عملية "أرائيل".. فشل جديد وتحد إضافي للمنظومة الأمنية للاحتلال
يرى محللون، أن عملية "أرائيل" تشكل ضربة جديدة للمنظومة الأمنية "الإسرائيلية"، وبرهان على فشل كل محاولات تحييد الضفة واجتثاث المقاومة فيها، وإحياء لكابوس العمليات الفردية التي ستظل التحدي الأكبر لها.
وقال الكاتب والمتابع للشأن "الإسرائيلي" ياسر مناع، إن "هذه العملية تعيد نبش كابوس العمليات الفردية التي ستبقى معضلة أمام إسرائيل رغم سعيها لوأدها منذ عام 2015 وتحديدا بعد انتفاضة السكاكين والدهس".
وأضاف مناع لـ"قدس برس"، أن "تلك العمليات تعبر عن هوية الضفة الغربية كونها تعيش حالة من الاحتكاك الدائم بين المستوطنين والفلسطينيين، وهذا يعني بأنها ستبقى حاضرة طالما بقيت أسبابها".
وما زاد من التعقيد أمام دولة الاحتلال كما يقول مناع، هو أن "تلك العمليات تأتي رغم الأموال الطائلة التي دفعت في سبيل بسط السيطرة الأمنية ومراقبة كافة الأفراد والجماعات المسلحة عبر التقنيات الحديثة التي باتت تراقب الفلسطيني في كل تحركاته".
وأردف أن "عمليات المقاومة الأخيرة في ترقوميا والأغوار واليوم في ارائيل تجدد طرح السؤال عند المؤسسة الأمنية للاحتلال، ما الحل للتعامل مع مثل هذه العمليات؟.. التي تأتي رغم إغلاق المدن وفرض الحواجز والاعتقالات والاغتيالات".
وتابع مناع، أن "مثل هذه العمليات تعقد الحالة كونها تتعلق بفكره الأمن الشخصي للمستوطنين، وتخلق عبئ كبير على مخابرات الاحتلال والمنظومة الأمنية التي ترى بأنه وللتغلب عليها يجب أن يكون ذلك على حساب جبهات القتال الأخرى".
وعن تبني القسام للعملية قال مناع: "دون شك هناك محاولات مستمرة من الفصائل بشكل عام وحماس بشكل خاص لإشعال الصفيح وهذا يأتي في هذا الإطار بمعنى لا يمكن فصل ما يجري في جنين أو طولكرم مثلا عن هكذا عمليات".
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي خالد معالي إن "كل الدلالات واضحة بأن هذه العمليات تعبر عن توجه القاعدة العامة في الضفة الغربية تلك القاعدة التي تقول إنه طالما أنّ هناك احتلال فهناك مقاومة، وبالتالي يتحمل الاحتلال مسؤولية ما يحصل من أعمال مقاومة".
وشدد معالي خلال حديثه لـ"قدس برس"، على أن "هذه العملية تحمل ملامح الفشل والإخفاق لدى مخابرات الاحتلال وجيشها؛ كون الطريق الذي شهد تنفيذ العملية والذي يسمى بعابر السامرة يشهد انتشارا كبيرا من قبل قوات جيش الاحتلال والشرطة وأبراج المراقبة والكاميرات".
وأشار معالي إلى أنّ "أحد دلالات العملية، بانّ المقاومة مهما بلغ ضغط الاحتلال عليها ، يمكن لها أن توجعه ، وتخرج في أعمال من حيث لا يحتسب ، وهذا يؤشر إلى أن المقاومة تستطيع أن تتجاوز كل التعقيدات الأمنية وتصل إلى مبتغاها في الضفة الغربية".
وتؤشر هذه العملية أيضا كما يقول معالي إلى أن "جيش الاحتلال بتركيزه على غزه ولبنان ، فقد تركيزه على الضفة الغربية، وبالتالي هذه تعتبر ضربة قوية جدا لمنظومة الاحتلال الأمنية".
وأُصيب ظهر اليوم الجمعة، تسعة مستوطنين بينهم جنود من جيش الاحتلال قرب مستوطنة "أريئيل" ، بعملية إطلاق نار، استهدفت حافلة.
واعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام مسؤوليتها عن عملية إطلاق النار قرب "أرئيل" المقامة على أراضي محافظة سلفيت "التي باغت فيها أحد مجاهدينا الأبطال عددًا من الجنود والمغتصبين الصهاينة داخل حافلة فأصاب 9 جراح 3 منهم حرجة، وذلك ظهر اليوم الجمعة".
وأعلنت القسام أن أحد عناصرها وهو الشهيد سامر محمد أحمد حسين (46 عامًا) من قرية عينبوس جنوب نابلس نفذ عملية اطلاق النار.