مساحته تعادل 15 بالمئة من غزة.. آلاف الفلسطينيين ينزحون قسريا بسبب توسعة "نتساريم"

منذ أيام تشهد الأطراف الجنوبية لمحور "نتساريم" وسط قطاع غزة، أعمال تجريف وتمشيط تقوم بها قوات الاحتلال، بهدف توسعة المحور وإنشاء منطقة عازلة تخلو من أي تواجد بشري وتدمير ما تبقى من مبانٍ قائمة.

ووفقا لما رصده مراسل "قدس برس" وسط القطاع، تقوم طائرات الاحتلال بإنشاء حزام أمني جديد يمتد من "تبة النويري" غربي مخيم النصيرات، وصولا لمحطة أبو عاصي على شارع صلاح الدين.

وأفاد بأن هذا "القصف المتواصل يوميا منذ نحو أسبوعين، أدى لمغادرة من تبقى من السكان وسط وغرب مخيم النصيرات، الذين وجدوا أنفسهم مضطرين للنزوح قسرا باتجاه الجنوب، وتحديدا إلى مخيم الزوايدة ومدينة دير البلح".

ويزيد عدد من غادروا هذه المنطقة بسبب القصف الإسرائيلي عن ثلاثة آلاف مواطن، فيما بلغ عدد المنازل التي قصفها الاحتلال نحو عشرين منزلا بالإضافة لتدمير برج "التركماني"، وهو مبنى سكني قيد الإنشاء كان يضم عشرات العائلات النازحة من مدينة غزة وشمالها ممن تقطعت بهم السبل.

وفي سياق متصل، رصد مراسل "قدس برس" تكثيف قوات الاحتلال من استخدام سلاح المدفعية، حيث تسقط يوميا عشرات القذائف في منطقة العمليات الجديدة، فيما وصل بعضها لأراض كانت قد خصصت لإنشاء خيام للنازحين في أراضي "أبو معلا" و"أبو مهادي".

وبسبب هذا الوضع تحولت منطقة شمال غرب النصيرات لـ"منطقة أشباح"، حيث ينحصر تواجد المواطنين في فترة النهار لبضع ساعات لتفقد منازلهم، وفي فترة المساء يبدأ الاحتلال بفرض حظر للتجوال يمنع فيه المواطنين من السير في الشوارع أو حتى فتح الشبابيك، حيث تلاحقهم طائرات "الكواد كابتر" التي تقوم بإطلاق النار والقذائف المتفجرة بشكل مباشر على أي هدف يتم رصده.

بالنسبة لشمال المحور، فالوضع لا يختلف كثيرا عن جنوبه، إذ تفيد شهادات من مواطنين لـ"قدسبرس"، بـ"تكثيف الاحتلال للقصف الجوي والمدفعي في منطقة الصبرة وتل الهوى وحي الزيتون داخل مدينة غزة، وهي مناطق تقع في الجزء الشمالي من المحور".

عام على إنشاء المحور

تأتي هذه العمليات بعد مرور عام على وضع الاحتلال حجر الأساس في إنشاء محور نتساريم، أو ما يطلق عليه بالتسمية العبرية "باري نيتزر".

يقع المحور في منطقة وسط القطاع وبالتحديد إلى الشمال من وادي غزة، بدأ الاحتلال بوضع اللبنة الأساسية له في الأيام الأولى لتوغله البري في الـ27 من تشرين أول/ أكتوبر 2023، حينما دخل أول رتل عسكري إسرائيلي قطاع غزة من منطقة جحر الديك ليعلن الاحتلال تقسيم القطاع إلى قسمين شمالي وجنوبي

تجدر الإشارة إلى أن يوآف زيتون كبير المراسلين العسكريين في صحيفة /يديعوت أحرونوت/ العبرية قد سلط في تقرير ميداني من داخل المحور عن أخر الأعمال الإسرائيلية في المحور، ومما تم رصده وفق ترجمة "قدس برس" أن "الاحتلال زاد من مساحة المحور لتصل لست وخمسين كيلو مترا مربعا، وهي مساحة تعادل 15 بالمئة من إجمالي مساحة قطاع غزة".

يبلغ طول المنطقة المشار إليها ثماني كيلو مترات، أما عرضا فيصل لسبعة كيلو مترات، ويبتلع المحور بشكل كامل بلدات الزهراء والمغراقة وجحر الديك، وجزئيا يضم الأطراف الشمالية من مخيما النصيرات والبريج، وشمالا يقتطع الاحتلال مساحات واسعة من حيّي الزيتون وتل الهوى.

