تقرير: المستعربون أداة الاحتلال القذرة في تنفيذ المهمات الصعبة

أعاد مشهد اختطاف عناصر من القوات الخاصة الإسرائيلية المعروفة بـ"المستعربين" للجريح أيمن غنام من داخل غرفة العناية المكثفة في المستشفى العربي التخصصي في نابلس مساء أمس، فتح الباب على مصراعيه عن خطورة هذه الوحدة التي تستطيع الدخول إلى الأماكن الخطيرة والحساسة وتنفيذ عملياتها بشكل سريع وخاطف.

وكان نحو عشرة عناصر من تلك القوة يرتدون الزي المدني ولباس الأطباء والممرضين، وصلوا إلى المستشفى بباص أبيض يحمل لوحات تسجيل فلسطينية؛ ودخلوا إلى المستشفى وصعدوا إلى غرفة العناية المركزة ورفعوا أسلحتهم على الممرضين، ومن ثم عملوا على رفع الأجهزة عن الجريح غنام وأخرجوه على كرسي متحرك؛ ووضعوه في الباص قبل أن ينسحبوا من المكان.

وعلى مدار السنوات الماضية، خاصة خلال العامين الأخيرين نفذ المستعربون عدة عمليات اغتيال تركزت في محافظات جنين وطولكرم ونابلس، وغيرها من المحافظات.

وعادة ما يكون المستعربون ذوي ملامح شرقية، ويتخفَّون خلال المظاهرات أو العمليات الخاصة، بزي يشبه الزي المنتشر في المنطقة، ويقومون بأعمال تقنع المتظاهرين بأنهم منهم، مثل إلقاء الحجارة، وكأنها صوب جنود الاحتلال والشرطة، إلى أن يقتربوا من الأشخاص المستهدفين، فيختطفونهم تحت تهديد السلاح، أو يطلقون النار عليهم.

وتُعرف هذه الوحدة بأنها وحدة أمنية سرية وخاصة، وتطلق عليها ألقاب مختلفة، منها فرق الموت، ويزرع أعضاؤها بملامح تشبه الملامح العربية وسط المحتجين والمتظاهرين، إذ يلبسون لباسهم وكوفيتهم ويتحدثون بلسانهم.

وبدأت فكرة المستعربين في سنوات الثلاثينيات عندما شكلت عصابة الهاجاناة فريق من أعضائها للقيام بمهام استخبارية وتنفيذ عمليات قتل وتصفية ضد الفلسطينيين، وكان أول مستعرب هو "أهارون حاييم كوهين"، ومع الزمن حُوّلت فرقة المستعربين إلى دوائر الاستخبارات العامة، وتقطّع استخدام المستعربين خلال العقود الأربعة الأولى بعد إعلان قيام دولة الاحتلال، ثم تجدد في أواخر ثمانينات القرن الماضي، بين عامي 1988 و1989 عند انطلاق الانتفاضة الأولى في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأصبح المستعربون تحت إدارة وتوجيه جيش الاحتلال.

وتمر عملية مطاردة الفلسطينيين المطلوبين بمراحل ثلاث: الأولى، جمع المعلومات الاستخباراتية، أو المعلومات الساخنة، كما يسمونها، وتتولاها وحدة سرية ذات خبرة وعناصر هذه المهمة ينزرعون بين الفلسطينيين لمدة زمنية طويلة قد تصل لأعوام. والمرحلة الثانية: إرسال عناصر القوات الخاصة "الكوماندوز" للتسلل وتنفيذ المهمة، وفي الغالب تكون اختطافا أو إعداما. أما المرحلة الأخيرة فتتمثل بالتدخل العسكريّ للقوات والمدرّعات.

وتنشط حاليا عدة وحدات للمستعربين وهي، "دوفدفان" التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وتنشط منذ عام 1986، وأساس عملها، تنفيذ عمليات اعتقال، واغتيالات.

