كيف يمكن استثمار حراك الشارع الغربي المتضامن مع غزة؟
منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر رسمت المقاومة الفلسطينية خارطة ذهنية ووجدانية على صعيد الشارع العربي والغربي على حد سواء، خاصة عندما بدأ الرأي العام الغربي يستيقظ على حجم الفظائع والجرائم التي ارتكبها الاحتلال في قطاع غزة، واتضح هناك في العديد من الأوساط الغربية وخصوصاً في أوساط الشباب وطلاب الجامعات أن ما يتم في غزة هو "إبادة جماعية تستهدف المكون الفلسطيني بشكل كلي".
بدوره قال الكاتب الفلسطيني أيمن أبو هاشم في حديثه مع "قدس برس"، اليوم الثلاثاء، إن "هذا الحدث أسهم فعلياً بإعادة إنتاج خطاب منحاز للضحية ورافض للاحتلال، وأن ما يجري هو انتهاك للقانون الدولي والشرعية الدولية وتحول فارق في علاقة المجتمعات الغربية مع القضية الفلسطينية قبل 7أكتوبر بعد أن كان مقتصرا على أوساط نخبوية ضيقة إلى حد ما".
وشدد على "ضرورة وجود سياسات فلسطينية تستثمر هذا الحراك، لأن الذي يجري لصالح القضية الفلسطينية يستدعي وجود آليات تنسيق مدنية فلسطينية في أوروبا موحدة ومشتركة للتعامل مع هذا الحراك الغربي مع حضور لافت للشباب العربي والمسلم في أوروبا وأمريكا الذي يتلمس الحاجة إلى تغيير جذري وعميق".
وأوضح أن "هناك شبه إجماع في الشارع الغربي المنحاز للقضية الفلسطينية على طرح القضايا الجوهرية بالصراع وعدم الدخول بالقضايا التفصيلية أو الثانوية يعني الشيء الأساسي هو الخطاب المدني الحقوقي القائم على فكرة أن هناك احتلال وهناك حقوق للشعب الفلسطيني وهناك انتهاكات تعرض لها هذا الشعب".
وألمح أبو هاشم إلى "ضعف بناء الأطر المدنية للشباب العربي في أوربا، وخلل تنظيمي تشبيكي مع الشارع الغربي"، مشددا على "ضرورة أعطاء ذلك أهمية كبيرة والعمل على مضاعفة عملية التشبيك والتنسيق وأن يتكون هذه الأطر الفلسطينية والعربية والمسلمة لديها القابلية لاستيعاب حراك النشطاء الأجانب في الغرب".
بدورها قالت عضو أمانة المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج سائدة أبو البهاء، إن "زلزالاً معرفياً فيما يخص القضية الفلسطينية عمّ العالم أجمع وأن السردية الصهيونية التي لطالما تربعت على العرش الغربي تُهشَّم من قبل جيل غربي أدرك أن تغييباً لوعيه مورس عليه لعقود".
وأضافت، "لقد أحدثت صور الاعتقال العنيفة التي تعرض لها الطلاب في الغرب انكشافاً للليبرالية الغربية التي ضللت أبناءها بشعارات تبين زِيفها، وانتفض أبناء الطبقة السياسية الغربية على الطبقة السياسية ذاتها في بلادهم، احتجاجا على السياسات المنحازة للكيان".
وأردفت، "لقد قدم الطوفان حقيقة فرصة لعزل الكيان وإعادة تعريفه دولياً بما هو أصلاً فيه كيان عنصري فاشي إحتلالي متوحش متغطرس على كل القوانين الدولية والقيم الإنسانية".
وختمت حديثها "لقد فتح الطوفان الباب واسعاً لاستنفار طاقات شعوب العالم واستثمار فرص التفاف هذه الجماهير المنتفضة حول قضية فلسطين بوصفها قضية تحرر ونضال ضد احتلال صهيوني استعماري استيطاني".