مجزرة منازل مرتقبة في نابلس... والمئات مهددون بالتشريد

من المقرر أن تنتهي خلال الأيام القليلة القادمة المهلة التي منحتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لأصحاب عشرات المنازل الواقع في حي "الضاحية العليا" في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية لتقديم استئناف على قرار هدم منازلها بحجة أنها مقامة في المناطق المصنفة "ج"، وفق اتفاق "أوسلو"، ومشيدة فوق أرض أثرية يمنع البناء فيها أيضا.

وسلم ضباط في جيش الاحتلال يرافقهم موظفون في "هيئة حماية الآثار الإسرائيلية" أصحاب عشر منشآت مأهولة وأخرى قيد الإنشاء تقطنها نحو خمسين عائلة إخطارات بهدمها ووقف البناء فيها، ما يعني حال تطبيق القرار أن المئات من الفلسطينيين سيشردون في العراء، في ظل عدم قدرة السلطة الفلسطينية ومؤسساتها ذات الصلة على مواجهة مثل هذه القرارات.
 
ويقول أحد سكان المنطقة المتضررة الفلسطيني أحمد أبو الحيات، إن "جيش الاحتلال الإسرائيلي أعطانا إخطارات إزالة المباني، في خطوة مفاجئة وخطيرة... نحن نتحدث عن تهديد بهدم بيوت يسكنها ما يقارب خمسين عائلة".
 
وأشار أبو الحيات في حديث مع مراسل "قدس برس" إلى أن "الإخطار يلزمنا بإزالة المبنى على حسابنا الشخصي، وتصل تكلفة الهدم إلى 50-100 ألف شيكل... الوضع صعب للغاية؛ كل بيت هنا يحمل قصة وألمًا ووجعًا" على حد تعبيره.
 
وأوضح أبو الحيات أنه قُدِّم اعتراضاً قانونياً بمساندة مؤسسات حقوقية، مضيفًا: "نحن نعمل مع كل الجهات المختصة، ونسعى لتقديم الحلول، لكن الوقت ليس في صالحنا. نناشد الجميع بدءًا من الرئيس محمود عباس إلى مؤسسات حقوق الإنسان والمجتمع المدني، للوقوف معنا ومساندة الأهالي قبل فوات الأوان".
 
وأشار أبو الحيات إلى أهمية التضامن الشعبي، قائلًا "شهدنا استجابة وتضامنًا كبيرًا من الناس، لكننا نحتاج دعمًا أكبر. ما يحدث ليس مجرد إجراءات قانونية، بل هو مجزرة بحق الأرض والإنسان الفلسطيني، وتهجير قسري واضح".
 
بدوره، نفى مالك أحد المنازل المستهدفة، الفلسطيني جاسم منصور، وجود أي آثار في المنطقة، مشددًا على أن "الهدف الحقيقي هو فرض السيادة الإسرائيلية وتهجير الفلسطينيين". وأضاف قائلا: "يتذرعون بالآثار، بينما إسرائيل نفسها دمرت مدنًا كاملة، وشردت مئات العائلات... الموضوع ليس آثار؛ إنه محاولة لفرض سياسة جديدة عبر التهجير التدريجي".
 
كما عبّر في حديث مع "قدس برس" عن الاستهجان من الإجراءات الإسرائيلية الجديدة، لافتا إلى أنه "طلبوا منا تقديم أوراق ملكية تعود إلى عهد الأردن وتجديد إخراج قيد... هذه خطوات تعجيزية تُثبت أنهم لا يعترفون بالملكية الفلسطينية ولا بأي أوراق رسمية صادرة عن السلطة".
 
وحذّر منصور من أن هذه الإجراءات ستتوسع إذا لم يتصد لها "اليوم بيت، وغدًا اثنان، وبعدها عدة بيوت. نحن نشهد إعادة تطبيق لسياسة التهجير التي حدثت في غزة، لكن هذه المرة في الضفة الغربية الاحتلال يريد تهجيرنا تدريجيًا وفرض أمر واقع جديد".
 
بدوره، أشار مدير مركز "أبحاث الأراضي" محمود الصيفي (مستقل مقره رام الله) إلى أن تلك الإخطارات التي أتت بعد أيام من إعلان وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش مصادرة نحو 24 ألف دونم من الأراضي الفلسطينية لصالح التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية.
 
وأكد "خطط الاحتلال تعزيز التخطيط والبناء في مستوطنات الضفة بشكل غير مسبوق، خاصة أن المنطقة المستهدفة (الضاحية العليا) تقع أسفل جبل "جرزيم" أحد جبلي نابلس (إضافة لجبل عيبال)، والذي أقام المستوطنون عليه مستوطنة "براخا"، ومن ثم لزيادة مساحة المستوطنة وإقامة منطقة آمنة لها، سيتم هدم تلك المنازل". 
 
