بعد 40 عاما في الأسر.. كريم يونس حرا
تنسم عميد الأسرى الفلسطينيين والعرب، كريم يونس (66 عاما)، فجر اليوم الخميس، الحرية، بعد أربعة عقود من الأسر في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وتعمدت سلطات الاحتلال الإفراج عن "يونس" فجرا، وتركه وحيدا في مدينة رعنانا قرب "تل أبيب"، دون إبلاغ عائلته في محاولة لتنغيص فرحتهم وتخريب استقباله.
وكانت شرطة الاحتلال، قد اقتحمت الليلة الماضية، منزل عائلة الأسير كريم يونس في عارة، داخل الأراضي المحتلةعام 48، واستولت على الأعلام الفلسطينية.
ولدى وصوله إلى بلدته، زار "يونس" قبري والديه، اللذين توفيا وهو في الأسر.
وقال يونس: "والدتي كانت سفيرة لكل أسرى الحرية.. أمي تحملت فوق طاقتها، لكنها اختارت أن تراني من السماء بعد انتظار طويل".
وكشف تفاصيل الإفراج عنه قائلا: "تم اقتحام السجن ليلا، وتم نقلي بشكل مفاجئ من السجن إلى الخارج من مركبة إلى مركبة".
واضاف:"هذا التصرف زاد من انفعالي حتى تركوني عند محطات الباصات، وطلبوا مني التوجه من خلاله إلى (عارة)، ووجدت بعض العمال الفلسطينيين واتصلت بأهلي حتى وصل أشقائي".
وقال: "لا أشعر بأي شيء حاليا.. لا يوجد بداخلي ما أشعر به.. لا أستطيع أن أتحدث عما بداخلي وشعوري.. اليوم استنشقت الهواء ورأيت الشمس.. وقد أتعود على ذلك مع الأيام المقبلة".
ويعد الأسير يونس واحداً من بين 25 أسيرًا، تواصل سلطات الاحتلال اعتقالهم منذ ما قبل توقيع اتفاق أوسلو أي قبل عام 1993، ورفضت على مدار عقود أن تفرج عنهم، رغم مرور العديد من صفقات التبادل.
وأشارت هيئة شؤون الأسرى (حكومية)، في بيان لها، إلى أن يونس "اعتقل وهو على مقاعد الدراسة الجامعية في 6 كانون الثاني/يناير عام 1983، بعد أن وُجهت له تهمة الانتماء إلى حركة فتح، (المحظورة حينها)، وحيازة أسلحة بطريقة غير منظمة، وقتل جندي إسرائيلي".
وأضافت: "خضع يونس لتحقيق قاس وطويل، وأصدرت محكمة الاحتلال العسكرية، حكماً بحقه بالإعدام شنقاً، وبعد شهر عدلت عن قرارها فأصدرت حكماً بتخفيف العقوبة إلى السجن مدى الحياة، والذي حدد لاحقاً بأربعين عاماً".
وأشارت الهيئة، إلى أنه "على الرغم من العقبات والصعوبات التي عاشها يونس طوال رحلة اعتقاله، إلا أنه تمكن من استكمال مسيرته التعليمية داخل معتقلات الاحتلال رغم أنف السجان".
وقالت: "كما أصدر يونس كتابين من داخل السجن ليقاوم بقلمه جريمة الاحتلال، أحدهما بعنوان (الواقع السياسي في إسرائيل) عام 1990، تحدث خلاله عن جميع الأحزاب السياسية الإسرائيلية، والثاني بعنوان (الصراع الأيديولوجي والتسوية) عام 1993".