كيف ساهمت الكويت في إبقاء قضية فلسطين حاضرة عربيا ودوليا؟

على مدار عقود، حافظت دولة الكويت على دورها الريادي في الدفاع عن القضية الفلسطينية، متبنية مواقف ثابتة تعكس التزامًا راسخًا بحقوق الشعب الفلسطيني.
تجسد هذا الالتزام في مواقفها السياسية المستمرة، إضافة إلى المبادرات الإنسانية والتنموية التي ساهمت في التخفيف من معاناة الفلسطينيين، رغم التحديات والتحولات التي تشهدها المنطقة.
دعم متجذر
في هذا الصدد، قال المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز "ريكونسنس" للبحوث والدراسات (مستقل ومقره الكويت) عبدالعزيز العنجري، إن "الدعم الكويتي للقضية الفلسطينية ظل مبدئيًا ومتجذرًا في مواقف الدولة منذ نكبة عام 1948 وحتى اليوم".
وأضاف العنجري لـ"قدس برس" أن "الكويت لعبت دورًا بارزًا في تعزيز التضامن بشأن فلسطين، وكانت من أوائل الدول التي قدمت دعمًا ماليًا وسياسيًا ملموسًا للشعب الفلسطيني".
وأكد أن الكويت "حتى في أصعب الأوقات مثل الغزو العراقي، لم تتراجع عن مواقفها، مما عزز مصداقيتها كدولة متمسكة بمبادئها".
وأوضح الباحث الكويتي أنه "على المستوى الشعبي، ساهم المجتمع المدني الكويتي، المدعوم بهامش حرية عالٍ وشعور الأفراد بالقدرة على التعبير، إلى جانب الإعلام والشخصيات الثقافية الكويتية، في إبقاء القضية الفلسطينية حية في وجدان شعوب المنطقة والدفاع عنها خارجيًا".
وأشار العنجري إلى أن "التشتت العربي وتضارب المصالح الإقليمية أضعفا قدرة أي دولة منفردة، بما فيها الكويت، على تحقيق تغييرات جوهرية على الأرض في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي".
وتابع: "زاد من صعوبة هذه الجهود تنامي عدد الدول التي تطبّع مع إسرائيل أو تعلن صراحة عن ميولها للتطبيع، مما أضعف الموقف العربي الجماعي تجاه القضية الفلسطينية"، لافتاً إلى أنه "مع ذلك، ظل الدعم الكويتي عنصرًا محوريًا في إبقاء القضية الفلسطينية حاضرة على الساحة الدولية".
التزام دائم
من جانبه، قال رئيس فريق "كويتيون دعمًا لفلسطين" (فريق تطوعي) عبدالله الموسوي، إن "الشعب الكويتي كان متعاطفًا ومساندًا وداعما لمختلف الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني منذ ما قبل النكبة وقيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين".
وأضاف الموسوي في حديث لـ"قدس برس" أنه "منذ صدور دستور دولة الكويت وتكامل معالم الدولة الحديثة التزمت الحكومة الكويتية بتمويل مؤسسات الشعب الفلسطيني وتقديم حصتها المالية بانتظام ولا زالت في سبيل تقليل معاناة الشعب الفلسطيني".
وأوضح أن "لدى الكويت جناحان رائدان في الدعم الإنساني والتنموي على مستوى العالم، وهما الهلال الأحمر الكويتي والصندوق الكويتي للتنمية، اللذان يلعبان دورًا محوريًا في تقديم الدعم للشعب الفلسطيني".
وأشار إلى أن "القانون الكويتي ينص على أن الدولة لا تزال في حالة حرب مع العدو الصهيوني، وهو القرار الحكومي الشعبي الذي صدر في الساعات الأولى لعدوان عام 1967م ولا زال ساري المفعول".
وأضاف الموسوي أن "دولة الكويت تمتلك مكتبًا مختصًا بمراقبة تنفيذ آليات مقاطعة المنتجات الصهيونية ومنع دخولها إلى البلاد. ويعد هذا المكتب جهة حكومية تتبع وزارة التجارة والصناعة، حيث تلتزم الكويت بعدم إقامة أي نوع من العلاقات مع الكيان الصهيوني، باعتباره دولة معادية".
وأكد أن "منذ عملية طوفان الأقصى وحتى اليوم، لم تتوقف دولة الكويت على المستويين الرسمي والشعبي عن تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، بجميع الإمكانيات وحسب الظروف المعقدة هناك".