الكاملة والفاعلة في حربه مع حزب الله، وصعوبة في تدمير الأنفاق على حساب شح الذخيرة التي هو مجبر على الاقتصاد بها، والاختيار بين استخدامها للأهداف الإيرانية أو تدمير الأنفاق اللبنانية، أو تدمير شمال قطاع غزة لإجبار السكان هناك على النزوح إلى الجنوب".
 
وتشير تقارير إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهلك في المراحل الأولى من حربه على قطاع غزة كمّاً كبيراً من الذخائر، تحديداً المستخدمة في القصف الجوي، خلال الأشهر الأربعة الأولى من العملية العسكرية قصف سلاح الجو الإسرائيلي ما يقرب من 31 ألف هدف، 29 ألفاً منها في قطاع غزة وبقية في مناطق أخرى على رأسها لبنان، ووفقاً لبيان جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن الجزء الأكبر من هذه الغارات جرى باستخدام طائرات مقاتلة.
 
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدعومة من الولايات المتحدة وأوروبا، ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 372 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95 بالمئة من السكان.
 
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
جيش الاحتلال ينذر بإخلاء أحياء كاملة شرق غزة
يوليو 2, 2025
وجّه جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، مساء الأربعاء، إنذارا بإخلاء خمسة مربعات سكنية في أحياء التفاح، الدرج، والبلدة القديمة شرق مدينة غزة، ملوّحا بتوسيع عدوانه ليطال مركز المدينة وجميع أحيائها. وجاء في بيان الاحتلال عبر الصفحة الرسمية للمتحدث باسمه: "إلى كل المتواجدين في منطقة مدينة غزة، في حيي التفاح والدرج والبلدة القديمة، في المربعات 602، 699، 715،
الجامعة العربية: الدعوات "الإسرائيلية" لضم الضفة بلطجة سياسية
يوليو 2, 2025
أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الأربعاء، التصريحات الصادرة عن وزير "العدل" في حكومة الاحتلال "الإسرائيلي"، والتي دعا فيها إلى استغلال الظرف الراهن للمضي في ضم الضفة الغربية، واصفا إياها بأنها "خطيرة وغير مسؤولة". وقال أبو الغيط، في بيان، إن تلك التصريحات تعكس توجهات استعمارية مقلقة تعبّر عن رؤية تتجاهل القانون الدولي
وزيرة بريطانية: الوضع الإنساني في غزة مروّع
يوليو 2, 2025
أعربت وزيرة الدولة البريطانية لشؤون التنمية، جيني تشابمان، الأربعاء، عن قلقها البالغ إزاء التدهور الحاد في الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، في ظل استمرار انقطاع الوقود عن القطاع منذ أكثر من أربعة أشهر. وفي تغريدة نشرتها عبر حسابها الرسمي، وصفت تشابمان الأزمة الإنسانية في غزة بأنها "مروعة"، محذرة من أن غياب الوقود يهدد بإغلاق المستشفيات،
منظمات دولية تدعو لتحقيق دولي في جرائم الإبادة بقطاع غزة
يوليو 2, 2025
أطلقت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الإفريقي، الأربعاء، نداء إنسانيا عاجلا لوقف عدوان الاحتلال "الإسرائيلي" المتواصل على قطاع غزة، وذلك خلال اجتماع تشاوري مشترك عقد في العاصمة المصرية القاهرة. وأكدت المنظمات الثلاث أن ما ترتكبه قوات الاحتلال في غزة يمثل جرائم إبادة جماعية مكتملة الأركان، ويستدعي تدخلا دوليا فوريا لوقفه، مشددة على أن
القوات المسلحة الأردنية تعلن إجلاء دفعة جديدة من أطفال غزة المرضى
يوليو 2, 2025
أجلت القوات المسلحة الأردنية، الأربعاء، الدفعة السادسة من أطفال قطاع غزة، والتي شملت 23 طفلا للعلاج رفقة 46 مرافقا من ذويهم، ضمن مبادرة "الممر الطبي الأردني". وقالت القوات المسلحة في بيان، إنه سيتم علاج 19 طفلا منهم في مستشفيات القطاع الخاص الأردنية يرافقهم 39 شخصا من ذويهم، فيما سيتم نقل 4 من المرضى إلى تركيا
" القسام" و"سرايا القدس"تستهدفان آليتين للاحتلال في خان يونس
يوليو 2, 2025
أعلنت كتائب "القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، الأربعاء، استهداف دبابة تابعة لجيش الاحتلال من نوع "ميركفاه" بعبوة أرضية شديدة الانفجار. وقالت "القسام" في بيان مقتضب، إنه جرى استهداف الدبابة "مساء أمس الثلاثاء على خط إمداد العدو في منطقة الزنة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع". كما أعلنت "سرايا القدس"، الجناح المسلح لحركة "الجهاد الإسلامي"، تدمير