خبير: شركات التقنية الكبرى تساهم في تمكين التطبيع مع الاحتلال

عمان - قدس برس
|
نوفمبر 4, 2024 6:31 م
قال الخبير تقنية المعلومات والاتصال، رائد سمور، إن التطبيع عبر منصات الإعلام الجديد، يتخذ أشكالا متغيرة ومتشعبة بما يسهم في دعم رواية "إسرائيل" ومحاصرة السردية الفلسطينية.
وأوضح سمور، في حديث مع "قدس برس" أن "عملية التطبيع الرقمي أصبحت جزءا لا يتجزأ من آليات التأثير في الرأي العام وتشكيل وجهات النظر المجتمعية".
وشدد على أن "عمليات التطبيع عبر منصات الإعلام الجديد هي عمليات تهدف إلى تغيير الرأي العام أو المواقف المجتمعية تجاه دولة الاحتلال، وجعلها تبدو طبيعية ومقبولة".
وتحدث سمور عن دور شركات التقنية العالمية الكبرى في دعم "إسرائيل" من خلال جملة من التعاملات الأمنية والسياسية والاجتماعية والإعلامية "فحالة التحالف الشديد ما بين الكيان الصهيوني وما بين تلك الشركات تجعل من تلك الشركات جزءاً لا يتجزأ من المعركة القائمة بين أحرار الأمة العربية وما بين الكيان" على حد تعبيره.
واستعرض دور بعض شركات التقنية العالمية التي تمتلك منصات الإعلام الجديد، في دعم رواية "إسرائيل"، مشيرا إلى شركة Checkpoint Software الإسرائيلية التي تنشط في مجال أمن الشبكات، وتقدم خدماتها في مجال الأمن السيبراني لشركات مثل "جوجل"، "فيسبوك"، و"مايكروسفت".
كما استعرض سمور أسماء المؤسسين الثلاثة لشركة "Checkpoint" مؤكدا أنهم إسرائيليون بدأوا حياتهم المهنية في جيش الاحتلال، وتحديدا في الوحدة 8200 المتخصصة في مجال التجسس الإلكتروني.
ولفت خبير تقنية المعلومات، إلى أنه من أبرز آثار التطبيع الرقمي هو "التخفيف من الحواجز النفسية والثقافية، وإعادة تشكيل المواقف والأفكار، واستقطاب المجتمعات وتأجيج الأفكار، إضافة إلى التحكم في السرد الإعلامي من خلال الانتشار الكبير للمؤثرين والمحتوى المدعوم بالخوارزميات".
وتطرق إلى أشكال التعاون بين منصات الإعلام الجديد والاحتلال، مثل "مشاركة البيانات والمعلومات، التي تُجْمَع من بيانات المستخدمين، التي تقدم للمساعدة على تصميم حملات تستهدف الجمهور بدقة".
كما تطرق إلى ما وصفه بـ "الخوارزميات المحابية، التي تتحكم الشركات العالمية بها، وتحدد بموجبها نوعية المحتوى الذي يظهر للمستخدمين... بما يساهم في تشكيل الرأي العام لصالح الاحتلال".
وشدد بالقول على أنه "لا بد من تسليط الضوء على أن الشركات التقنية الكبرى تؤدي دورا متناميا ومؤثرا في تمكين التطبيع، وذلك من خلال منصاتها وأدواتها وخوارزمياتها التي تمكنها من الوصول إلى مليارات المستخدمين حول العالم".
بناء الحصانة الفكرية والثقافية ضد التطبيع:
يؤكد خبير تقنية المعلومات والاتصال، رائد سمور، على أن "الحصانة الفكرية والثقافية تعد أساسا مهما لمواجهة التطبيع، لأن الوعي يساعد على تحليل المحتوى الرقمي وتقييمه ونقده".
وشدد على أن المثقفين هم "خط الدفاع الأول في مواجهة التطبيع، عبر ترويج القيم الوطنية والمحتوى الثقافي، وتعزيز السردية الخاصة بحقيقة الصراع مع العدو الصهيوني".
وشدد سمور على "ضرورة امتلاك أدوات ووسائل صياغة الأحداث وتقديمها للجمهور بشكل مدروس، وبما يخدم تقديم السردية الفلسطينية للرأي العام العالمي بقوة وتأثير".