هل تهدد عودة ترامب إلى البيت الأبيض الأمن الوطني الأردني؟

عمان - حبيب أبو محفوظ - قدس برس
|
نوفمبر 9, 2024 12:33 م
أثار انتخاب المرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب لولاية رئاسية جديدة في الولايات المتحدة الأمريكية قلقا لدى الأوساط السياسية الأردنية، حيث أكد الكاتب والمحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات أن أمام "دونالد ترامب مروحة واسعة من القضايا التي يريد تغييرها في مرحلته الرئاسية المقبلة، تحديداً فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط".
وقال الحوارات في حديث مع "قدس برس" إن "هناك موقف واضح للرئيس الأمريكي المنتخب ترامب تجاه منطقتنا العربية بالذات القضية الفلسطينية والأردن".
وأضاف "ترامب برئاسته الأولى قفز على القانون الدولي من خلال إقراره بما قام به بنيامين نتنياهو على الأرض من ضم الأغوار، وبناء المستوطنات في الضفة الغربية بصورة غير قانونية، والموافقة على عدم عودة اللاجئين الفلسطينيين، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وهو بذلك أسقط كل القرارات الدولية، وضرب بها عرض الحائط".
وأضاف الحوارات أن "ترامب طرح بديلاً عن كل ذلك، وهي صفقة القرن، واليوم في موقفه من حرب غزة، يقول لنتنياهو أنجز المهمة بسرعة، واستخدم أكبر قدر من القوة للقضاء على حماس وحزب الله، وطالبه بالعمل سريعاً لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين من غزة، وهو مستمر في دعم نتنياهو إلى أبعد الحدود" بحسب ما يرى.
وشدد الحوارات على أن "دونالد ترامب سيكون وبالاً على القضية الفلسطينية، وعلى الفلسطينيين وغزة والأردن، وبالذات لأنّه سيدعم كل إجراءات نتنياهو بدون أي تحفظ".
وحول تداعيات فوز ترامب على الداخل الأردني، أكد الحوارات أنّ ما يخشاه الأردن من ترامب "أن يمضي قدما بخطته المتعلقة بصفقة القرن، ومسار اتفاقية أبراهام، علاوة على ذلك فترامب يرفض مبدأ حق العودة، وهي قضية أردنية في غاية الحساسية، لأن جزءاً كبيراً من اللاجئين الفلسطينيين موجود في الأردن، ومن ثم عملياً ترامب ينهي حق الدولة الأردنية في الدفاع عن حقوق مواطنيها من أصول فلسطينية، وهذه نقطة خطيرة" بحسب ما يرى.
وعلى الصعيد ذاته أكد رئيس الديوان الملكي الأردني الأسبق، ونائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور جواد العناني أن علاقة الرئيس المنتخب دونالد ترامب قوية جداً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معرباً عن اعتقاده أنه "لن يكون هناك قضية فلسطينية، وبأن الأمور سوداوية فيما يتعلق بالمستقبل القريب للقضية الفلسطينية في ظل وجود تعاون وثيق بين نتنياهو وترامب، وبكل تأكيد لن يكون هذا التعاون في مصلحة الأردن أو القضية الفلسطينية".
وحول المطلوب أردنياً للتعامل مع انتخاب ترامب رئيساً جديداً للولايات المتحدة الأمريكية قال العناني لـ "قدس برس" إن "الأردن يعمل دبلوماسيا بشكل مكثف لتشكيل رأي عربي دولي رافض لكافة المخططات الأمريكية التي من الممكن أن تطرح لصالح الإسرائيليين على حساب الفلسطينيين".
وقال "لدى الأردن موقف يعتمد على اعتبارات عدة للتعامل مع المستجدات القادمة على القضية الفلسطينية بعد فوز ترامب، أهمها الموقف الفلسطيني، والمصالح الأردنية العليا والاستراتيجية للمملكة".
وخلال فترته الرئاسية الأولى اتخذ ترامب جملة من القرارات الصعبة التي انعكست على مصير القضية الفلسطينية لصالح "تل أبيب"، في مقدمتها قرار اعتبار القدس المحتلة عاصمة لـ"إسرائيل" ونقل إليها السفارة الأمريكية من "تل أبيب".