وحدة "ي. م. س" التابعة لقوات "حرس الحدود"، وهي قوات تنضم إلى الجيش في زمن الحروب، وإلى الشرطة في زمن الهدوء، وهي ناشطة في الضفة المحتلة، وتعد واحدة من وحدات "النخبة"، وتنشط بعمليات كتلك التي تنشط بها الوحدات الشبيهة في التشكيلات العسكرية الأخرى، ولكنها بالذات تنشط بالتعاون مع جهاز "الشاباك".

"وحدة متسادا" التابعة لإدارة سجون الاحتلال، وأقيمت منذ بداية القرن الحالي، وتُعد واحدة من وحدات النخبة التابعة لجيش الاحتلال، وإضافة إلى المهمات التي تقوم بها باقي وحدات المستعربين، فهذه الوحدة متخصصة أيضا بإنقاذ أسرى وتحريرهم، والسعي إلى إلقاء القبض على من يهربون من السجون.

"غدعونيم": هي وحدة تابعة لشرطة الاحتلال، وأقيمت عام 1990 كوحدة مهمات خاصة، لكن أقامت داخلها فرقة مستعربين تعمل بشكل خاص في مدينة القدس المحتلة.

ومن المعلومات التي تتيح إسرائيل الوصول إليها عبر مواقع رسمية، فإن وحدة "يمام" الخاصة في جهاز ما يسمى بـ"حرس الحدود" التابع لشرطة الاحتلال، أنشئت في عام 1974، وهي متخصصة في مجال "الاستجابة للحالات القصوى"، وتعمل بالتعاون مع جميع القوى العسكرية في جيش الاحتلال وجهاز "الشاباك".

وتعمل هذه الوحدة كما هو معلن، في إطار عمليات سرية، ويتميز أفرادها بمهارات القنص والقرصنة والتخريب باستخدام وسائل تكنولوجية مبتكرة ومتقدمة.

وتُشتهر لدى سلطات الاحتلال وحدة خاصة أخرى تسمى "يسام"، وتتبع لجهاز شرطة الاحتلال، وتم تأهيل أفرادها للتعامل مع الاضطرابات والاستجابة للحوادث الخطيرة والتعامل مع حاملي الأسلحة.

وهناك كذلك وحدة "سييرت متكال" التي تأسست في عام 1957 وتخضع مباشرة لهيئة أركان جيش الاحتلال، وتصنف مع دائرة المخابرات. هدفها الأساسي جمع معلومات استخبارية والتدخل في عمليات عسكرية محددة الأهداف في الخارج.

وعام 2020 صدر كتاب "سيريت ماتكال"، الذي ألفه ضابطان في جيش الاحتلال، هما أفنير شور، وأفيرام هاليفي، ويتحدث عن العمليات السرية التي نفذتها وحدة "أتيمار" التي كانا يعملان فيها سابقا.

ويتحدث الكتاب عن تفاصيل عمليات الاغتيال التي نفذها جيش الاحتلال منذ عام 1972، وفي سرد لتفاصيل أبرز عملية اغتيال نفذتها الوحدة، إذ تعد واحدة من أبرز عمليات الاغتيال منذ الاحتلال الإسرائيلي، تحدث الكتاب بالتفصيل عن عملية تصفية أبو جهاد "خليل الوزير" عام 1988 في منزله بتونس.

