إعلام عبري: الضفة الغربية تشكل التهديد الأمني الأساسي لـ"إسرائيل"
حذر تقرير عبري، من أن الخطر الأعظم الذي يهدد أمن إسرائيل في الأمد القريب، بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، سيعود إلى الضفة الغربية، كما كانت قبل حرب غزة ولبنان.
وقال كبير المراسلين العسكريين ومحلل الاستخبارات في صحيفة صحيفة /جروزاليم بوست/ يونا جيريمي بوب في تحليل نشره في الصحيفة اليوم الخميس: إنه "صحيح أن تل أبيب لم تتمكن من استعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، وقد توفي العديد منهم منذ فبراير/شباط، ولكن هذا قرار سياسي ودبلوماسي معقد وليس قراراً عسكرياً مباشراً".
وأضاف أنه على النقيض من غزة، فإن الضفة الغربية لا تزال تشكل تهديداً أكثر من أي وقت مضى، واتجاهاتها أعمق بكثير وأصبح من الصعب وقفها.
وأشار إلى أنه على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي أصبح أكثر عدوانية بكثير في الضفة، وخاصة استخدام الغارات الجوية وغيرها من عناصر قوته في الضفة الغربية منذ الصيف، فإن عدد الهجمات المميتة التي شنها مقاومون فلسطينيون في الضفة الغربية، لم ينخفض ، مقارنة بالمتوسط لعام 2024، وهذا خبر سيء، حيث كان المتوسط لعام 2024 أعلى بكثير من المتوسط قبل الحرب".
وأضاف أنه في واقع الأمر، نسيت معظم دوائر الأخبار أن الضفة الغربية كانت مشتعلة منذ مارس/آذار 2022.
ومن بين الأسباب العديدة التي أدت إلى عدم حماية حدود غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول أن العديد من القوات التي كانت هناك في عام 2021 تم نقلها إلى الضفة الغربية بشكل متقطع، بدءًا من موجات العمليات الفلسطينية التي بدأت في عام 2022.
وذكر على سبيل المثال، أنه في عام 2021، كان هناك أقل من 10 كتائب في الضفة الغربية، ولكن بدءًا من عام 2022، للحفاظ على النظام، كان هناك غالبًا ما بين 25 إلى 30 كتيبة - بعضها تم نقله من حدود غزة.
وقال: إنه رغم أن هذا القرار سيئ، فإنه ليس بالخطوة الخاطئة، بعبارة أخرى، كان ينبغي أن يكون هناك عدد أكبر بكثير من القوات على حدود غزة في جميع الأوقات ولعدة سنوات، ولكن بالمقارنة، كانت الضفة الغربية تشكل تهديدا أكبر في معظم الفترة بين 2022-2023، وقد أدرك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الجيش يسرائيل كاتس هذا جزئيا من خلال الموافقة النهائية يوم الثلاثاء على تشييد سياج حدودي جديد مع الأردن، في ظل المحاولات التي بذلت خلال العامين الماضيين، لتهريب أسلحة عالية الجودة إلى الضفة الغربية لمساعدة الجماعات الفلسطينية هناك على تنفيذ المزيد من الهجمات الفدائية الخطيرة.
ورأى أن تشييد السياج سيستغرق بعض الوقت، لذا يجب مراقبة محاولات تهريب الأسلحة عن كثب في الأشهر المقبلة قبل إقامته.
ونوه إلى أنه حتى لو تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، فإن أي وقف لإطلاق النار في غزة في الماضي لم يربط جميع الجماعات الفلسطينية في الضفة الغربية. كما أن الضفة الغربية تشهد مقاومة عفوية أكثر بكثير بسبب عدم وجود حدود يمكن فرضها، فالمستوطنات والبلدات الفلسطينية ملتوية حول بعضها البعض بإحكام وبطرق عديدة للغاية لدرجة أنه من غير الممكن مراقبة المنطقة بشكل كامل طوال الوقت. ووفقا له فإن حل المشكلة في الضفة الغربية، سوف يحتاج أيضاً إلى عنصر دبلوماسي، وهو أمر لم يكلف أحد نفسه عناء مناقشته منذ بدء هذه الحرب، ولم يكلف نفسه عناء مناقشته منذ ما قبل الحرب أيضاً.
وختم بالقول، "حتى يتم تحريك هذا العنصر الدبلوماسي إلى الأمام، حتى مع الهدوء على كل الجبهات الأخرى، فإن الضفة الغربية ستظل تشكل تهديداً على المدى القريب، وربما أكبر تهديد لإسرائيل في الوقت الراهن".