محللون: الظروف الراهنة تُقرّب إمكانية إبرام صفقة هدنة بين المقاومة والاحتلال
أكد محللون سياسيون بأن الظروف الحالية سياساً ودولياً والتطورات الحاصلة إقليمياً ودولياً، تجعل فكرة إبرام صفقة وهدنة بين المقاومة والاحتلال في قطاع غزة أقرب من أي وقت مضى.
وقال الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات إن "الظروف الحالية الأكثر إيجابية بخصوص عقد صفقة وهدنة، وأن الحديث عن توفر الضمانات للمقاومة الفلسطينية بإمكانيه وقف الحرب في نهاية المطاف، وفي نهاية مسار تفاوضي حتى وإن طال بعض الشيء يمكن أن يشجع المقاومة الفلسطينية على القبول بجسر الهوة من طرفها ".
وشدد بشارات على أن الاحتلال في الوقت الحالي متخوف من طبيعة التحولات المتسارعة التي تجري في المنطقة، سواء كان في غزه على غرار التهدئة في لبنان، وأن يكون هناك تداعيات أخرى في المنطقة يمكن أن تؤثر على الاستقرار بشكل عام.
ورأى أن التغير في المواقف الدولية والمتغيرات العالمية ما زال يربك المشهد الاسرائيلي وقدرته على اتخاذ القرار الجازم.
ويرى الكاتب والمتابع للإعلام الإسرائيلي عزام أبو العدس، أن الظروف الحالية أكثر نضوجاً من أي فترة ماضية لإتمام صفقة وإبرام هدنة، وفي مقدمتها بأنّ أهالي الأسرى والمحتجزين بدأوا يؤثرون في الشارع الإسرائيلي أكثر فاكثر لاسيما مع الفيديوهات الأخيرة التي نشرتها "كتائب القسام"، والتي أصبحت الآن تفسر في الإعلام العام أو الحكومي، ولم يعد يطلق عليها اسم فيديوهات حرب نفسية بل أصبح يطلق عليها اسم (فيديوهات إشارة حياة في الأسرى) .
وأردف أن " الجيش الإسرائيلي أصبح يدفع أكثر فأكثر باتجاه هدنه بعد أن استنفذ كل ما يمكن أن يقوم به عسكريا، ولم يعد هناك أهداف جديده تتحقق، فهو يدور عمليا في دوائر وحلقات مفرغة، كما أن خطة الجنرالات التي كانت دولة الاحتلال تراهن على أنها ستتم خلال أسابيع أصبحت ستستغرق أشهرا، وتتحول إلى نوع من الوحل الجديد.
كما أن تقديرات الجيش كما يقول أبو العدس ترى بأنه إذا طالت الحرب سيموت هؤلاء المحتجزين وبالتالي لن يستطيع الجيش الخروج، ولن يكون هناك مسوغ لخروج الجيش من غزة، وبالتالي سيبقى حكما عسكريا أكثر وأكثر، وهذا سيكون كارثة على إسرائيل، و سيحتاج إلى خمسة ألوية لتأمين قطاع غزة فقط، ودائما تحت النار وبما يحمله ذلك من تبعات ".
وتابع:" العالم أيضا بدأ يضغط أكثر باتجاه صفقة، وهناك كلام يدور في الإعلام العبري بان ترامب يريد إنهاء هذا الملف والتخلص من تركة بايدن في الشرق الأوسط وبالتالي الأمور تتجه باتجاه صفقه".
وبحسب أبو العدس فإن الشهادات التي سيدلي بها نتنياهو في المحكمة، تجعله بحاجة إلى أخذ الأضواء من محاكمته وتسليطها على موضوع الصفقة، وبالتالي عناصر نضوج الصفقة هي أكبر بكثير من السابق، ولكن مع تفاؤل حذر الآن.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، لليوم 428 على التوالي، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وخلّف العدوان نحو 151 ألف شهيد وجريح فلسطينيي، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.