جنوب إفريقيا ورد الجميل للفلسطينيين
تتحرك جنوب إفريقيا مجددا، نصرة لغزة في أروقة محكمة العدل الدولية، تجمع الأدلة الواحد تلو الآخر وتنبش الأحداث نصرة لغزة ولفضح جرائم الاحتلال الصهيوني، وإذا كان لغزة ذلك الموقع المحوري في أحداث العالم‘ فإن لجنوب إفريقيا رمزية تتجسد في نضال لعقود ضد نظام الفصل العنصري.
في حوار خاص مع محمد صالح مدير مركز الدراسات الإفريقية، تحدث فيه عن معاناة شعب جنوب أفريقيا من ويلات التفرقة العنصرية وهيمنة الرجل الأبيض إلى وقت قريب لافتا أن أكثر ما عاناه شعب جنوب أفريقيا أن 80% أو 85% من شعب جنوب أفريقيا كان يعيش في كانتونات معزولة في بلده (كحال قطاع غزة) فيما يستمتع الرجل الأبيض بخيرات البلد وكان الشعب بجنوب أفريقيا لا يتحرك إلا بتصاريح مرور داخل بلاده من مدينة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى وعانى التفرقة العنصرية والتمييز
ولذلك الشعب في جنوب أفريقيا صاحب تجربة مريرة في هذا الجانب ويعرف قيمة التفرقة العنصرية وقيمة أن تكون محتلاً وأن تمارس عليك كل هذه الممارسات التي يمارسها الكيان الأسرائيلي الآن.
وأشار صالح إلى أن الثورة الفلسطينية وقفت إلى جانب الثوار في جنوب أفريقيا خاصة المؤتمر الأفريقي الذي كان يناضل من أجل إنهاء حاكم التفرقة العنصرية والأبرتهايد في جنوب أفريقيا وهذا حفظه أهل جنوب أفريقيا للفلسطينيين.
وأضاف أن الأمر الآخر كدولة موقعة على ميثاق محكمة العدل الدولية هي معنية بالقانون الدولي بمنع وقوع الإبادة الجماعية،
ما جعل جنوب أفريقيا تتصدى للأمر في ظل تقاعس محكمة الجنايات الدولية من الاتيان بالقادة والمسؤولين الإسرائيليين الذين كانوا يتحدثون جهراً أنهم سيبيدون الفلسطينيين وطبقوا أقوالهم على الأرض وتوافرت الأدلة كذلك.
وأشار إلى أن التداول في المحكمة قد يأخذ وقتاً طويلاً ليصدر القرار وهذا أحد الاشكاليات الرئيسية ولكن ذهاب المجتمع الدولي وتأييد عدد كبير من الدول الأفريقية ودول العالم الحر حيث أبدت حوالي ستين دولة تقريباً أبدت موافقتها لمساندة جنوب أفريقيا في المحكمة هذا أمر مهم جداً جداً.
ولفت إلى أن هناك عددا كبيرا من الدول يفوق المئة وثلاثين دولة كذلك أيدت وإن لم تذهب إلى جانب جنوب أفريقيا إلى المحكمة.
ويعتقد صالح أن جنوب افريقيا ستحقق الكثير بلا شك في إدانة إسرائيل.
وأضاف: "كان ينبغي على المحكمة حسب كثير من القانونيين أن تصدر أمراً مباشراً بإيقاف الحرب فوراً ضد المدينين في غزة إلا أنها طلبت تدابير منع وقوع الأضرار ولكن ما حدث أن إسرائيل تجاهلت كل ما طلب منها وقتلت وشردت المئات في نفس اليوم
وحذر صالح من الإرادة الدولية المتماهية مع ما يجري في غزة إلى جانب إسرائيل ربما لن يمكن المحكمة من أن تفرض قرارها بالقوة لأن المحكمة ليس لديها شرطة لتنفيذ القرار وهذه ن نقاط ضعف محكمة العدل الدولية ولكن الخطوة التي تليها هي الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي باعتباره القوة المؤسسة التي لديها قوة التنفيذ في هذا القرار".
وأكد أن هناك أثمانا ستدفعها جنوب أفريقيا إزاء موقفها والتصدي لهذا الملف المهم باعتبارها دولة أفريقية في نهاية المطاف من الدول النامية وكثير من مصالحها مرتبطة بالدول الغربية، وبالتالي فهي ستتعرض للضغوط وستدفع أثمان من قبل الحلف الذي يقف إلى جانب إسرائيل".
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبدعم أميركي، عدوانا واسعا على قطاع غزة أسفر حتى الآن عن استشهاد نحو 43 ألف فلسطيني، فضلًا عن أكثر من 100 ألف جريح ونحو 10 آلاف مفقود. وتوسع العدوان الشهر الماضي في لبنان حيث أدى إلى استشهاد نحو 2800 وإصابة 13 ألفا.