ويلفت الصيفي في حديث مع "قدس برس" إلى أن "الخطورة تكمن في تطبيق الاحتلال لسياسته التي كان يتبعها في القدس المحتلة بفرض غرامات مالية ضخمة على أصحاب المنازل في حال قيامه بهدمها، وأبلغهم بنيته فرض غرامات بعشرات آلاف الشواكل لتغطية تكاليف الهدم والتجريف، في حال لم يهدموا منازلهم بأنفسهم".
 
وفي ما يتعلق بحجة الاحتلال "التعدي على الآثار"، يؤكد الصيفي أنها "ذريعة لم تعد تخدع أحداً، لكنها تُستخدم لتبرير اقتلاع الفلسطينيين من جذورهم، مرةً بعد مرة". يضيف: "نحن أصحاب الأرض والأحرص على الأماكن الأثرية التي تثبت حقنا ووجودنا منذ آلاف السنين، فهل يمكن أن نعتدي عليها؟".
 
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
لازاريني: "مؤسسة غزة الإنسانية" لا تقدم سوى التجويع والرصاص للفلسطينيين
يوليو 1, 2025
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، إن عشرات المنظمات الإنسانية دعت لإنهاء نشاط "مؤسسة غزة الإنسانية" كونها "لا تقدم سوى التجويع والرصاص" للمدنيين بالقطاع. وأوضح لازاريني، في تدوينة على منصة /إكس/ اليوم الثلاثاء، أن "أكثر من 130 منظمة إنسانية غير حكومية دعت إلى استعادة آلية تنسيق وتوزيع موحدة
سلطات الاحتلال تجبر عائلة مقدسية على هدم منزلها قسريًا
يوليو 1, 2025
أجبرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، عائلة مقدسية على هدم منزلها في بلدة "سلوان" جنوب المسجد الأقصى المبارك. وأفادت محافظة القدس، في تصريح إعلامي، بأن بلدية الاحتلال في القدس أجبرت المواطن المقدسي محمود برقان على هدم منزل عائلته قسريًا، في حي "وادي ياصول" ببلدة "سلوان". وأشارت إلى أن مساحة المنزل تبلغ 100 متر مربع، ويقطن
صحيفة عبرية: حكومة نتنياهو مسؤولة عن تصاعد عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين
يوليو 1, 2025
قالت صحيفة عبرية، إن الحكومة الإسرائيلية اليمينية، تغاضت خلال الأشهر العشرين الماضية، عن الاعتداءات التي يشنها مستوطنون متطرفون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. وقالت صحيفة/جروزاليم بوست/ العبرية: إن أرقام وزارة الجيش تشير إلى أن الهجمات القومية اليهودية في الضفة الغربية ارتفعت بنسبة 30% هذا العام، من 318 في النصف الأول من عام 2024 إلى
"الإعلام الحكومي في غزة": وفاة شاب بسوء التغذية منعطف خطير بمسار كارثة التجويع
يوليو 1, 2025
اعتبر "المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة"، وفاة شاب فلسطيني نتيجة إصابته بسوء تغذية حاد "منعطفا خطيرا في مسار الكارثة الإنسانية بما يشير إلى بدء مرحلة أكثر قسوة"، جراء سياسة التجويع الإسرائيلية منذ آذار/مارس الماضي. وأمس الإثنين توفي الشاب أيوب أبو الحصين بمدينة خانيونس جنوب القطاع، متأثرا بإصابته بـ"سوء تغذية حاد" جراء التجويع الإسرائيلي بمنع دخول
الاحتلال يناقش خطة لبناء وحدات استيطانية خلف جدار "الفصل العنصري" في الضفة الغربية
يوليو 1, 2025
كشفت مصادر عبرية النقاب عن أن ما يسمى المجلس الأعلى للتخطيط التابع لجيش الاحتلال، سيناقش غدا الأربعاء مخططا استيطانيا لبناء 267 وحدة استيطانية في مستوطنتي معاليه عاموس جنوب شرق بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، وغاني موديعين المحاذية لجدار الفصل العنصري قرب رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، وقالت حركة "السلام" الإسرائيلية المتخصصة بمراقبة النشاطات
أبو محفوظ: فصل موظفين في أونروا لبنان يخدم الاحتلال ويستهدف تصفية الوكالة
يوليو 1, 2025
دعا القائم بأعمال الأمين العام لـ "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج" هشام أبو محفوظ، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان إلى التراجع عن قرار فصل عدد من موظفيها، مشددًا على أن الخطوة تمثل "خدمة مجانية للاحتلال الإسرائيلي" وتتماهى مع محاولاته لتصفية الوكالة. واستنكر أبو محفوظ، في تصريح صحفي مكتوب تلقته "قدس برس" اليوم الثلاثاء،