وقال التقرير الإسرائيلي إن جيش الاحتلال أقام قاعدة عسكرية ثابتة، لإدارة العمليات العسكرية داخل القطاع، حيث يضم المحور "مركزا لقيادة عمليات الجيش، ومقرا لشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، ومقار لقادة الكتائب والألوية، وبرج اتصالات وأجهزة رصد وتشويش".

بموازاة العمل الإسرائيلي لتوسعة المحور، إلا أن المقاومة استطاعت أن تحول المحور لمركز استنزاف بالنسبة لقوات الاحتلال، حيث تواصل المقاومة ضرب تحشدات العدو بقذائف الهاون وصواريخ الرجوم وصواريخ 107.

وكانت كتائب القسام قد بثت مشاهد أمس الجمعة لـ"دك مجاهديها قاعدة نتساريم بصواريخ 107 قصيرة المدى".

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، للعام الثاني على التوالي، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وخلّف العدوان نحو 147 ألف شهيد وجريح فلسطينيي، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

 

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
عائلة "حلس" في غزة تُعلن البراءة من "عصابة عملاء" وتدعو لمحاسبة المتورطين
يوليو 3, 2025
أصدرت عائلة "حلس" في قطاع غزة والشتات بياناً شديد اللهجة، أعلنت فيه البراءة التامة والمطلقة من مجموعة من أبنائها المتورطين في "الخيانة والتخابر" مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدةً رفضها القاطع لكل أشكال التعامل مع جهات معادية للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية. وجاء في البيان الذي صدر اليوم الخميس، أن "عصابة من العملاء المأجورين"، ومن بينهم شخص يُدعى
قراءة في المقترح الأمريكي الجديد لوقف إطلاق النار في غزة
يوليو 3, 2025
في خضم تسريبات متزايدة حول تفاصيل الورقة الأمريكية لوقف إطلاق النار في غزة، تتحدث تقارير إعلامية عن مقترح مختلف من حيث الشكل والمضمون، تطرحه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بصيغة تحمل ملامح تحول سياسي لافت. هذه الورقة، التي يُروّج لها على أنها اتفاق متكامل يمتد لـ60 يومًا، تتضمن بنودًا غير مسبوقة، كوقف شامل لإطلاق النار،
660 حالة اعتقال في يونيو بينهم 25 امرأة و39 طفلاً واستشهاد 3 أسرى في سجون الاحتلال
يوليو 3, 2025
قال "مركز فلسطين لدراسات الأسرى" (مستقل مقره بيروت)، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي صعّدت بشكل ملحوظ من عمليات الاعتقال خلال شهر حزيران/يونيو الماضي، في الضفة الغربية والقدس المحتلين، تزامنًا مع استمرار عدوانها على قطاع غزة، حيث وثّق المركز 660 حالة اعتقال، من بينهم 25 امرأة و39 طفلاً. وأوضح المركز في بيان له اليوم الخميس، أن إجمالي
"إسرائيل" تهاجم "العفو الدولية" بعد اتهامها باستخدام التجويع كأداة للإبادة الجماعية في غزة
يوليو 3, 2025
هاجمت "إسرائيل"، منظمة "العفو الدولية" بعد صدور تقريرها الذي أشار إلى استمرار "إسرائيل" في استخدام التجويع كوسيلة لإرتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين. وقالت "وزارة الخارجية الإسرائيلية"، في بيان لها اليوم الخميس، أن "انضمام منظمة العفو الدولية إلى حركة حماس وتبني كل أكاذيبها الدعائية، يجعل من المناسب تسميتها (عفو حماس)". وادعت الوزارة أن "الحقائق تختلف تمامًا
سلطات الاحتلال تمهل 22 عائلة مقدسية بإخلاء منازلها جنوب القدس
يوليو 3, 2025
أمهلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، 22 عائلة مقدسية حتى السابع من تموز/يوليو الجاري، لإخلاء منازلها للسيطرة على أراضيهم في بلدة "أم طوبا" في "صور باهر" جنوب القدس المحتلة. وقالت محافظة القدس، في بيان لها اليوم الخميس، إن "الاحتلال أخطر 22 عائلة بإخلاء منازلها في حي المشاهد في بلدة أم طوبا مقابل مستعمرة "هار حوماه"
مقررة أممية: ما يجري في غزة واحدة من أكثر عمليات الإبادة في التاريخ والوضع هناك تجاوز حد الكارثة
يوليو 3, 2025
جددت المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيزي، تحذيرها من خطورة الجرائم الإسرائيلية المرتكبة في قطاع غزة، مؤكدة أن ما يجري لا يُعد حربًا، بل هو "واحدة من أكثر عمليات الإبادة في التاريخ"، وأن الوضع هناك "تجاوز حد الكارثة". وقالت ألبانيز، في تصريحات صحفي اليوم الخميس، إن ما يُسمى "مؤسسة غزة الإنسانية"