ويعيد الكتاب الذي يتضمن تفاصيل لعدد كبير من عمليات الاغتيال التي نفذتها وحدات وقوات خاصة إسرائيلية منذ سبعينيات القرن الماضي، والتي كان من أبرزها إضافة إلى عملية اغتيال خليل الوزير اغتيال ناجي العلي، وغسان كنفاني، وغيرها من عمليات اغتيال قادة حركة التحرر الفلسطينية، إلى الأذهان اعتماد جيش الاحتلال منذ بدء العمليات العسكرية والاقتحامات في مدن الضفة الغربية العام الماضي وحتى اليوم، على القوات الخاصة لاغتيال الفلسطينيين.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
بلدية دير البلح: شلل شبه تام في خدمات البلديات بالقطاع بسبب نفاد الوقود
يوليو 4, 2025
حذّرت بلدية دير البلح في قطاع غزة، الجمعة، من انهيار شامل في الخدمات الأساسية التي تقدمها البلديات في القطاع، نتيجة انقطاع السولار والوقود منذ أكثر من أربعة أشهر، الأمر الذي أدى إلى شلل شبه تام في تشغيل آبار المياه ومرافق النظافة والصرف الصحي. وقالت البلدية، في بيان صحفي، إن قوات الاحتلال "الإسرائيلي" دمّرت نحو 50%
"حماس" تعلن تسليم الوسطاء ردا إيجابيا حول مقترح وقف العدوان على غزة
يوليو 4, 2025
أعلنت حركة  المقاومة الإسلامية (حماس)، الجمعة، إكمال مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل والقوى الفلسطينية حول مقترح الوسطاء الأخير لوقف العدوان على شعبنا في غزة. وقالت الحركة في بيان، إنها سلمت الرد للإخوة الوسطاء والذي اتسم بالإيجابية، والحركة جاهزة بكل جدية للدخول فوراً في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ هذا الإطار. وتواصل قوات الاحتلال وبدعم أمريكي مطلق،
البرلمان العربي يدعو المجتمع الدولي لفتح تحقيق مستقل في جرائم الاحتلال
يوليو 4, 2025
قال البرلمان العربي، الجمعة، إن العالم يواجه مرحلة خطيرة تعيد تعريف مفهوم الإرهاب، خاصة حين يمارس بشكل رسمي ومنظم، كما يفعل الاحتلال "الإسرائيلي" في الأرض الفلسطينية، ولا سيما في قطاع غزة. جاء ذلك خلال مداخلة للنائب ناصر أبو بكر، عضو البرلمان العربي، في اجتماع نظمه مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب افتراضيا، بعنوان: "الاتجاهات والتحديات والتهديدات
"هآرتس": الحرب على غزة عبثية ووحشية ويجب وقفها مهما كان الثمن
يوليو 4, 2025
وصفت صحيفة /هآرتس/ "الإسرائيلية"، الحرب "الإسرائيلية" المتواصلة على قطاع غزة بأنها "عبثية، بلا أهداف، ووحشية للغاية"، داعية إلى وقفها الفوري "مهما كان الثمن". وقالت الصحيفة في افتتاحيتها، إن "الدماء تُسفك من الجانبين دون طائل"، مضيفة أن "الغالبية الساحقة من الضحايا في غزة هم من المدنيين الأبرياء، في وقت بات من المستحيل تبرير استمرار القتل الجماعي
الاحتلال يدمّر مدرسة "بدو الكعابنة" ويشرد سكان تجمع عرب "المليحات"
يوليو 4, 2025
ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، اعتداءً جديدا بحق التعليم الفلسطيني، بعد اقتحامها وتخريبها مدرسة "بدو الكعابنة" الأساسية المختلطة شرق أريحا في الضفة الغربية المحتلة، وإجبار سكان تجمع عرب المليحات المجاور على الرحيل القسري، في خطوة وصفتها وزارة التربية والتعليم (تابعة للسلطة) بأنها جريمة تمس جوهر الحق في التعليم والحياة الكريمة. وأكدت الوزارة في بيان
الأمم المتحدة: هجمات "إسرائيلية" تستهدف نازحين ومدارس في غزة
يوليو 4, 2025
حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الجمعة، من استمرار الهجمات "الإسرائيلية" التي تستهدف بشكل مباشر الخيام والمدارس التي تأوي النازحين في قطاع غزة، إلى جانب المدنيين الذين يحاولون الوصول إلى المساعدات الغذائية، ما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا. وأوضح المكتب، في تقريره الجديد، أن أكثر من 714 ألف شخص (ثلث سكان