باحث كويتي: خطط أمريكية -إسرائيلية لتطبيع قسري وتجاهل حقوق الفلسطينيين وتهميش المقاومة
الكويت - سيف باكير - قدس برس
|
نوفمبر 10, 2024 1:06 م
أكّد المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز “ريكونسنس” للبحوث والدراسات في الكويت عبد العزيز العنجري، أن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير المقبل ستمهد الطريق لتنفيذ خطة مُعدة مسبقًا، تهدف إلى إحداث تغييرات جذرية في الشرق الأوسط.
وفي حديثه مع "قدس برس"، أوضح العنجري وهو عضو في نادي الصحافة الوطني في واشنطن أن هذه الخطة "تستهدف الدفع نحو تطبيع شبه كامل في المنطقة، وتشكيل “شرق أوسط جديد” يعزز الهيمنة الإسرائيلية، ويكرس دور الولايات المتحدة كضامن رئيسي لهذا التوجه".
وأشار العنجري إلى أن "الخطط تسير، رغم آمال الشعوب المطالبة بالعدالة، والتحركات الحقوقية الدولية الداعمة للحق الفلسطيني، إلا أن القرارات تُتخذ في نهاية الأمر على مستوى الحكومات، التي أظهر معظمها توجهاً نحو مزيد من التقارب مع إسرائيل، وتبني تصور أمني يستبعد كل أشكال المقاومة المسلحة، والتي تعتبرها الحكومات تهديدًا للاستقرار في المنطقة".
وأضاف أن "التعاون الأمريكي الإسرائيلي يشمل خطوات لتعزيز التقارب مع إسرائيل من خلال فرض قوانين تحدّ من مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، وتدابير تمنع بعض الدول من رفض المسافرين الإسرائيليين، أو تقيد السماح للطيران الإسرائيلي باستخدام المجال الجوي".
وفقًا للعنجري، "تهدف هذه السياسات إلى رفع الحرج عن بعض الحكومات أمام شعوبها، وإظهار أنها تجد نفسها مضطرة للتقارب مع إسرائيل تحت ضغوط قانونية ودبلوماسية، بينما الحقيقة أن هذه الخطط معروفة مسبقًا لبعض الحكومات كجزء من مخططات تطبيع واسعة".
كما تطرق العنجري إلى مسألة "حل الدولتين"، معتبرًا إياه "مجرد آلية لإدارة الصراع لا حله، حيث يسعى هذا الحل، كما يُطرح اليوم، إلى منح الفلسطينيين كيانًا منقوص السيادة والمساحة، بينما يُكرس الاعتراف بإسرائيل كدولة ذات سيادة كاملة".
وانتقد المحلل الكويتي ما وصفه بـ"التناقض في مواقف بعض الجهات الداعية لحل الدولتين، التي "تدعم هذا الحل، لكنها ترفض الاعتراف بفلسطين كدولة"، معتبرًا أن ذلك "يعكس ازدواجية تهدف لخداع الرأي العام".
وتناول العنجري قضية اللاجئين الفلسطينيين، مؤكدًا أن “حل الدولتين”، "إن تم وهو مستبعد جدًا، سيتجاهل حق العودة؛ حيث ترفض إسرائيل هذا الحق بشكل قاطع خشية التأثير في توازنها الديموغرافي، بينما تمنح حق العودة إلى كل يهودي حول العالم، مما يترك ملايين اللاجئين الفلسطينيين دون حقوقهم الأساسية".
وأضاف أن "هذا يجعل الدولة الفلسطينية المقترحة منقوصة السيادة، بلا سيطرة حقيقية على حدودها، وعاجزة عن اتخاذ قراراتها بحرية".
وفي ختام حديثه، أبدى العنجري "تفاؤلًا حذرًا؛ فرغم تزايد وعي الشعوب حول العالم وارتفاع الأصوات التي تميز بين انتقاد السياسات الإسرائيلية ومعاداة السامية، إلا أن هذا الوعي لم يُترجم بعد إلى ضغوط كافية لإجبار الحكومات على تعديل سياساتها تجاه إسرائيل".
وأشار إلى "إمكانية حدوث تغييرات مستقبلية من خلال الانتخابات في الدول الديمقراطية، إذا ما تمكنت شعوبها من اختيار حكومات تناصر الحقوق الفلسطينية".